هلال (يفّشل)!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
هلال (يفّشل)!
فهد الدوس
لا تلوح في الأفق الأزرق بوادر أي تحسن إداري لعلاج الوضع الهلالي الفني المتردي في ظل تفاقم الاخفاقات وضياع الألقاب بجانب تراكم خبرات الفشل في ثمان بطولات داخلية وخارجية متتالية خلال المواسم الثلاثة الأخيرة.
وبات الزعيم اليوم فريقاً يلعب باسمه فقط وبلا هوية فنية أو نجوم مؤثرين فقد على أثرها توهجه السابق وحضوره القوي وهيبته في الميدان.
وعلى النقيض من ذلك نجد أن فريقي الهلال للشباب والناشئين اللذين يخضعان لإدارة مستقلة يشرف عليها عملاق رؤساء الهلال الأمير بندر بن محمد تسير بخطى ثابتة وفق استراتيجية واعية مدعومة بخبرة إدارية محنكة تقود مسيرتها الناجحة.. وحين يقدر لك متابعة منافسات أي من الفريقين تستمتع بأدائهما في الملعب ويبهرك بروح أفراده وعطائهم الجماعي اللافت ونتائجهم الإيجابية.
أما الهلال الكبير فلينس جمهوره إمكانية عودته لمنصات التتويج وزمن الذهب الأزرق ولى في ظل وجود عواجيز الكرة في صفوفه "وفاقد الشيء لا يعطيه" وخاصة في خط الظهر والحراسة.
فمدافع مثل المفرج يلعب في خط الظهر منذ 12عاماً لا يحسن التصدي للاعب الخصم ولا يجيد أسلوب المواجهة الفردية إضافة إلى الحارس الدعيع الذي قلت ولا زلت أكرر أن جسمه يفتقد المرونة وهو يقترب من نهاية عقده الرابع ولا يحسن التعامل مع الكرات الأرضية التي بدأت تأخذ طريقها بسهولة إلى مرماه.
أما المدافع الآخر المرشدي فلا يملك مقومات النجاح كمدافع في صفوف فريق كبير كالهلال حيث لم يطور نفسه ببطئه وبروده وردة فعله المتأخرة.. فالاهتمام بالمستوى أهم من الاهتمام بالشكل الخارجي للاعب!!
أما خط المقدمة الأزرق فالملاحظ أن مستوى النجم ياسر القحطاني تراجع كثيراً ولم يعد يعرف الطريق إلى المرمى المقابل وحتى ركلات الجزاء يبدو أنه بدأ يفقد ثقته كلاعب يجيد تنفيذها ولم يعد يجرؤ على التصدي لها عقب إهداره ركلتين حرمتا الهلال من انتصارين أمام الوحدة الإماراتي والاتحاد السعودي فضلاً عن كثرة سقوطه عند أدنى احتكاك وهو ما يعطل بناء العديد من الهجمات السريعة لفريقه ويخدم بذلك دفاع الخصم إضافة إلى أنه يلعب لنفسه كثيراً فعندما يتعب أحد زملائه في صناعة هجمة ويمرر الكرة في منطقة قريبة من مرمى الفريق المقابل لياسر تجده لا يتعامل معها بمسؤولية فإما أن يسددها بطريقة استعراضية بحثاً عن هدف سينمائي أو يطوح بها برعونة ولا تقدير لحجم التعب الذي بذله زميله في بناء هذه الهجمة ولا مراعاة لأهمية الفرصة المحققة للتسجيل لمصلحة فريقه ومن ورائه جماهيره المحترقة في المدرجات وخلف الشاشات.
وتبعاً لذلك نلاحظ أيضاً هبوط مستوى الهجوم الهلالي وتدني نسبة التسجيل لدرجة أن غالبية الأهداف الزرقاء القليلة في الآونة الأخيرة جاءت من كرات ثابتة وذلك في ظل طابع الأسلوب الفردي السائد في خط مقدمة الهلال وضعف قدرة مهاجمه الكنغولي (ليلو) في التعامل مع الكرات الانفرادية وهو الذي (توهق) الهلاليون معه بشراء بطاقته من الصفاقسي التونسي ب (1.2) مليون دولار لثلاث سنوات قادمة كما هو الحال بالنسبة للمقلب البرازيلي (برونو) الذي كلف الخزينة الهلالية نحو مليون ريال ويتسلم مرتباته الشهرية بانتظام دون أن نرى له أي أثر!!
إن نادياً مثل الهلال يُدر عليه 40مليون ريال سنوياً من موبايلي بخلاف تبرعات أعضاء شرفه السخية بالملايين تستغرب عدم إجادته في مهمة التعاقد مع اللاعبين الأجانب باستثناء تفاريس و(كماتشو سابقاً).
وفي المقابل نجد أن نادياً كالاتحاد يسير نحو الاحتفاظ ببطولة الدوري بكل قوة وعزيمة وإصرار بفضل إجادة ادارته في اختيار اللاعب الأجنبي وباتت نتائجه اليوم قائمة على - اللاعب الأجنبي - فبعد الغاني الحسن كيتا دعمت حقوقه بالمهاجم البرازيلي الجديد (ماجينو الفيس) ومن خلفه مواطنه صانع الألعاب الماهر (تشيكو اندرسون) مع عدم إغفال الدور المؤثر الذي يلعبه النجم الكبير ما يستر والعميد وقائده اللامع محمد نور في استمرار توهج فريقه.
وبعد المقارنة الهلالية الاتحادية حق لنا القول: إن الفكر الإداري متباين.. فهناك من يخطط للنجاح.. وهناك من لا زال يدور في دائرة الفشل!!
نقلا عن جريدة الرياض بتاريخ 8 يناير 2008