تفاصيل فضائح تهريب اللاعبين الأفارقة إلى أوروبا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
صرخة إلى الضمير الإنساني لكبح العبودية في الاحتراف الكروي(1/4)
تفاصيل فضائح تهريب اللاعبين الأفارقة إلى أوروبا
محمد حامد - إيلاف : صرخة جديدة نطلقها حول ملف آخر من الملفات الإنسانية التي نسيها العالم رغم أن التشدق بالدفاع عن حقوق وكرامة الإنسان
وصرختنا نطلقها من خلال فتح ملف العبودية الجديدة التي تتخذ من الاحتراف الكروي ساتراً لها، والحقيقة أنها ليست أكثر من وصمة عار في جبين الإنسانية، لأنها تقوم على التجارة في الأطفال الأفارقة من خلال تهريبهم إلى الدول الأوروبية تحت ستار الإحتراف الكروي والحياة الكريمة وهو الحلم الذي يداعب كل طفل أفريقي، حيث تحلم كل عائلة افريقية أن ترى أحد أطفالها يسير على خطى "ايتو" و "دروغبا" و "إيسين" وغيرهم من نجوم القارة السمراء الذين لمعوا في سماء الكرة الأوروبية.
إنهم يأتون إلى أوروبا للعب لصالح "أيه سي ميلان" و "باريس سان جيرمان"، و"ريال مدريد" و"بايرن ميونخ" و "تشلسي" وغيرها من الأندية الأوروبية إلا أن الواقع الذي يواجهه العديد من لاعبي كرة القدم الأفارقة الموهوبين، و الذين يبدأ استغلاهم وتهريبهم إلى أوروبا منذ بلوغهم التاسعة من العمر، الواقع أنهم سيجدون أنفسهم يتسولون وينامون على جوانب الطرقات، حيث لا مأوى لمن يفشل في الإختبارت سوى النوم في الشوارع والعيش على الأرصفة.
و في الوقت نفسه الذي سيقف فيه العالم منبهراً بما سوف يراه من مهارات على ساحة كرة القدم من خلال كأس الأمم الأفريقية التي تقام خلال الشهر ا
إنه وقت الإفطار، في أحد الأحياء الفقيرة بـ "جيمس تاون" الواقعة خارج العاصمة الغانية "أكرا"، حيث تأتي أصوات القعقعة من تحت القدر المعدني المصنوع من الصفيح معلنة عن بدء اليوم الجديد و ما به من أعمال حاملة الوعود بوجبة من الموز و الحليب الدافئ. في هذا الوقت يذهب الأطفال على غير رغبة أمهاتهم إلى الشاطئ ليلعبوا كرة القدم، حيث تمزق ركلاتهم القوية أجزاء الكرة المصنوعة من الخرق القديمة، الحصى، الأسبستوس و بقايا الزجاج المكسور الملفوفة ببعضها البعض بأشرطة من المطاط ، و على الضوء الخافت الذي يرسله الفجر يلعب الأطفال بهذه الكرة حاملين على صدورهم شعارات الأندية الأوروبية العريقة التي أصبحت من كثرة استخدامها لا تتجاوز كونها بعض أشرطة من القماش المهلهل تردد أسماء الأندية في جميع
أنحاء أوروبا؛ "شالكه"، "أياكس"، "تورينو"، "بورتسموث"، "بنفيكا" ... الى آخره .
خلف هؤلاء الأطفال الذين يلعبون كرة القدم، لافتة إعلانية كبيرة تبدو عليها آثار الطقس السيئ تحمل ملصقاً كبيراً عليه صورة لـ "مايكل إيسين" واقفاً بين قائمي المرمى ممسكاً بيديه كرة قدم التي تحمل صور نجوم بلاده السود، و تشير الصورة أيضاً إلى لاعب وسط منتخب غانا و "تشيلسي" و هو يشحذ همم الجماهير الغانية و يشجعهم على أن يهتفوا لمنتخب بلادهم و أن يفخروا بهذا المنتخب و لا يوفروا جهداً في سبيل تحقيق أعلى مستويات النظافة للعاصمة "أكرا" استعداداً لبطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم المقرر انطلاقها هذا الشهر.
و يستمر الأطفال؛ الذين غالباً ما يهربون من مدارسهم أو أعمالهم، في اللعب مهرولين وراء تحقيق الحلم المتمثل في أن يتحول كل منهم إلى مليونير أفريقي
كما أن هناك مدارس كرة القدم غير المرخصة في "أكرا" التي قفزت إلى الأفق و ظهرت في الصورة استجابة إلى الوضع المتنامي الذي احتله لاعبو كرة القدم الأفارقة في أوروبا. و طبقاً لما ورد عن الاتحاد الأفريقي، الكيان المتحكم في أمور تلك الرياضة (كرة القدم) على مستوى قارة أفريقيا، أنه لابد من ترخيص تلك المؤسسات (مدارس كرة القدم) بمعرفة الحكومة أو الجمعيات المتخصصة في كرة القدم. بينما الواقع الكائن في كلٍ من غانا و جارتها ساحل العاج، أنه كلما وصل نجاح تجربة نقل لاعبي كرة القدم من غرب أفريقيا إلى أوروبا إلى مدى أبعد، كلما ظهرت أكاديميات و مدارس جديدة لكرة القدم تمارس نشاطها بلا ترخيص من أي من الجهات المعنية.
و هي تلك المدارس التي غالباً ما تأخذ أموالاً من الآباء و الأسر الكبيرة التي تبعث بأطفالها إليهم، متسببين بذلك في تسرب الأطفال من التعليم النظامي الذي يتلقونه في المدارس و تهيئة الظروف الملائمة لهم للتركيز على كرة القدم طوال الوقت، إيماناً من تلك الأسر بأن وجود لاعب كرة قدم محترف بين أفرادها يعد بمثابة الفوز بجائزة اليانصيب، و هو ما يحملهم على الميل إلى أن ضياع فرصة التعليم من أبنائهم لهذا السبب يعد أمرا جديرا بالمخاطرة. كما أن الأمر لم ينته عند هذا الحد، بل تجاوز ذلك إلى أن بعض الأسر قامت بالفعل ببيع منازلها في أماكن عديدة من البلاد متوجهين بأبنائهم إلى الإقامة في المدينة ليتمكنوا من إلحاقهم بتلك المدارس.
و تنبغي الإشارة بهذا الصدد إلى أن هناك ما يقدر بحوالى 500 مدرسة غير مرخصة و لا تتمتع بأي صفة قانونية تمارس أعمالها في "أكرا"، علاوة على آلاف المدارس الأخرى التي تنتشر في جميع أنحاء غانا و التي تمارس نشاطها على جانبي الطرق و الأرصفة دون وجود الحد الأدنى من إمكانيات التدريب مطلقين على أنفسهم في أغلب الأحيان أسماء مستوحاة من الإنجيل مثل "أبناء موسى"، "أحباء المسيح"، كما تقوم كل واحدة من هذه المدارس بتخصيص صدرية رثة أو قميص مهلهل يرتديه الأطفال الملتحقون بها و ذلك لتمييزهم عن أطفال مدارس الكرة الأخرى. في ما يتعلق بالأطفال يتولى مسؤولية تدريبهم، و حثهم على اكتساب العديد من المهارات مثل الجري من دون كرة بسرعة كبيرة، التمرير و سرعة التفكير، حشد من العملاء و المدربين غير المرخص لهم بممارسة ذلك.
و في ما يتصل بمستقبل هؤلاء الأطفال، يسعى العديد من المدربين، الوسطاء الأوروبيون و العرب، إلى شراء أفضل لاعب من بينهم، و الذي لا يتجاوز في كثير من الأحيان السنة السابعة من عمره، و يساومون على ذلك اللاعب والأسرة التي ينتمي إليها لتوقيع التعاقدات القبلية (احتكار) آملين من ذلك جني آلاف الدولارات عند إعادة بيع اللاعب لأحد الأندية في أوروبا. كما أن هناك حالات أخرى يلجأ فيها الوسطاء إلى اقتطاع تكلفة المرحلة الانتقالية التي يقضيها الطفل ما بين بيعه للوسيط و إعادة بيعه للنادي قبل إتمام الصفقة ما يدفع العديد من تلك الأسر إلى بيع متعلقاتهم، مجوهراتهم و بيوتهم لدفع قيمتها في مقابل تلقي خدمات الوسطاء.
استجابةً لما سبقت الإشارة إليه من ممارسات، دقت عمليات الاستغلال التي تنطوي عليها تلك الممارسات ناقوس الخطر بالنسبة للعديد من المنظمات غير الحكومية الموجودة في غرب أفريقيا، بما فيها مؤسسات حماية الأطفال و المؤسسات الدينية. و بهذا الصدد أيضاً، يعترف "توني بافوي"، كابتن منتخب غانا السابق الذي اختير سفيراً لبطولة كأس الأمم الأفريقية لهذا العام، بأن نقل الأطفال للعب كرة القدم في بلاد أخرى أصبح واقعاً ملموساً لابد من مجابهته، و أضاف أن "لابد من وضع رقابة صارمة على الأكاديميات غير الشرعية و غير المرخصة لكرة القدم، كما أنه لابد من أن توجه الأسر التساؤلات لهؤلاء المدربين عما يقومون به من أعمال، بدلاً من تعليق كل آمالهم وتسخير جميع مدخراتهم في خدمة العلاقة التي تربطهم بتلك المدارس و من يعمل بها من أفراد".
التعليقات
فضائح تهريب
will -عجيب والله بعض اللاعبين ياخذ مرتب اكثر من 100.000 $ بالاسبوع وتسمونها عبوديه