الآنسة عمومية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الآنسة عمومية
محمد الجوكر
* أتمنى أن تكون مسرحية الموسم الكروية قد انتهت بقبول الاستقالة وألا نعود إلى فصول أخرى، فالأزمة الحقيقية هي غياب المشاركة الإدارية بفعالية في الجمعية العمومية، فقد تمنيت أن تكون نهاية المسرحية أفضل مما حدث بعد أن أبدى نصف أعضاء مجلس إدارة الاتحاد الكروي رغبتهم في عدم الاستمرار.
بينما رفضت الجمعية العمومية ابتعادهم، بل طالبوهم بالاستمرار حتى موعد الـ 90 يوماً المقبلة، بل خرج الأعضاء وكأنهم أبطال ـ على حد قول بعضهم ـ وهي نقطة تخوف كثيراً بأننا بالفعل نعاني عدم وجود ثقافة في مثل هذه القضايا الخلافية، فما زلنا نتعامل بمنطق "مشّي حالك وخليها على الله"!
* لماذا هذا القصور؟.. وأين قوة الأندية ال28 التي حضر أعضاؤها الجلسة التي وصفها البعض بأنها تاريخية؟.. تاريخية على (إيه)، وما حصل هو شيء متوقع.. هل لاستمرار مجلس كثرت أخطاؤه ودفع ثمنها غالياً (الرئيس المستقيل) وحده..
ولماذا وافق الأعضاء على قبول الاستمرار فأغلبيتهم ليس لديهم حماس ولاحظوا كم مرة تغيرت اللجان وتغير رؤساء اللجان منذ بدء تشكيل الاتحاد وفضل (المختصون) الهروب من المشاكل وتركوها غارقة.. الفترة المتبقية مصيرية للمسابقات ومدى أهميتها لأنها تحسم كثيراً من القضايا الساخنة..
صحيح هناك وجهة نظر أحترمها وهي أن بقاء القدامى لمعرفتهم بالواقع أفضل من أن يأتينا غيرهم ولكن القلق هو أن (الماشي) ممكن أن يمشي أي شيء وهنا تصبح المصيبة طالما لديهم الرغبة بعدم التكملة للفترة القادمة وهي ليست بقصيرة، فلماذا نوافق على بقاء مجلس كان متفككاً وتسبب في أزمة إدارية أساءت للكرة الإماراتية محلياً وخارجياً.
* لست مع أنصار استمرار المجلس وكان لابد من المحاسبة وتقييم الفترة التي قضوها وهي التي بدأت منذ مارس 2004، فالمدة طويلة وبغض النظر عن الانجازات لأن من الطبيعي لأي مؤسسة رياضيةأن تهدف إلى تحقيق المكاسب والانجازات ولا أحد يختلف على ذلك ولكن أن نمرر الأخطاء بطريقة عفا الله عما سلف، فالعملية كأنها كما يقولون (تيتي تيتي زي ما رحتي زي ما جيتي).
* توقفنا في الجمعية العمومية لنقاط محدودة وأخذت منا الوقت وأستغرب هل تكون لدينا قناعة بأن جلسة الخمس دقائق نعتبرها تاريخية؟ يكفي أن نحدد مصيرنا ونعلن الموافقة والترحيب ونفرح بالعودة ونعتبره انتصاراً ونقول تاريخية!!..
إننا يا أعزائي نعاني وسنظل نعاني طالما فكرنا لم يرتق إلى الكشف عن الحقيقة والبحث عنها فقد ضاعت الهيبة للعبة التي تكلفنا مئات الملايين من الدراهم.. وعند العمل الجاد نخرج ونقول "خيرها في غيرها" وثم ندّعي بأننا دخلنا عالم الاحتراف، فالكل لا يريد أن يدخل في مكاشفات ويفضل السكوت..
وهكذا هي رياضتنا تسير من تراجع إلى تراجع والسبب فكرنا المحدود لمفهومنا اللامفهوم عن دور الجمعيات العمومية غير العادية.. فـ (الآنسة) عمومية لم تفهم ما تريده.. والله من وراء القصد.
نقلا عن البيان بتاريخ 17 يناير 2008