كنيسة مارادونا تحتفل بتعيين "ابنها البار" مدربًا للأرجنتين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيسها
كنيسة مارادونا تحتفل بتعيين "ابنها البار" مدربًا للأرجنتين
روميو روفائيل من لندن: إنه صبي من ريف ميسيرا الذي وصل إلى قمة كرة القدم العالمية. إنه عبقري كرة القدم الذي فاز بثلاث مباريات فقط مدربًا للأندية. إنه صاحب أحد الأهداف الأكثر إثارة للجدل في تاريخ بطولات
ومع كل هذا الحديث الذي قد يبدو بأنه غير منطقي، تولى دييغو أرماندو مارادونا مسؤولية تدريب منتخب الأرجنتين.
اختيار تعيين دييغو يوم الثلاثاء الماضي طغت على كل أخبار كرة القدم في العالم. المواقع الالكترونية في الارجنتين كانت تتعقب مراحل تعيينه خطوة خطوة، وكذا صحافتها والصحافة العالمية، وجرت أشهر الأعمال التحضيرية للاحتفال تكريماً لمارادونا في "بيتزا بانانا" وهو نادٍ ليلي مهمل، كما يوحي اسمه.
وضعت صورة بالحجم الكبير لحارس مرمى انكلترا السابق بيتر شيلتون وهو يحيي الضيوف على مدخل النادي. وبدأت الصورة طبيعية، ولكن كان هناك شيء مختلف، لم يكن مارادونا في الصورة ولم تكن هناك كرة أيضاً. شيلتون لا يزال يلوح بيديه في الهواء، ولكن في هذه الصورة هو وحده (نسبة إلى الهدف الأول لمارادونا الذي سجله بيده في مرمى انكلترا في الدور الربع النهائي لكأس العالم لعام 1986).
وبعدها بساعات قليلة، الصغار والمراهقين والمتزوجين وحتى بعض البرازيليين اعتنقوا الايمان واصطفوا بترقب وهم يرتدون قميص منتخب الأرجنتين ويبعثون النشاط السماوي لحظة استحواذ مارادونا على الكرة من شيلتون وتسجيله هدفه الأول في مرمى انكلترا. إنها المعمودية في "كنيسة مارادونا"، وكان المتعبدون يرنمون في مسيرة حاشدة وهم يرتدون ثياب كهنة.
نسخة طبق الأصل من كأس العالم وضع عالياً في الكنيسة إلى جانب كرة قدم مغطاة بأسلاك توحي إلى الانتصار، وجلس المتعبدين حول الطاولات مع تحذير قاس من أحد المنظمين: "بعض النظر عما تقومون به، لا تضحكوا".
وقال أحد المؤمنين بوجه يدل على الصرامة ومن دون تلميح لأي سخرية: "دييغو هو إلهنا، كان ديفيد ضد جالوت دائماً. عليكم أن تتذكروا ما فعله بالنسبة إلينا، وما فعله بالنسبة إلى هذا البلد". ولكن اليخاندرو، أحد مؤسسي "كنيسة مارادونا" ليس متأكداً عما جعل اتحاد الكرة الأرجنتيني من تعيين مارادونا مدرباً لمنتخب البلاد عشية احتفال الكنيسة بمرور عشر سنوات على تأسيسها
وقال: "نحن ندخل عام 48 بعد الميلاد (48 عاماً بعد دييغو)، هل كانت هناك قوة روح كونية لهذا العمل؟ لا أعرف، أم كان قدر أم مجرد صدفة، إنما هي هدية عيد ميلاد، وهو يستحق ذلك".
ما إذا كان مارادونا يستحق فرصة تدريب منتخب الأرجنتين التي هي مثيرة للجدل، إلا أنه ما زالت هناك شكوكاً حول استقراره العاطفي. فالكثير من مشجعيه لا يريدون أن يروه بالقرب من منتخبهم الوطني. وإذا كان دييغو لم يعلن
في حين لا يزال جروندونا يحصن قوته في اتحاد الكرة، وهو المنصب الذي تولاه منذ عام 1979، فإن تعيين "الخبير" بيلاردو كان أمراً حيوياً. عمل مارادونا لوحده سيقود منتخب الأرجنتين إلى المصير المجهول، لذا عقب أحد المسؤولين في اتحاد الكرة في تصريح لصحيفة "كاريسيا" قائلاً: "نحن نحب مارادونا، ولكنه اعطائه كل مسؤوليات المنتخب الوطني ستكون عملية انتحارية".
ويحيط مارادونا نفسه دائماً بفريق عمل واسع النطاق. وعندما عاد قبل أسبوعين من جورجيا لملاقاة جروندونا للبحث عن منصب مدرب البلاد، كان معه 15 "مساعداً".
كمدرب للمنتخب الوطني، يبدو أن لا شيء قد يتغير. بيلاردو يعمل بكل جهد لينأى بنفسه على أن يكون له دور كبير مع اتحاد الكرة. "سيكون من واجب مارادونا أن يخرج إلى خط تماس الملعب" قالها بيلاردو أكثر من مرة في مقابلات تلفزيونية عدة التي أجراها خلال الأسبوعين الماضيين. ولكن حتى لو كان "صاحب الأنف الكبير" كامناً في الظل، ستكون هناك مجموعة كبيرة من المساعدين لمارادونا.
وسينضم إلى بيلاردو سيرجيو باتيستا الذي سيكون مساعداً أول لمارادونا، إلى جانب خوسيه لويس براون الذي سجل هدف الارجنتين الأول في مرمى المانيا في نهائي كأس العالم 1987. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع أعلن مارادونا أنه يريد أيضاً اوسكار روجيري واليخاندرو مانكوسو بجانبه. وعلى هذا الأساس، سينتهي دييغو مع عدد من مساعدين أكثر من اللاعبين جالسين بجانبه على مقاعد البدلاء في ملعب "هامبدون بارك" عندما يتقابل منتخب اسكتلندا مع الأرجنتين يوم 19 الجاري في مباراة ودية.
بيد أن العديد من مساعدي مارادونا استطاعوا في اقناع جروندونا لتعيينه، ولكن لا أحد يشك في أن هذا هو كل شيء عن مجرد شخص واحد.
العودة إلى "بيتزا بانانا"، ومع اقتراب منتصف الليل بدأت مسابقات "من يعرف أكثر عن دييغو"، وانتهت كما انتهت منافسة "أفضل وشم لدييغو". بابلو، الذي وشم وجه دييغو على صدره، كان واحداً من أفضل المرشحين لإحراز
وبحلول منتصف ليل الثلاثاء الماضي بدأ بث نقل الحفل من التلفزيون الوطني، ولكن لا ظهور لمارادونا، إلا أن صوته المألوف يأتي من المايكروفونات: "شكراً لكم، شكراً لدعمكم"، قبل أن تغني مجموعة: "سوف نفوز، سنكون أبطالاً مرة أخرى، مثلما حدث في 86"، ويردد مارادونا: "وهذا هو أملي".
مع المجموعة التي يقودها مارادونا، فإن اتحاد الكرة الأرجنتيني يريد أن يستعيد نشوة النصر بكأس العالم 1986 مرة أخرى. ولكن حتى الآن ليس جميع أعضاء الاتحاد قانعين بنجاح مارادونا، فخورخي فالدانو الذي أشاد بدييغو كلاعب، قال إنه من الخطر جداً منحه منصب المدرب الوطني. ومع أن الأرجنتين بعيدة بعض الشيء من ضمان التأهل إلى نهائيات كأس العالم التي ستقام في جنوب افريقيا في عام 2010، فإن مارادونا سيحتاج إلى كل الوقت لايجاد الصيغة السليمة والصحيحة للحصول على فريق متكامل ومتوازن ويسجل أهدافاً ويفوز في المباريات الودية قبل مباراته المقبلة ضد فنزويلا في آذار المقبل في تصفيات كأس العالم وبعدها.
ومع المباراة الدولية الودية في 19 الجاري ضد اسكتلندا، وهي أول مباراة يقودها مارادونا، فإن التكهنات ستتواصل. وقد عرض العظماء والكبار من كل انحاء العالم بالفعل عن رأيهم وقرارهم بشأن تعيين مارادونا مدرباً للأرجنتين، فيعتقد الفريدو دي ستيفانو أن لديه "قوة وسمعة وروح قتالية للنجاح"، أما فرانز بيكنباور فقال: "مع هذا العمل فإن مارادونا يمكن أن يجعل حياته تسير على مسارها الصحيح". بيليه، كما هو متوقع، فإنه حذر من أن "ليس كل لاعب عظيم يمكنه أن يكون مدرباً عظيماً"، في حين أن مواطنه البرازيلي زيكو ذهب إلى القول: "يمكن لأرجنتين أن تفوز بكأس العالم بقيادة مارادونا، ربما حسن نية الأرجنتين ستأتي بثمارها".
يذكر أن مارادونا ومساعديه قد وصلوا إلى انكلترا في وقت سابق من هذا الأسبوع، وقد زار دييغو مركزي تدريب مانشستر يونايتد وليفربول والتقى باللاعبين الأرجنتينيين في الناديين وأعلن تعيين لاعب خط وسط ليفربول تشافي ماتشيرانو كابتنا لمنتخب بلاده الذي سيقابل اسكتلندا في 19 الجاري.