الخاسر الفائز ...
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الخاسر الفائز ...
يكتبه : حبيب زعبلاوي
Habeeb1978@hotmail.com
في عالم الرياضة هناك أمور قد تبدو خفية لكثيرين لكنها تعني الكثير . وما دمنا نتحدث عن الرياضة فإن السمة التي يفترض بأن تكون غالبة في ملاعبنا هي التمتع بالروح الرياضية . فالهزيمة ليست نهاية الكون والفوز لن يستمر للأبد مهما كانت قوتك . وكما يقولون : "لو دامت لك لما وصلت لغيرك" ويمكن أن أضيف : "لو دامت لغيرك لما وصلت إليك" .
في الحقيقة السبب الذي جعلني أكتب هذا المقال هو التناقض الغريب الذي يخيّم على الرياضيين العرب .. نعم ، العرب فقط !! من خلال عملي الميداني فإنني مررت بكثير من التجارب وبالتأكيد فإن المراسل الميداني هو الأقرب للحدث والأكثر قدرة على كشف الحقائق ومعرفة الأسرار و الخفايا. في عالمنا العربي تبدو ثقافة الهزيمة غير موجودة على الإطلاق في دفاتر وكتب لاعبينا . ولا أعلم هل الهزيمة عيب ؟ هل لو قدمت كل ما لديك ثم تعرضت للهزيمة هل هذا يعني أنك تعرضت للإهانة ؟ قمة الشجاعة أن تقف أمام الجميع وتقرّ بهزيمتك وتتحمل المسؤولية .
في نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا كُلّفت بتغطية مباراة إسبانيا وأوكرانيا من مدينة لايبزغ الجميلة . ولأننا نتواجد في حدث عالمي مهم وفيه من القوانين التي تحكم عمل المراسلين ما يكفي فإنه كان يُطلب منا قبل بداية أي لقاء ان نقوم بتحديد نجم أو اثنين من كل منتخب كي يتسنى لنا إجراء مقابلات معهم فور نهاية اللقاء . وفي مثل هذه اللقاءات الحقيقة من الصعب اختيار لاعبين ترغب بإجراء مقابلة معهم قبل صافرة البداية لأن مجريات هذا اللقاء قد تفرض إسما معينا يكون مرشحا وبقوة لإجراء مقابلة معه . كأن يسجل لاعب معين هدفا حاسما او يتعرض لبطاقة حمراء أو يتعرض لإصابة بالغة . ولكن في الأوضاع الطبيعية فإننا نختار اللاعبين الأكثر نجومية والذين يُعتبرون نجوم شبّاك التذاكر بالنسبة للجمهور . ولأنني متواجد في مباراة تجمع الإسبان بالأوكران فإنه من البديهي أن أرشح أسماء كاسياس وراؤول وألونسو مثلا من إسبانيا وفي الجهة المقابلة شفتشينكو والمدير الفني لأوكرانيا بلوخين .
ملحمة كُروية قدمها الثور الإسباني الهائج عندما دكّ شباك الأوكران برباعية نظيفة . على الفور تأكدت بأنني لن أتمكن من إجراء مقابلة مع النجم "شيفا" كونه تعرض لهزيمة قد يراها البعض مذلّة . وقمت بتحضير أسئلتي للاّعبين الإسبان . فور انتهاء اللقاء ذهبت لغرفة إجراء المقابلات وجلست انتظر نصيبي من اللاعبين والنجوم من منهم سيأتي ! . وبعد انتظار دام ربع ساعة تقريبا جاءت المنسقة الإعلامية في الفيفا والتي أوكلت إليها مهمة الإشراف على المقابلات الخاصة بهذا اللقاء وقالت لي : هل أنت جاهز لإجراء المقابلة ؟ وهل قناتك مستعدة من خلال الأستديو التحليلي ؟ قلت لها : نعم بالتأكيد نحن جاهزون . وقلت لها : مَن مِن اللاعبين سيأتي ؟ قالت لي : شفتشينكو .. صدمت !! فما أعرفه هو أن شيفا وزملاءه تعرضوا للهزيمة بأربعة اهداف دون رد .. سألتها هل أنت متأكدة من أن شيفا أبدى استعداده لإجراء المقابلة ؟ قالت لي : نعم ، وأنت وضعت اسمه ضمن أسماء الذين ترغب بإجراء مقابلات معهم . قلت لنفسي بأن هذه ستكون ضربة قوية . لأن ما سيقوله الفائز هو شيء بديهي حيث سيعبر عن فرحته بالفوز ويهدي الفوز لزملائه ومدربه . ولكن ماالذي سيقوله شيفا ؟! تحمست للموضوع بشكل كبير وأخذت انتظر قدوم نجم الأوكران الأول .. فجأة دخل الغرفة وهو مبتسم وكأن شيئا لم يكن .. صافحني وقال لي : هل انتم جاهزون .. قلت له على الفور : نعم جاهزون وكان حينها في الأستديو الزميل تامر صقر مقدما والمحلليْن محي الدين خالف وخالد بيومي . قبل أن أبدأ مع شيفا بالحديث عن أسباب الهزيمة وتطلعاته للمباريات المقبلة لم أجد نفسي إلا شاكرا إياه على روحه الرياضية لقدومه لإجراء مقابلة معه في ظل هزيمته بالأربعة . ووصفته حينها بالشجاع . وفي معرض إجاباته على أسئلتي قال بأن هذا هو حال كرة القدم وما زلنا في البداية والقادم أفضل بالتأكيد .. وبالفعل فإن منتخب أوكرانيا وصل في هذه البطولة للدور ربع النهائي وخرج على يد الأتزوري الذي فاز نجومه بعدها باللقب .
هذه القصة لا تُعد إلاّ درسا للاعبينا ونجومنا . لأن اللاعب الشجاع هو من يَهْزِم هزيمتَه ويظهر أمام الإعلام وبكل قوة . فأنا كإعلامي وللأمانة لا يهمني فقط أخذ انطباعات الفائز وإنما الأهم بالنسبة لي هو أن أعرف أسباب هزيمة منتخب ما أو لاعب معين .. نادرا جدا ما نشاهد عبر شاشاتنا العربية لاعبا خاسرا يتحدث أمام الإعلام أو يسمح لمراسلي القنوات التلفزيونة والصحف بإجراء مقابلة معه . هذا ما شاهدته جليا بالنسبة للمنتخبات العربية المشاركة في كأس الأمم الإفريقية غانا 2008 وقبلها في نهائيات أمم آسيا وحتى في دورياتنا المحلية !! لاعبونا لا يتحدثون إلاّ في حالة الفوز ! حتى أن التعادل أحيانا لا يُعدّ مقنعا لهم للظهور أمام الوسائل الإعلامية ..
خلاصة هذه التجربة أنني تعلمت منها أن الفائز ليس بالضرورة أن يكون فائزا بالفعل ! وليس كل خاسر يمكن وصفه بأنه فعلا خاسر!! فقد تكون خاسرا ولكن في الحقيقة انت الفائز .. ولا فائز غيرك !! فذلك هو "الخاسر الفائز" .
يهمني رأيكم ...
bull;ألا ترون معي بأن الوسائل الإعلامية المصرية قد بالغت ومازالت تبالغ في إعلان فرحتها باللقب الإفريقي ؟ بالتأكيد هو لقب للعرب ولكن لم يعد أي برنامج يخلو من أغنية للمنتخب أو مقابلة مع لاعب او مسؤول حتى أنني تابعت تغطية خاصة بالإنجاز عبر برامج : البيت بيتك وتيعون قيقة والعاشرة مساءا والقاهرة اليوم و جميع نشرات الأخبار و برنامج ثقافة وإبداع .. تخيلوا !! وبرنامج أغاني الزمين الجميل .. كما تم تكريم المنتخب من مجلس الشورى وسيتم الاحتفال به من قبل مجلس الشعب !! كل هذا وكأن الفراعنة لم يكونوا مؤهلين للقب !! أعتقد بأن مرحلة مقبلة على الأبواب هي الأهم الآن وهي تصفيات مونديال جنوب إفريقيا 2010 ...
bull;بخصوص مسألة السّجود بعد كل هدف .. ألا ترون أيضا بأن هذه المسألة مبالغ فيها عند لاعبينا ؟ رأيي الشخصي قد يغضب كثيرين وهو أن السجود أرفع من هذه الامور .. في النهاية هو هدف وفوز تحقق . على الأقل لنقم بذلك في مباراة نهائية أو أمام خصم غير عربي . أما أن نسجد عند كل هدف فهذا شيء مبالغ فيه وفيه تصنع كبير ..
التعليقات
انت الفائز
احمد ابو ديه -انت الفائز يا حبيب ومقالع بعد مقاله تثبت انك الفائز الاكبر
مصر
محمد -تحيه كبيره للاستاذ الكبير حبيب زعبلاوي بالتأكيد فرحة المصريين مبالغ فيها وهي كانت متوقعه لان المنتخب المصري كان قد احرز البطوله في الدوره السابقه في مصر وبالتاكيد شفشينكو لاعب كبير وكما قال قد يكون الاتي افضل لاكن هناك سؤال غريب النتخب المصري يتالق في بطولة الامم الافريقيه ويقدم اداء رائع لكنه لا يتأهل لكأس العالم وتمنياتنا له بالتوفيق في تصفيات كاس العالم لانه منتخب يستحق التاهل للمونديال
مسلم - عربي - مصري
احمد -انا احب اعلق علي كلام المنتخب المصري مفيش شك ان الاعلام مازال في نشوه الفرح ولكن انت لو عايش في مصر اكيد هتكون مساند للاعلام مش هقولك علشان كنا كمصريين متشائمين وكنا متوقعين وصولنا لدور الثمانيه مبشر بالخير ووصلنا لدور الاربعه كان اشبهه بالاعجاز ثم نفاجأ كما فوجأ الكثيرين اننا احتفظنا بالكأس وفوزنا علي الاسود والافيال بنتائج كبيره واداء فوق الرائع بشهاده الجميع والحمد لله ولا علشان الشعب المصري قليل عليه الفرح شعب طيب غلبان بيصحي الصبح علشان يفكر في قوته ومشاكل الدنيا فوق دماغه وكل يوم الاسعار فوق والمرتب ومستوي المعيشه تحت تحت اما بالنسبه للسجود هل ذكر الله مبالغ فيه هل الاعتراف بدور الله مبالغ فيه هل شكر الله مبالغ فيه يا اخي يجب شكر الله في كل وقت بجد هذه النقطه خانتك شويه وانا افتخر باننا منتخب الساجدين كما يدعو البعض دي اول مره ادخل اكتب تعليق في الموقع وكتبت علشان لقيتك غلطان في حق ربك وحق نفسك
عشت يا إيلاف
أبوعرب -رائع يا إيلاف تتحفينا هذه الأيام بمقالات لكتاب لا يشق لهم غبار . لغة عربية إيه واسلوب إيه . عن جد إختيارات موفقة . سيروا إلى الأمام والله يكون في عوننا . أرجوا من إيلاف أن تراجع النصوص قبل النشر . أرجوكم رجاء حارا .
معتدل
العراقي الاصلي -هذا هو المقال الثاني الذي اقراءه لك.كاتب معتدل و اسلوب واضح وراقي.بالتوفيق دائما..
أنت الفائز
وسيم -اوافقك الرأي يا حبيب ...موفق والى الأمام ....موضوع السجود حساس شوي وصدقني شي كتير حلو يعني نحنا هون كنير سؤلنا عن سبب السجود وجاوبنا بكل فخر على هالموضوع...خلي الكل يعرف شوي عن الاسلام
هنا القوة...
رزق القرعان -نعم أستاذ حبيب فأجمل شيء أن تبتسم في وقت ينتظر منك الجميع أنك ستبكي....فهنا القوة تكمن وتكون قد خسرت مباراة لكنك كسبت إحترام وثناء الأخريين وهذا الأهم ...نعم هي دروس يجب أن تدرس بالجانب النظري من قبل المدربين لأنفسهم أولا وللاعبيهم ثانية ومن ثم سينعكس ذلك على الجمهور ونكون وقتها قد كسبنا الإحترام وإن خسرنا بطوله وليس مباراة..
a big hater
Barakat -habib .you are a big hater to Egypt
وجهة نظر صحيحه 100%
علاء الدسوقي -وجهة نظر صحيحه 100%السيد حبيب وجهة نظرك مقنعه وانا من جهتي إقتنعت فيها وكانت تستاهل أجمل مقال فائز خاسر
انت الفائز
احمد ابو ديه -انت الفائز يا حبيب ومقالع بعد مقاله تثبت انك الفائز الاكبر
مصر
محمد -تحيه كبيره للاستاذ الكبير حبيب زعبلاوي بالتأكيد فرحة المصريين مبالغ فيها وهي كانت متوقعه لان المنتخب المصري كان قد احرز البطوله في الدوره السابقه في مصر وبالتاكيد شفشينكو لاعب كبير وكما قال قد يكون الاتي افضل لاكن هناك سؤال غريب النتخب المصري يتالق في بطولة الامم الافريقيه ويقدم اداء رائع لكنه لا يتأهل لكأس العالم وتمنياتنا له بالتوفيق في تصفيات كاس العالم لانه منتخب يستحق التاهل للمونديال
مسلم - عربي - مصري
احمد -انا احب اعلق علي كلام المنتخب المصري مفيش شك ان الاعلام مازال في نشوه الفرح ولكن انت لو عايش في مصر اكيد هتكون مساند للاعلام مش هقولك علشان كنا كمصريين متشائمين وكنا متوقعين وصولنا لدور الثمانيه مبشر بالخير ووصلنا لدور الاربعه كان اشبهه بالاعجاز ثم نفاجأ كما فوجأ الكثيرين اننا احتفظنا بالكأس وفوزنا علي الاسود والافيال بنتائج كبيره واداء فوق الرائع بشهاده الجميع والحمد لله ولا علشان الشعب المصري قليل عليه الفرح شعب طيب غلبان بيصحي الصبح علشان يفكر في قوته ومشاكل الدنيا فوق دماغه وكل يوم الاسعار فوق والمرتب ومستوي المعيشه تحت تحت اما بالنسبه للسجود هل ذكر الله مبالغ فيه هل الاعتراف بدور الله مبالغ فيه هل شكر الله مبالغ فيه يا اخي يجب شكر الله في كل وقت بجد هذه النقطه خانتك شويه وانا افتخر باننا منتخب الساجدين كما يدعو البعض دي اول مره ادخل اكتب تعليق في الموقع وكتبت علشان لقيتك غلطان في حق ربك وحق نفسك
عشت يا إيلاف
أبوعرب -رائع يا إيلاف تتحفينا هذه الأيام بمقالات لكتاب لا يشق لهم غبار . لغة عربية إيه واسلوب إيه . عن جد إختيارات موفقة . سيروا إلى الأمام والله يكون في عوننا . أرجوا من إيلاف أن تراجع النصوص قبل النشر . أرجوكم رجاء حارا .
معتدل
العراقي الاصلي -هذا هو المقال الثاني الذي اقراءه لك.كاتب معتدل و اسلوب واضح وراقي.بالتوفيق دائما..
أنت الفائز
وسيم -اوافقك الرأي يا حبيب ...موفق والى الأمام ....موضوع السجود حساس شوي وصدقني شي كتير حلو يعني نحنا هون كنير سؤلنا عن سبب السجود وجاوبنا بكل فخر على هالموضوع...خلي الكل يعرف شوي عن الاسلام
هنا القوة...
رزق القرعان -نعم أستاذ حبيب فأجمل شيء أن تبتسم في وقت ينتظر منك الجميع أنك ستبكي....فهنا القوة تكمن وتكون قد خسرت مباراة لكنك كسبت إحترام وثناء الأخريين وهذا الأهم ...نعم هي دروس يجب أن تدرس بالجانب النظري من قبل المدربين لأنفسهم أولا وللاعبيهم ثانية ومن ثم سينعكس ذلك على الجمهور ونكون وقتها قد كسبنا الإحترام وإن خسرنا بطوله وليس مباراة..
a big hater
Barakat -habib .you are a big hater to Egypt
وجهة نظر صحيحه 100%
علاء الدسوقي -وجهة نظر صحيحه 100%السيد حبيب وجهة نظرك مقنعه وانا من جهتي إقتنعت فيها وكانت تستاهل أجمل مقال فائز خاسر