الحضري يعتزل اللّعب

الحضري يعتزل اللّعب !!

حبيب زعبلاوي

شكرا لك يا حضري على كل ما قدمته خلال مسيرتك الرياضية مع نادي القرن في إفريقيا وأيضا مع منتخب الفراعنة . شكرا لك يا حضري لأنك اخترت حبيب زعبلاويلتوقيت المناسب . فقد تُوٍجْتَ مع منتخب بلادك باللقب الإفريقي وقبلها من منّا بمقدوره نسيان أو تناسي دورَك البارز مع القلعة الحمراء الأهلي المصري . وعلى الرغم من أن قرار الاعتزال جاء مفاجئا إلا أنني أحترمه ولكنني لا أحترم الطريقة التي جاء بها . ولكنك في النهاية صاحب هذا القرار ولك اختيار الطريقة التي تراها مناسبة . فأنت الحضري ومن غيرك رقص فوق الشباك ولكنه في النهاية سقط في الشباك . من غيرك لقبوه بالسد ولكنه سرعان ما "إِنْهَدْ" . من غيرك سُمٍيَ بالوَحْش ولكنه خرج كالحمل الوديع . دخلت من الباب الكبير وستخرج من الباب الصغير !!

معذرة يا ابن دمياط فقد اعتدت أن أستقي الأخبار قبل حدوثها . معذرة يا ابن دمياط فإنك أفسدت فرحة خمسة وسبعين مليون مصري . خمسة وسبعون هتف جلّهم : أهرب .. يا حضري ! كيف سترد عليهم يا وحش ؟ وهل ما زالت لديك مخالب ؟ كيف ستقف أمامهم كالسد ؟ وهل مازال السد عاليا ؟ كيف سترقص لهم ؟ والشامتون يرقصون على مصيبتك !! و مع كل هذا يا حضري "مش قادر أكرهك" .

زميلك قليل الخبرة الملقب بزيدان العرب يكرم في هامبورج ولكن من سيكرمك في سويسرا يا صاحب الخبرة ؟ ومن سيكرمك أصلا في دمياط ... يا ابن دمياط ؟ هربت يا حضري وكنت سأوافقك على فعلتك لإنني لا أكرهك ولا أستطيع كرهك فمن أحزننا اليوم كان سببا في سعادتنا أياما كثيرة .. هربت يا حضري وقتلت فرحة خمسة وستين مليون "أهلاوي" ثم تأتي وتقول : "انا مشتاق لنادي سيون" . هربت يا حضري وتقول : "نادي سيون عنده تاريخ كبير" . وما هما إلا لقبان للدوري السويسري . للأسف لم تقنعني مبرراتك يا حضري ! ثم تأت وتقول : سيون ممر وليس مقر ! . ولكني أرد عليك .. من هو ضمانك يا حضري ؟ وهل أنت سعيد بأن "السد" أصبح "كوبري" . مع كل هذا يا حضري "مش قادر أكرهك" .

قالوا فيك يا حضري : "بنينا السد واتهدّ وحنبني التاني أشد" . وهم من هتفوا .. "أرقص .. يا حضري" . ثم تأت وتقول : جمهور نادي سيون جمهور عريق . وأنت بذلك تكون قضيت على آخر أمل لك في كسب ود جمهور أعرق هناك بين ضفاف النيل ! لعبت بمشاعر محبيك يا حضري والنتيجة لن تكون إلا وجودك خارج اللعبة . وحتى لو عدت فقد تكون بديلا للأمير .. أمير عبد الحميد . حتى لو عدت فإنهم قالوا لك سلفا وانت أكثر العارفين بأن الاهلي ناد صاحب مبادئ وقيم . السويسريون فعلوا فعلتهم ولا أعلم إن كانوا يعلمون بأنهم ارتكبوا جريمة في حق مواطن مصري . ولكنهم في النهاية على بعد أمتار من مملكة كرة القدم . فهل هو احتيال أم ماذا نُسمِيه ؟ سالَ لُعابُك على أموالهم وسالت دموع محبيك في أرض الكنانة . ولكن مع كل هذا يا حضري "مش قادر أكرهك" .

في كفر البطيخ كان سيُنصَبُ تمثالٌ ضخم لحامي عرين الفراعنة .. ولكن الآن وعندما تفاجأ الجميع بأن البطيخة "بيضا" وليست "حمرا" .. ونحن نعرف بأنك تعشق اللون الأحمر فهو لون ناديك والاهم هو لون كتيبة بلد آمنت بقدراتك ومنحتك لقب سفير . ثم تأتي وتقول : "إن أحدا لا يستطيع منعي من دخول النادى الأهلى حال عودتي مصر" . ولكن هل سألت نفسك إن كان مرحب بك هناك أم لا من قبل جماهير القلعة الحمراء ؟ هم بالغوا كثيرا .. نعم بالغوا في ردة فعلهم .. ولكنّها الصدمة يا ابن دمياط . ومنهم من يطالب باعتذار رسمي .. بل وخطي !! هؤلاء هم من صنعوا نجوميتك يا حضري . رحمك الله يا ثابت البطل عندما بقيت ثابتا في مواقفك مع الأهلي وبطلا في دفاعك عنه . رحمك الله يا عبد الوهاب وأنت تلفظ اسم النادي الذي ساهم في شهرتك حتى الرمق الأخير . ولكن مع كل هذا يا حضري ... مش قادر أكرهك !

قد اكون قسوت عليك يا حضري . ولكني والله أحبك . فالأب قد يقسو أحيانا على ابنه المدلل ولكن في النهاية يتلهف قلبه له . حبي لك ولماضيك يجعلني أقف في وجه كل من شتمك وهتف بألفاظ نابية ضدك لاطلب منه أن يتق الله فيما يقول . مهما حدث فلا داعي لهذا الانقلاب . انقلاب مائة وثمانون درجة ! في آراء معظمهم . ومن كان يعتبرك الحارس المغوار بات يرى فيك خائنا لناديك ! أرجوكم لا تقسوا عليه لانه قسا على نفسه !

إن عُدْتَ يا حضري كيف ستكون علاقتك معهم .. ؟ أعني الاهلاوية .. جمهور ولاعبين وجهازين فني وإداري ؟! وأضع ألف خط تحت كلمة جمهور ! ومنه من عرض صورك "قبل" و "بعد" . وكأني أشاهد إعلانا لعملية تجميل ! نعم قسوا عليك يا حضري . ورغم أنني اعترف الآن ولأول مرة بأن علاقتي كإعلامي بك كنجم كبير حطم الأرقام القياسية كانت سيئة للغاية وأنت السبب فأنت تعرف لماذا يا حضري ! إلا أنني لن أصطاد في المياه العكرة . وسأبقى أحبك . لأنك ستبقى ابن البلد الطيبة التي خرجت أُناسا طيبين .. وسأعتبر يا حضري بأنك قررت الاعتزال وانت في قمة عطائك ! نعم بالنسبة لي فأنت اعتزلت يا حضري ! وربما لن تجد أحدا يهتف لك "إرجع .. يا حضري" ! وهم نفسهم من قالوا ذات يوم : إيتو قال لدرويجبا إزاي الحضري ما يلعبش بأوروبا . ها أنت في أوروبا ولكن كيف هو حالك ؟