اشرب من ماء البحر!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
خذوا عني - اشرب من ماء البحر!
طلال الحمود
اللافت أن صديق هذا حاول الدخول بسيارته إلى مبنى النادي لمقابلة المسؤولين عن الفريق، وحين رفض حراس الأمن السماح له بالدخول، قام متعمداً بدهس أحدهم بمقدم سيارته ودخل إلى مبنى النادي، ولم يمنعه من مواصلة حملته الشرسة والدخول إلى المكاتب لتأديب النادي عن بكرة أبيه غير وصول سيارات الشرطة ومحاصرته تمهيداً للقبض عليه، لكن اللاعب المتهور استفاد من لين الجانب الذي أظهره رجال الشرطة وفر هارباً بسيارته من دون أن يترك مجالاً للقبض عليه!
وبعدما عثر عناصر الشرطة على سيارته بالقرب من الشارع الذي يسكنه، قاموا بالتحفظ على السيارة في مرآب مخصص للسيارات المشبوهة، بينما لم تفلح جهودهم في العثور على اللاعب المطلوب في قضية دهس واقتحام منشأة حكومية... وبعدما اكتشف اللاعب أن الشرطة تحفظت على سيارته ثارت ثائرته وقرر إغلاق جبهة النادي والتجهيز لحملة ثانية هدفها تأديب عناصر الشرطة رداً على تصرفهم بأخذ سيارته من دون أخذ الأذن منه، وبينما كان ضباط الشرطة يؤدون عملهم حضر صديق إلى المخفر للمطالبة بسيارته من دون أن يلتفت هؤلاء إلى أن الرجل الواقف أمامهم مطلوب للعدالة، تعامل الضباط مع صاحب السيارة وسألوه عن قضيته، وبعدما روى لهم ما حدث منه في النادي قادت الفطنة أحد الضباط إلى التعرف عليه على رغم أن الأمر لم يكن بحاجة إلى فطنة للتعرف على عماد صديق لأن القضية تم تداولها على نطاق واسع في الصحف المحلية، حاول الموجودون من رجال الشرطة القبض على اللاعب لكنه هجم عليهم، ما أسفر عن ثلاث إصابات في صفوف ضباط وأفراد المخفر ونقل الضابط المناوب إلى المستشفى لعلاجه من كسر في يده. وعلى رغم التفوق المبدئي الذي حققه صديق في معركته الشرسة لتحرير سيارته، إلا أن المعركة انتهت بالقبض عليه وإيداعه في السجن تمهيداً لمحاكمته!
مثل هذه القصص تحدث في مجتمعنا كما تحدث في أي مجتمع ينتمي إلى كوكبة الدول النامية، ولكن قبل أن ندين ما قام به ذلك اللاعب "البلطجي" تجاه مجتمعه، من الواجب أن نتسأل عن الدافع الذي قاد هذا الشاب إلى السلوك العدواني وارتكاب جريمتين خلال أسبوع واحد؟
ماذا لو عرف اللاعب قبل أن يمارس كرة القدم في النادي أن له حقوقاً وواجبات، وانه في حال لم يحصل على حقوقه يمكنه اللجوء إلى الجهة المختصة، ومطالبة النادي أمامها وفق القوانين والأنظمة، بدلاً من أن يسمع من رئيس النادي كلمة على نحو "أشرب من ماء البحر" رداً على مطالبة اللاعب بحقوقه، على اعتبار أن الرئيس يعلم ويدرك أن لا جهة حكومية تستطيع إنصاف اللاعبين أمام الأندية خصوصاً في حال تعلق الأمر بتحصيل المستحقات المالية...
من الواجب أن نوجه اللوم إلى اأنظمتنا الرياضية بداعي عدم قدرتها على التعامل مع الأنظمة الحكومية الموازية، وإغفالها لأهمية أن يكون للاعب حقوق يجب أن تحفظ قانونياً أمام المحاكم والجهات الرسمية.
** الحياة اللندنية
التعليقات
المجتمع الرياضي
محمد ربيع -للاسف اخوي هذا مجتمعنا الرياضي وهذي اخلاقه لاننا ومرة ثانية للاسف نهتم بتربية عضلات اللاعب ولانهتم بتربية اخلاقه ولاتستغرب فهذه الحوادث كل يوم تصير في الاندية بس هناك تعتيم عليها ومنع من النشربس لو نطالع للغرب واخلاق الرياضيين عندهم كان احنا بالف خير ودمتم
هي شريعة
مغترب في واشنطن -لان اضيف كثيرا عن كلام الاستاذ طلال .. ولكن لا نعلم ماهي الانظمة التي تحكم عمل الاندية او اللجان في الرئاسة العامة لرعاية الشباب ومن هي الجهة القضائية او الادراية التي يمكن التظلم لها ... وهل الرئاسة العامة هي الخصم والحكم وهذا مع الاسف الواضح وهو بكل تأكيد لن يرضى الاطراف المتنازعة ... وكما يتبادر للذهن هل قرارت اللجان في الرئاسية العامة هي نهائية ؟ او هناك جهة يمكن التظلم لها ؟ كلي آمل ان أجد إجابة لهذه التساؤلات ؟؟