رياضة

كفانا حفلات استفزاز

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

كفانا حفلات استفزاز .. وصرف الملايين
جمال هليل
g_holail@hotmail.com

أنا لا أحسد. ولا "أنبر" علي لاعبي منتخب مصر.. وربنا يزيدهم فالفريق يستحق الف تحية. والجهاز الفني له ألف قبلة لان ما فعلوه نفتخر به جميعاً. وما قدموه شيء عظيم رفع شأن الكرة المصرية.. ليس افريقياً فقط.. ولكن عالمياً!
ما فعله المنتخب نفتخر به جميعاً. لانه رفع رءوسنا في السماء واعاد الهيبة الرياضية لاسم مصر. ولكن عفواً يا نجومنا.. كفاية.. كفاية جدا. حفلات التكريم زهقتنا بل تثير استفزازا في الشارع المصري.
وأظن بعد تكريم الرئيس مبارك لمنتخب القدم واستقبالهم في المطار.. ثم مرة أخري في قصر الرئاسة.. بعد هذا التكريم يجب ان يتوقف الجميع عن حفلات "البهرجة" والدعاية.
كفاية جداً.. التركيز علي هذا المنتخب وكأنه سيد الكون الكروي.. المواطن المصري المطحون يشعر بحالة من عدم الاتزان كلما يقرأ عن الملايين التي يحصل عليها كل لاعب. المواطن يقارن بين وقوفه في طابور العيش وتناوله علقة ساخنة من اجل الحصول علي الرغيف المدعم.. وبين ما يقرأه من تبرعات الكبار.. للاعبي القدم!!
المواطن يفتح الجريدة فيجد صور النجوم وهم في حفلات التكريم ويقبضون الشيكات. ويحملون علب الألماظ والياقوت.. ولا يجد أبداً شكواه التي يطالب فيها بزجاجة زيت وكيس ارز وعلبة فول لسد جوع ابنائه!!
المواطن لا يجد قوت يومه. لكنه يجد في كل قناة تليفزيونية لاعباً في اعلان. وآخر في حفل تكريم.. وثالثا يسلم باليمين ويمسك المكافآت والهدايا باليسار!!
كفانا تكريما واستفزازاً لمشاعر الآخرين. صحيح نحن في منتهي السعادة لهذا الفوز.. لكن العملية زادت عن حدها.. حتي ان صور اللاعبين اصبحت مفروضة علينا ليل نهار.. وكأنها دروس الصباح والمساء لينسي الجميع همومهم اليومية!!
كفاية يا كباتن.. ولو فيه راجل اعمال ابن راجل.. عايز يدفع لكم بدون دعاية واستفزاز.. فليدفع وربنا يزيدكم.. لكنني اراهن علي ان كل من يريد ان يدفع.. يريد ان يحصل علي المقابل دعاية وتلميعاً بالقنوات التليفزيونية والصحافة!!
كفاية يا سادة.. الناس مطحونة. والشباب يتخرج في الجامعة ولا يجد مكاناً علي الرصيف ليبيع المناديل والفانلات والامشاط والفلايات.. كفاية استفزاز!!
كفاية يا سمير يا زاهر.. ارجوك ان توقف هذه المهزلة حتي لا ينقلب الجمهور الغلبان المسكين المطحون الذي ينام من غير عشاء.. لتلتقط عيناه صورة تليفزيونية للاعب يقبض الملايين ويتألم من شدة الشبع.. بينما الجوع يقطع بطون المساكين والغلابة في طوابير العيش والجمعية!!
جريدة الجمهورية المصرية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
رائع يا جمال هليل
أبو منار -

مقالة رائعة وجميلة وموضوعية وأضم صوتي لصوت الكاتب الرائع المتحسس لهموم شعبة ..وحتى لايتحول النصر ألافريقي الى مخدر يستخدمة النظام لتخدير الشعب المصري العظيم الذي يعاني ألامرين ..وحتى لاتتحول كرة القدم الى أفيون شعب جديد

حقد مرفوض
سالي -

انتو غريبين اوي اوييعني هو اللي ينجح ويتكرم بقة حاجة غريبة في الزمن دهبطلو نق بقة