رياضة

"ثورة التبت" تلقي بظلالها على أولمبياد بكين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

رفض دولي لتسييس الألعاب الأولمبية ودول تطالب بالمقاطعة
" ثورة التبت" تلقي بظلالها على أولمبياد بكين


أحمد محمود - إيلاف: قبل نحو 4 أشهر على إنطلاق دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها العاصمة الصينية بكين في شهر آب (أغسطس) المقبل، ثارت عاصفة كبيرة خلال الأيام القليلة الماضية والتي ترافقت مع أحداث الشعب من مراسم اشعال الشعلة الأولمبية الأخيرة في إقليم التبت، إذ رفضت العديد من دول العالم محاولات تسييس دورة الألعاب الأولمبية في بكينبإستخدام قضية التبت، في الوقت الذي طالبت فيه دول أخرى بضرورة مقاطعة الأولمبياد ردًا على ما تقوم به الصين في التبت، غير أن الحكومة الصينية رفضت اتهامها بذلك محملة عصبة الدالاي لاما مسؤولية ذلك، وقالت إنه من غير المقبول تسييس الألعاب الاوليمبية، ومقاطعتها تتعارض مع روح الحركة الأوليمبية.وتسبب العنف في التبت في خسائر في الارواحوالممتلكات، وأعاق النظام الاجتماعي بشكل خطر، وفقًا لما ذكرت حكومة منطقة التبت ذاتية الحكم، حيث قال تشيانغ با بونتسوج، رئيس حكومة منطقة التبت ذاتية الحكم، في مؤتمر صحافي ببكين ان 13 مدنيًا من الابرياء احرقوا أو طعنوا حتىالموت.من جانبه، قال جاك روج رئيس اللجنة الاولمبية الدولية إنه لا توجد دعوات من الحكومات لمقاطعة دورة بكين الاولمبية هذا العام بسبب قمع الصين لاحتجاجات في اقليم التبت. وقال روج: "لم تصدر على الاطلاق دعوات للمقاطعة... ولم تطالب حكومات بذلك ونشجع بقوة موقف الاتحاد الاوروبي وجميع الحكومات الكبرى التي قالت فيما يشبه الاجماع ان المقاطعة ليست حلاً". وأكد كيلسانج جوبي المتحدث باسم اللجنة الاولمبية في التبت أن متظاهرين سينظمون احتجاجًا خارج مقر اللجنة الاولمبية الدولية في سويسرا وسيطالبون اللجنة بمعارضة خطط لمرور الشعلة الاولمبية في الاقليم.

وقال جوبي ان المتظاهرين سيحملون لافتات تقول "السيد روج... صمتكم يتسبب بقتل مواطني التبت". كما اكد الاتحاد الاوروبي ان مقاطعة دورة الالعاب الاولمبية التي تستضيفها العاصمة الصينية في آب القادم لن يكون الحل المناسب. وقال روج: "لم يطلق عالم الرياضة اي دعوة لمقاطعة الدورة الاولمبية أو اي شيء من هذا القبيل."واضاف "نحن نتصل يوميًا باللجنة المنظمة لدورة بكين الاولمبية. نحن نتحدث إليهم يوميًا، لكن اللجنة الاولمبية الدولية يجب ان تتعامل مع الامور الرياضية وليس السياسية".

من جانبها، أكدت اللجنة الاولمبية الاميركية مشاركة الرياضيين الأميركيين في دورة الألعاب الاولمبية المقبلة في بكين، على الرغم من أعمال العنف الأخيرة في إقليم التبت الصيني والدعوات لمقاطعة الألعاب. وقال داريل سيبيل المتحدث باسم اللجنة الاولمبية الاميركية "لا يوجد أي تفكير على الإطلاق في عدم المشاركة في الألعاب الاولمبية. هناك إدراك بأن المقاطعة لا تحقق أي شيء سوى معاقبة الرياضيين بصورة غير عادلة".

وأضاف "من المهم أن نتذكر المبادئ التي تدعو إليها الحركة الاولمبية. هذه فرصة للعالم لكي يتوحد. أصبحت لهذه الفرص في عالمنا اليوم أهمية أكبر من أي وقت مضى". وتتبنى اللجنة الاولمبية الاميركية موقف الاتحاد الاوروبي واللجنة الاولمبية الدولية التي قال رئيسها جاك روج خلال زيارة إلى بورت اوف سبين عاصمة ترينيداد إن أيًا من الحكومات لم تدع إلى مقاطعة ألعاب بكين الاولمبية بسبب قمع الصين مظاهرات في التبت.

وقال الاتحاد الاوروبي إنه يرفض مقاطعة دورة الالعاب الاولمبية التي تنظمها بكين هذا العام بسبب رد فعل الصين ازاء الاضطرابات في التبت، واصفًا الدعوة إلى المقاطعة بأنها ليست الحل الامثل. وقال يان فيجل مفوض الرياضة بالاتحاد الاوروبي في مؤتمر صحافي "ندين العنف. لكن فيما يتعلق بمقاطعة دورة الالعاب الاولمبية لا يعتقد أحد ان المقاطعة هي الحل المناسب".

وكان فيجل يتحدث بعد اجتماع لوزراء رياضة الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي واعضاء باللجنة الاولمبية الدولية. وقال بات هيكي رئيس اللجنة الاولمبية الاوروبية "لم تخرج دعوة إلى المقاطعة من زعيم واحد في العالم وحتى الدالاي لاما لم يطلب ذلك".

ورفضت سنغافورة مقاطعة الأولمبياد، حيث قالت وزيرة تنمية المجتمع والشباب والرياضة في سنغافورة فيفيان بالاكريشنان إن المقاطعة تعني العديد من الفرص الضائعة لتفاهم أفضل بين الحضارات، مضيفة انه سيكون ايضًا احباطًا كبيرًا لكل الرياضيين الذين تدربوا بجد لتحقيق أحلامهم في التنافس في الاولمبياد. بدوره، قال ماجد القطارنة، أمين عام اللجنة الأردنية الأولمبية "ان الرياضة تحكمها الروح الرياضية، التي تعتقد ان الجميع مساوٍ وتدعو الجميع إلى المشاركة في الالعاب". وأضاف القطارنة "إذا اراد بعض الاشخاص مقاطعة أولمبياد بكين... فقط اتركوهم بمفردهم، ويمكننا أن نتمتع بالحفل الكبير!".

واشاد باستعدادات بكين للالعاب الأولمبية وأعرب عن مساندة الأردن لاولمبياد بكين، مؤكدًا ان الصين فعلت أكثر مما هو مطلوب وأكثر مما هو متوقع. وأضاف "لقد قامت الصين بإعداد جيد للالعاب وبذلت جهود كبيرة في تحسين البيئة وتنمية البنية التحتية، كما ذكر رئيس اللجنة الاولمبية الدولية جاك روج خلال مراسم افتتاح المؤتمر العالمي الرابع حول النساء والرياضة".وأوضح: "إن الأردن ستواصل دعمها لأولمبياد بكين. وفي البداية، كلجنة أولمبية، تهتم اللجنة الأولمبية في الأردن بالحدث وتطوق إلى رؤية العاب ناجحة". وقال ريمون جونسن، وزير الدولة بوزارة الخارجية النرويجية، انه لا يؤمن أن العزلة والمقاطعة لاولمبياد بكين لهما اي معنى ايجابي. وقال إن الحكومة النرويجية بعثت بموقفها للحكومة الصينية.

في غضون ذلك، أعلنت اللجنة المنظمة لاوليمبياد بكين ان مسار شعلة دورة الألعاب الأولمبية سيمضى وفق الخطة على الرغم من المخاوف المتعلقة بالامن فى التبت عقب احداث الشغب التىوقعت مؤخرًا فى المنطقة. وصرح جيانغ شياو يو النائب التنفيذى لرئيس اللجنة المنظمة للألعاب "بأن مسار الشعلة فى محطة التبت سيمضى وفق الخطة".

وقال "اننا نؤمن تمامًا بأن حكومة منطقة التبت ذاتية الحكم ستكون قادرة على ضمان الاستقرار فى التبت، وايضًا ضمان التحرك السلس لمسار الشعلة فى التبت". ومن المقرر أن يتم إشعال شعلة الأولمبياد فى اليونان اليوم الاثنين، وستصل الشعلة الى الصين يوم 31 مارس حيث تقام مراسم كبرى فى ميدان تيانانمن. وسيغطى المسار الذى يصل طوله الى 137 الف كم، 134 مدينة فى خمس قارات ابتداء من الاول من ابريل وينتهى يوم 8 اغسطس فى الاستاد الاوليمبى الرئيسى ببكين.

وفي سياق متصل، اعرب عدد من رؤساء اللجان الاولمبية الاجنبية مؤخرا عن دعمهم لدورة الالعاب الاولمبية في بكين، ومعارضتهم لتسييس هذا الحدث الرياضي العظيم. وصرح رئيس اللجنة الاولمبية الكينية كيبشوجي كينو انه لا يجب ان يستخدم البعض الرياضة أداة سياسية. إن الألعاب الأولمبية بوصفها احد اعظم الانجازات الانسانية، يجب ان تصبح قوة رئيسية فى تعزيز وحدة العالم، وليس خلق الإنقسامات.
وأكد ان قضية التبت تعد شانا داخليا للصين، وانه واثق بأن " حكومة وشعب الصين سيبذلان قصارى جهودهما لانجاح الاولمبياد".

كما صرح رئيس اللجنة الاولمبية الروماني اوكتافيان موراريو انه يعارض مقاطعة اولمبياد بكين، وقال " ليس لدينا حق التدخل في الشئون السياسية للدول الاخرى". واضاف موراريو انه واثق تمامًا من قدرة بكين على استضافة دورة العاب اولمبية ناجحة، وان اللجنة الاولمبية الدولية اعربت بالفعل عن الاعتقاد نفسه، قائلة انه سلامة الرياضيين الاولمبيين ستكون مضمونة تمامًا.
كما اعترض رئيس اللجنة الاولمبية الوطنية فى توجو زومارو جنوفيم امس الخميس على اي محاولة من شأنها تسييس الرياضة. واضاف ان "قضية التبت" لن تؤثر على تحمس معظم الدول للمشاركة في الاولمبياد القادمة.

وقال رئيس اللجنة الاولمبية فى لاتفيا الدونز فروبليفسك إن اللجنة تعارض بشدة اي محاولة لمقاطعة اولمبياد بكين من خلال استغلال ما يطلق عليه "قضية التبت"، مضيفا ان مثل هذه الاعمال لن تجد "رأيًا مؤيدًا" بين الرياضيين.وقال فيكتورز شيرباتيس، بطل العالم في رفع الاثقال وعضو برلمانلاتفيا، ان كافة الرياضيين يتطلعون الى المشاركة في الاولمبياد، أما اي قضية سياسية فإنه يتعين معالجتها عقب دورة الالعاب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف