رياضة

"صداع " الشعلة الأولمبية الصينية ينتقل إلى باريس

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

وسط حماية أمنية مشددة وصمت وحذر في الإليزيه:
"صداع " الشعلة الأولمبية الصينية يصل الى باريس

قصي صالح الدرويش من باريس: رغم الحراسة الأمنية المشددة، ورغم الاحتياطات المختلفة، لم تكد شعلة أولمبياد بكين تنطلق من برج إيفيل، حتى تعرضت لأول حادث، أرغم حاملها على العودة إلى الحافلة العداء الشهير ستيفان دياجانا حاملا شعلة أولمبياد بكين خوفا من انطفاء الشعلة بسبب اختراق المتظاهرين المعادين لسياسة الصين في التيبت للطوق الأمني المفروض حولها. وهذه الحادثة يتوقع أن تكون الأولى في سلسلة سعت السلطات الأمنية الفرنسية إلى الحد منها قدر الإمكان، لكن مسيرة الشعلة ستستغرق نحو خمس ساعات تقطع خلالها 28 كيلومترا من البرج الشهير مرورا بأهم معالم وشوارع العاصمة الفرنسية مثل قوس النصر وجادة الشانزيليزية ومبني البرلمان وساحة الكونكورد وشارع سان جرمان وكنيسة نوتردام في الحي اللاتيني حتى تصل إلى ملعب شارليتي في الدائرة الثالثة عشرة التي تقطنها جالية صينية كبيرة.

وتجدر الإشارة إلى أن ثلاثة آلاف شرطي يشاركون في حماية الشعلة عبر مسارها أي ما يوازي العدد الذي يكرس لحماية رؤساء الدول في زياراتهم الرسمية إلى باريس. وكان العداء الشهير ستيفان دياجانا قد هبط سلالم الجانب الأيسر من برج ايفيل حاملا الشعلة، وعلى بعد مئات الأمتار فقط كان أنصار التيبت يتظاهرون أمام نصب حقوق الإنسان في ساحة التروكاديرو المقابلة للبرج منددين بالسلطات الصينية واستخدامها العنف ضد أبناء التيبت. وحمل المتظاهرون قمصانا طبعت عليها الحلقات الأولمبية على شكل أغلال.

ومن بين المتظاهرين شارك عدد من النواب والمسؤولين الاشتراكيين وأنصار البيئة ونواب حزب الوسط وبعض مسؤولي ونواب الحكم. ومنذ انطلاق أحداث التيبت خرجت أصوات في فرنسا تطالب بمقاطعة حفل افتتاح الألعاب الأولمبية وامتناع الرئيس ساركوزي عن حضور هذا الحفل. وحتى الآن لم يصدر رد من القصر الرئاسي الذي يبدو مترددا خلافا لمواقف قادة غربيين آخرين مثل رئيس الحكومة البريطانية الذي سيحضر حفل الافتتاح إلى جانب الرئيس بوش وباقي الدول الغربية وكان وزير الخارجية البلجيكي أعلن أن المقاطعة لن تساهم أبدا في حماية حقوق الإنسان وقد يكون لها فعل معاكس. ويحاول الرئيس ساركوزي التخفيف من ضغوط المعارضين باستقبال الزعيم دلاهي لاما في باريس ومحاولة التوسط لدى السلطات الصينية، لكنه يبدو محرجا أمام ضغوط المنادين بالمقاطعة، كما تبدو الدبلوماسية الفرنسية تائهة أمام صعوبة التوفيق بين مبادئ حقوق الإنسان وبين ما تفرضه الواقعية الدبلوماسية وهو ما تجلى في تبادل المواقف بين راما ياد سكرتيرة الدول لحقوق الإنسان وبين وزير الخارجية برنار كوشنير. حيث أعلنت ياد في مقابلة لصحيفة لوموند أن هناك ثلاثة شروط يجب توفرها كي يحضر الرئيس ساركوزي حفل الافتتاح، منها فتح حوار مع الدلاهي لامام الزعيم الروحي للتيبت وإطلاق سراح المسجونين. لكن فور نشر هذه التصريحات سارع كوشنير إلى التأكيد أنه لا يمكن إملاء شروط على الصين وان حضور الرئيس سيتوقف على المنحى الذي ستأخذه الأمور. وانتهى الأمر بوزيرة حقوق الإنسان إلى التراجع عن أقوالها مؤكدة أنها لم تتلفظ بلكمة شروط في حديثها إلى الصحيفة.

في الانتظار ستكون مهمة الأمن الفرنسية صعبة في يوم طويل يتوقع أن تتخلله تظاهرات استعراضية منددة بمرور الشعلة في باريس تشبه ما شهدته لندن يوم أمس وربما أكثر من ذلك. وهو ما توحي به على الأقل الحادثة الأولى التي وقعت رغم الطوق الأمني الذي تواجد عبر سيارات شرطة مكافحة الشغب ودراجاتها والشرطة الراجلة على عجلات وحتى قوارب أمن في نهر السين وطائرة مروحية ترصد حركة التظاهرات من الجو. علما بأن جمعيات حقوق الإنسان بما فيها جمعية مراسلون بلا حدود التي كانت وراء حادث اليوم وحادثة اليونان قبل فترة لم تفصح عن المفاجآت التي قد تخرج بها على امتداد مسيرة الشعلة. لكن عمدة باريس قبل بوضع لائحة على واجهة بلدية باريس حملت كتابة ""باريس تدافع عن حوق الإنسان في كل مكان".

وفي الشأن ذاته قال جاك روج رئيس اللجنة الاولمبية الدولية يوم الاثنين انه يشعر " بقلق بالغ" بعد احتجاجات اثناء مسيرة الشعلة الاولمبية في لندن. وأضاف في كلمة امام اتحاد اللجان الاولمبية الوطنية في بكين "انا في غاية القلق بشأن الوضع الدولي وما حدث في التيبت." وتابع "تم استهداف مسيرة الشعلة. تعرب اللجنة الاولمبية الدولية عن قلقها العميق وتدعو إلى حل سريع وسلمي لمشكلة التيبت." ولوح الآلاف من المتظاهرين بأعلام التيبت مرددين "عار على الصين" وحاولوا اعاقة مسيرة الشعلة عبر شوارع لندن التي وصفت بأنها رحلة التناغم والسلام قبل دورة الالعاب الاولمبية في بكين في اغسطس اب

شرطة باريس تجر أحد المتظاهرين احتجاجا على أحداث التيبت وتأتي هذه الأحداث على خلفية الاضطرابات وأعمال العنف الأخيرة التي يشهدها إقليم التيبت، وتنطلق رحلة تتابع شعلة أولمبياد بكين 2008 ترجمة للفكرة الأساسية المتمثلة في رحلة الوئام تحت شعار "الشغف المشتعل.. الحلم المشترك" وسوف يمر لهب الشعلة عبر 22 مدينة من مدن القارات الخمس وعبر جميع مقاطعات الصين وأقاليمها وبلدياتها قاطعة مسافة 137000 كم خلال 130 يوما. ويقدر عدد حاملي الشعلة خلال هذه الرحلة بنحو 22000 شخص وهي بذلك تصبح رحلة تتابع الأطول والأشمل ما يؤهلها لأن تكون أحد أروع الفصول في تاريخ الحركة الأولمبية.

الجدير بالذكر ان اللجنة المنظمة لمرور شعلة أولمبياد بكين قامت باختيار 21 مدينة على مستوى العالم لمرور الشعلة تبدأ من مدينة الماتي واسطنبول وفي سانت بطرسبرج ولندن وباريس وسان فرانسيسكو وبيونس أيرس ودار السلام ومسقط وإسلام أباد ومومباي وبانكوك وكوالالمبور وجاكرتا وكانابرا وناجانو وسول وبيونج يانج وشيلمن وهونج كونج وماكاو (الصين) بالاضافة إلى جميع مدن الصين.

ويستمد تصميم الشعلة الأولمبية شكلا مستلهما في الكثير من جوانبه "غيوم السعد" التي ترمز إلى التعايش والتوافق وتعود فكرة "غيوم السعد " في الصين إلى أكثر من ألف عام مضت كما تستمد الشعلة شكلها باستصحاب طريقة صينية تقليدية للف الورق. ويبلغ طول الشعلة 72 سم ووزنها 985 جم وتقوى على تحمل اللهب بارتفاع 25 ـ 30 سم لمدة 15 دقيقة ولها القدرة على العمل في الأجواء الممطرة بمعدل 50 مم في الساعة أو الرياح بمعدل 65 كم في الساعة ويمكن تمييز لهب الشعلة بكل سهولة تحت مختلف ظروف الإضاءة وهذه ميزة محبذة لأغراض التصوير الفوتوغرافي والفيديو.

إقرأ المزيد:

الصين تندد بالاحتجاجات التي اعترضت مسيرة الشعلة الاولمبية بلندن

حمى الألعاب الأولمبية تجتذب أبطال وبطلات التنس

الدعوة لاحترام حرية الصحافة خلال أولمبياد بكين

منظمة: حقوق الإنسان في الصين تسوء مع الأولمبياد

الطريق إلى ألعاب بكين

الأولمبياد في بكين .. نعمة أم نقمة؟


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف