عميل مزدوج

عميل مزدوج.. !!
حبيب زعبلاوي
habeeb1978@hotmail.com

يسرني أن أعلن للجميع بأنني عميل مزدوج لفريقي الوحدات والفيصلي .. عميل للوحدات لأنني تخطيت الخطوط الحمراء في انتقاد الفيصلي في أكثر من مقال وآخرها مقال لي بعنوان "حلّ الوحدات والفيصلي" . وعميل حبيب زعبلاوي شقيقه - أو المفترض بأن يكون شقيقه - الفيصلي لأنني انتقدت في مقالات عدة فريق الوحدات وعدد من لاعبيه خصوصا نجم الفريق الأول رأفت علي الذي يرى البعض بأن نقده يعد شيئا محرما وذلك عندما وصفت الحركة التي قام بها بيده في وجه جمهور الفيصلي بأنها حركة غير مقبولة ومسيئة للاعب وطالبته بالخروج من الباب الصغير ! في مقال عنوانه "طفح الكيل" . نعم .. نعم .. أعترف بأنني عميل مزدوج . للأسف تمكن كثيرون من كشف خفايا أموري وتوجهاتي المنحازة هنا وهناك . فأنا فعلا ألعب على الحبلين . تمكنوا من كشف أهدافي المسمومة في كثير من مقالاتي . أحييهم جميعا . وأرفع لهم قبعتي حتى وإن رفعوا رشاشا في وجهي ، ولكن مع ذلك أقول بأنني لن أخاف في أي كلمة أكتبها او حتى أي حرف يخطه قلمي إلا الله عز وجل .

سأبدأ بالحديث عن أهم نقد وجه لي من بعد نشر مقالي الاخير وهو أنني أسأت من خلاله للوحدة الوطنية . ولا أفهم من أين أتوا بهذه الإساءة الملفقة ؟! هل ما قلته عن العنصرية "المتغلغلة" في عقل وقلب عدد هائل من جماهيرنا ينافي الحقيقة ؟ هل جانبني الصواب في ذلك ؟ لا أعلم لماذا نجد دوما من يحاول تغيير الحقائق ؟ نعم هي حقيقة ولكنها حقيقة مرة علينا تقبلها أو بالأحرى علينا التأقلم معها حتى إشعار آخر ! وهل كل فرد منا يميل لفريق على حساب الآخر فقط لأنه مقتنع بأداء هذا الفريق ؟ أم كرها في غريمه التقليدي ؟ أم هي العنصرية . أترك الإجابة لكم ! ولكني أؤكد من هنا بأنني فخور جدا بأردنيتي وبانتمائي للأردن الذي نشأت به وتعملت في مدارسه وجامعاته ولم اخرج للعمل في أي مؤسسة إعلامية عربية خارجيه حبا فيه أي الأردن رغم انني تلقيت أكثر من عرض قبل سنوات للعمل لقنوات عربية .

أن أعتبر بأن الأمن أثبت فشله او لأكون أكثر "حِنية" في الوصف أثبت أنه غير قادر على القيام بواجبه في ملعب لا يتسع لأكثر من 15 ألف متفرج أن اعتبره كذلك فهذا يعني أنني أسيء للوحدة الوطنية ، ورجال الأمن خط أحمر لا يمكن انتقادهم او حتى مجرد الحديث عنهم ! أليس هذا هروب من حقيقة لا يمكن إخفاؤها ؟ غريب جدا أمر جمهورنا .. تذكرت أنني وقبل أيام قليلة انتقدت رجال الأمن في ستاد الملك فهد الدولي وانتقدتهم بكلمات أكثر حدة علما بأنني أردني ولكن ومع ذلك لم يشتمني أحد ! علما بأن مقالي والذي كان بعنوان "بدر رافع ليس إرهابيا" نشر في أهم المواقع العربية وخصوصا السعودية نقلا عن إيلاف .

نتحول بأمان من الحديث عن رجال الأمن للحديث عن تصريحات النجم الذي تربطني به علاقة جيدة وأكن له كل الاحترام .. حسونة الشيخ . ولا أعلم كيف لفئة من جمهور الفيصلي أن تؤيد نجم الفيصلي والمنتخب الكبير -وأركز على لمة المنتخب- حسونة الشيخ في تصريحه ضد فريق الوحدات عندما قال "في فرق ما ابتسوى شيء بدون جمهورها واللي صار مع الوحدات أكبر مثال" ألم يكن بمقدور حسونة التفاخر بالفوز بطريقة أخرى يرفع من خلالها جمهور الوحدات القبعة لهذا اللاعب المتألق في المستطيل الأخضر ؟ ولأنه حسونة اللاعب الكبير .. بل وكبير جدا فإن غلطته ليست بعشر وإنما بألف ! لأنه يفترض بأن يكون مثالا للاعبينا الشباب والواعدين .

نبقى مع حسونة ولكن أتحول وبحسن نية لتصريح آخر خاص لنفس اللاعب بخصوص التبرع بمكافآت الفوز على الوحدات لأهلنا الصامدين في غزة وأتمنى ان تكون إدارة النادي الفيصلي التي أكن لها كل الاحترام أيضا قد قامت بهذه الخطوة "بحسن نية" لمساندة شعبنا المنكوب هناك في غزة . ولن أقول سوى "إنما الاعمال بالنيات" وهذه المسألة علمها عند الله . والحقيقة التبرع لأهلنا في غزة ليس حكرا على فريق الوحدات ! فالهم الغزّاوي هو هم فيصلاوي ووحداتي وعربي بشكل عام . ويفترض بأن يكون ناتجا عن قناعة وليس مجرد ردة فعل على تصرف سابق لفريق آخر هذه هي وجهة نظري الوحيدة . أما بالنسبة للتصرف الذي صدر عن لاعبي الوحدات أثناء وبعد لقاء النقمة .. عفوا القمة . ففي العرف الصحفي لا يمكنني الإفتاء او إبداء وجهة نظري في مسألة لا امتلك حيثياتها نعم شاهدت الصور الخاصة بلاعبي الوحدات بعد اللقاء وهم يحاولون الاعتداء على أحد الأشخاص الذي وصفوه ب "الصحفي" ولكني لا أعلم ما الذي بدر منه بالأساس . ولكن بشكل عام مهما كان تصرف هذا الصحفي الذي يفترض بان يؤجل احتفاله لوقت ومكان مناسبين مهما كان هذا التصرف فإن ذلك لا يعطي الحق للاعبي الوحدات بالاعتداء أو محاولة الاعتداء عليه فاللاعب يجب أن يبقى لاعبا . وبنفس الوقت من غير المنطقي أن يقوم صحفي بالاحتفال بتحقيق هدف لفريق محلي ضد فريق محلي آخر وهو يقوم بتغطيه لجهة محلية ! وهذا ما قلته في مقالي السابق . لأن احتفاله سيؤثر على نفية الفريق الآخر وربما يستفز لاعبيه للرد عليه بطرق مختلفة .

أبقى مع نجوم الوحدات وهذه المرة ساتحدث عن رأفت علي .. نجم الوحدات الأول شئنا أم أبينا .. مدحي للنجم رأفت علي أعتقد بأنه كان منطقيا والسبب هو أن اللاعب رأفت وللأسف كانت تصدر عنه أحيانا بعض التصرفات غير اللائقة لأن هذا اللاعب يمكن استفزازه بسهولة وهذه هي نقطة ضعفه . ولهذا فإنه عندما يقوم بالتصرف طيلة اللقاء بكل روح رياضية وباخلاق عالية يجب علينا أو علي كحبيب بالتحديد أن امتدح هذا اللاعب . لأنني لا ننتقد الامور السلبية فقط ! إذن وضع اللاعب رأفت علي مختلف تماما عن أي لاعب وأحييه مرة اخرى على تصرفه في لقاء الديربي الأخير .

بخصوص الهتافات الوطنية في الملعب فلا أرى بأنها منطقية في ظل لقاء محلي بين فريقين أردنيين وأركز على كلمة "أردنيين" وأضع تحتها ألف خط . ويفضل بأن نستمتع بهذه الهتافات والأهازيج في لقاءات المنتخب الوطني ضد أي منتخب آخر . ولا أعلم ما الفائدة من تكرار هتاف "الله .. وحدات . القدس عربية" من قبل جمهور الوحدات وما الفائدة أيضا من الرد عليه وبهتاف آخر لا يقل عنه إثارة ؟ هل وصل بنا الحال إلى هذا الحد ؟ لماذا لا يتغنى كل جمهور بفريقه ونجومه ويطالبه بتسجيل الأهداف بدلا من الهتافات المثيرة للجدل !

طالبني عدد كبير ممن قرؤوا مقالي الاخير بأن أعطي تعليقا على ما صرح به لاعب الوحدات عيسى السباح قبل ذلك .. ولن أغوص في موضوع السباح كثيرا ولكن أقول مرة اخرى لم أشاهد التصريح الذي قام به السباح ولم أسمعه على الإطلاق أرجو تزويدي به على بريدي الإلكتروني الخاص . أما من يقول بأنني أصبحت على القائمة السوداء بالنسبة لاتحاد كرة القدم الأردني فإنني أرد عليه بأنني تربطني علاقة وطيدة جدا بكافة أعضاء الاتحاد وأعتز بهذه العلاقة ونقدي لاتحاد الكرة هو مجرد نقد ورأي شخصي وهم -أي اعضاء الاتحاد- يعرفون بأنني ممن لا يجاملون وبانني محب للكرة الأردنية .

عودة للشأن الوحداتي وتصريح السيد طارق خوري رئيس نادي الوحدات ونائب الوطن بأنه يهدي الفوز للأهل في غزة .. فلا أرى بأنه كان موفقا في هذا التصريح . وأعتقد بأن مثل هذا التصريح سيثير العديد من التساؤلات . ولو كان الوحدات مثلا يلاقي فريقا أجنبيا لكان ربما الأمر سيكون عاديا كون الوحدات هو فريق أردني في مخيم للاجئين ممن لم ينسوا أصولهم ولن ينسوها بالتأكيد . أما أن تصرح بمثل هذا التصريح في دوري أردني 100% فإن ذلك لن يكون مستساغا على الإطلاق .

أريد أن اوجه رسالة لكل الجماهير الأردنية الحبيبة .. أنديتنا وخصوصا الفيصلي والوحدات لديها لاعبون من شتى الأصول وعلينا احترام ذلك لأنه واقع نعيشه فالوحدات لديه المحارمة والفيصلي لديه حسونة وأبو كشك ومؤيد وغيرهم . وفي النهاية كلنا إخوة وكل واحد منهم قد يكون نجما في منتخب النشامى أو ربما كان أوما زال . ولذلك فإن الهتافات المسيئة للوطنية تنعكس لا محالة على منتخبنا الذي نحب . سمعت خبرا يتحدث عن شجار بين عدد من لاعبي المنتخب الوطني الشاب ممن يلعبون فقط للوحدات والفيصلي ولا أعلم ما مدى صحة هذا الخبر .. هذا خير دليل على كلامي !

من خلال مقالي هذا أطالب جمهور القلعة الخضراء بالوقوف خلف النسر الأزرق ومؤازرته في ملحمته الكروية القادمة هناك في الدار البيضاء على أمل تحقيق النصر بإذن الله والتأهل للنهائي الكبير . وبنفس الوقت أناشد جماهير الموج الأزرق بالوقوف خلف المارد الاخضر في لقاءاته في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي . وفي النهاية النتائج الإيجابية ستفرز منتخبا نفتخر به دوما .

كنت أعلم قبل كتابة مقالي السابق بأنني سأتلقى اتهامات عدة وشتائم من كل حدب وصوب وهذا ما حدث فعلا ولكن لا يهم . المهم أنني عبرت عما يجول في خاطري ولن يخيفني أي تهديد مهما كان وممن كان . وسيبقى بريدي الإلكتروني مفتوحا للجميع . واحيي كل من انتقد مقالي بموضوعية وباحترام . ومن يريد الإساءة لحبيب زعبلاوي فقط لغرض الإساءة لن أقول له سوى سامحك الله . والحمد لله أنني لست محسوبا على أي فريق أردني وأفتخر بان ميولي غير معروف وأنني احظى بعلاقة وطيدة مع إدارة ولاعبي كافة انديتنا الأردنية . ولكن في الختام سأذكر بعد الكلمات التي وصفت بها ولن أذكرها كلها احتراما للقارئ الكريم .. حيث أنني وصفت بالكلمات التالية :

مأجور
تافه
ابن مستنقع
ناعق
المتعنصر

السبب مقال خرج عن المألوف ! وتجاوز خطوطهم الحمراء ! أرجوكم لا تدعوني أقول "الكرة الأردنية في ذمة الله" ! سامحكم الله ..