رياضة

شبح الأقنعة الواقية يسيطر على أولمبياد بكين بسبب التلوث

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إستخدمت من قبل في أثينا خشية الهجمات البيوكيماوية
شبح الأقنعة الواقية يسيطر علي أولمبياد بكين بسبب التلوث

أشرف أبوجلالة من القاهرة: لعلها تكون الدورة الأولمبية الأكثر حذرًا عن سابقاتها، ولعلها تكون أيضًا الدورة الأكثر ترقبًا وإنتظارًا من جانب الجماهير والوفود المشاركة والسلطات والجهات المنظمة على حد سواء، إنها دورة الألعاب الأوليمبية المزمع إقامتها في الثامن من شهر أغسطس المقبل في العاصمة الصينية، بكين. وقبيل انطلاق تلك البطولة المنتظرة، تسيطر مشاعر من الخوف والقلق لدى الجماهير والوفود المشاركة لسببين أولهما ناتج عن تزايد نغمة التهديدات من قبل بعض الجماعات مجهولة الهوية بين الحين والآخر علي مدار الستة أشهر الماضية وتلويحها باستهداف هذا التجمع الرياضي الكبير وشن بعض الهجمات التفجيرية علي المنشآت التي ستستضيف المنافسات. والسبب الآخر الذي طفا مؤخرًا على السطح كان نتاجًا لتزايد معدلات التلوث في بكين بشكل لم يكن يحسبه كثيرون.

وهو الأمر الذي دفع بكثير من اللجان الأولمبية لبعض الدول الاقتراح بتصميم أقنعة وجه واقية للاعبيها خلال المنافسات حماية لهم من التعرض لمعدلات التلوث العالية وحفاظًا عليهم من أخطار تلك المشكلة الصحية. هذا وقد سبق أن قامت الولايات المتحدة بشراء أقنعة وجه واقية للاعبيها في دورة أثينا عام 2004 لحمايتهم من احتمالات التعرض لهجمات بيوكيماوية إرهابية.

ومع تزايد معدلات التلوث في الأجواء الصينية بصورة مزعجة، لم تجد اللجان الأولمبية للدول المشاركة أمامها بديلا سوي الجوي للأقنعة لعل وعسي تحمي لاعبيها من أضرار تلك الظاهرة البيئية الضارة، التي تمثل تهديدًا حقيقيًا علي جميع الرياضيين المشاركين في الأولمبياد. لكن تلك الأقنعة ليست إجبارية بل إنها اختيارية يتم تصميمها لارتدائها خلال التدريبات أو المنافسات.

من جانبه قال دارييل سابيل، المتحدث الرسمي باسم اللجنة الأولمبية الاميركية:" يا له من أمر شديد الغرابة أن تقوم بشراء شيء ليس من المفترض عليك أن تدفع الأموال من اجله، وقد تكون الفائدة للرياضيين فائدة نفسية، فراحة العقل بالنسبة للرياضيين أمر ضروري خاصة وأن أمامهم أشياء أخرى عليهم أن يفكروا فيها". وعلى الرغم من المحاولات المضنية التي تبذلها السلطات الصينية من أجل الحد من تلك الظاهرة مثلاً عن طريق الحد من عدد السيارات التي تسير على الطرق ووقف إنتاج بعض المصانع ووقف بناء بعض المشروعات إلا أن أعضاء من اللجنة الأولمبية الأميركية المتواجدين في بكين قالوا ان الأمور تتحسن بشكل طفيف.

في الوقت ذاته، أشارت التقارير إلي أن مسألة ارتداء أقنعة وجه مزودة بمرشحات للحماية من الجزيئات الضارة التي تتوافر بكثرة في الهواء نتيجة للتلوث، تدرس منذ أكثر من عام حتى الآن. وقد استعدت بعثة نيوزيلاندا من جانبها لتلك المشكلة بتحضير أطقم أقنعة للاعبيها عند تجولهم حول القرية الأولمبية وليس عند المنافسات وذلك بناءً علي نصيحة المديرين الفنيين للفرق المشاركة في مختلف الألعاب.

في الوقت ذاته يفكر مجموعة من الرياضيين الأميركيين في ارتداء هذا القناع الواقي. حيث قال اللاعب الأميركي،مات ريد :" أعتقد أنى سأقوم بارتداء قناع واقي، أن لا أريد أن أفكر في شيء آخر سوى الاهتمام بصعوبة المنافسات وليس بالتلوث وأمر كهذا". كما ستقوم اللجنة الأولمبية اليابانية هي الأخرى بتوفير أقنعة مضادة للأتربة لرياضييها لكنها لم توصِ باستخدامها من عدمه. أما ألمانيا فقد أعلنت أنها لا تخطط لاستصدار تلك الأقنعة فبحسب وجهة نظرهم ان التلوث هو عادة موضوع ما يتناقش فيه الصحفيين كما أن أطبائهم قالوا أن المشكلة الكبرى هناك هي ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة. في حين أعلنت اسبانيا ثقتها في الحكومة الصينية وقدرتها علي الخفض من مستويات التلوث وأنه لا داعي لاستخدام الأقنعة. ولم تشغل استراليا بالها هي الأخرى أيضًا بتلك المشكلة.

ومن جانبه يري لاعب تنس الطاولة الصيني الأصل "جاو جون"، الذي يلعب باسم الولايات المتحدة لكنه يتدرب إلي الآن في شنغهاي أن فكرة ارتداء تلك الأقنعة فكرة فارغة وعديمة الجدوى. أما مارك شوبيرت، المدرب والمدير العام لفريق السباحة الأميركي فقال أنهم طلبوا من اللجنة الأولمبية الأميركية 50 قناعًا منذ 18 شهرًا وبخاصة للمصابين بداء الربو، لأنه في حالة تعرض أي منهم لأي أعراض فسيمكنهم التعامل معها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف