إنجازات موزلي لم تشفع له فتنحى عن منصبه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أصداء على فضيحة رئيس الاتحاد الدولي للسيارات ( 2-2 )
إنجازات موزلي لم تشفع له فتنحى عن منصبه
رؤساء دول رفضوا استقبال موزلي ورياضيون يطالبون برحيله روميو روفائيل من لندن : بنى موزلي رئيس الاتحاد الدولي لرياضة السيارات سمعة هائلة وقاسية وطموحة، وفي بعض الأحيان كرئيس لا يعرف الرحمة، وبما أنه ابن لأب مشهور، فقد حاول بعناية أن ينسى حياته الماضية ويعيد سمعته في مجال السيارات الرياضية، وأصبح لقبه مرادفاً للنجاح لسباق السيارات "فورمولا 1"، وهذا كان حتى آذار الماضي. حيث فجأة أصبح بين ليلة وضحاها معروفاً عن حياته الخاصة بـ"التمتع السادي المزدوج بتعذيب الذات". وحتى عندما حكمت المحكمة لمصلحته وألزمت الصحيفة الانكليزية بدفع مبلغاً قدره 60 ألف جنيه استرليني عن الأضرار التي سببت له، وهو رقم قياسي لمثل هذا النوع من المحاكمات، بالإضافة إلى 850 ألف استرليني ستدفعها الصحيفة كنفقات الطرفين في المحاكمة، لم يستطع القاضي ايدي من أن يتمالك نفسه بأن ينخس مازحاً البليونير رئيس "فورمولا 1" حول ممارسته هذه الطقوس الجنسية لمدة أكثر من خمس ساعات مع خمس فتيات هوى، وجاء النطق بحكمه مع قليلاً من الدعابة.
يوم الجمعة الماضي، أي بعد 24 ساعة من انتصاره في المحكمة، اختار موزلي كلماته بكل عناية عندما اعترف بأنه سوف لن يعرف أبداً بعد اليوم باسم رجل ساعد في ارتقاء بـ"فورمولا 1" إلى أغنى رياضة في العالم وكذلك مساعدته في انقاذ أرواح الآلاف من الأشخاص في الطرق العامة عندما بدأ حملته عن سلامة الطرق. وقال إنه حقق مقداراً معيناً في حياته العملية ولكن الناس ستتذكره عن حياته الشخصية و"هذا مخيب للآمال".
وعقب موزلي (68 عاماً) على نشر "نيوز أوف ذي وورلد" في أواخر آذار موضوعاً تحت عنوان "رئيس فورمولاء 1 يمارس الجنس مع 5 فتيات تأخذ طابعاً نازياً" واعقبتها بشريط فيديو نشرته على موقعها الالكتروني، وفي وقت لاحق قالت عنه إنه "منحرف" و"كذاب"، بقوله: "الصحيفة سرقت كرامتي وشوهت صورتي".
وأضاف، وهو ابن الزعيم الفاشي في زمن الحرب السير اوزوالد موزلي: "كنت سعيد جداً بقرار المحكمة لأنه لم تكن هناك معسكرات الاعتقال النازية عندما مارست الجنس مع الفتيات (الذي دفع لهم 2500 جنيه استرليني). الصحيفة كانت كاذبة". وقرر أن يتبرع بالمبلغ الذي حصل عليه إلى الأعمال الخيرية، بالإضافة إلى تقديم شكاوى أخرى في أوروبا ضد الصحف التي نشرت هذه الفضيحة أو الاتحادات التي تريد أن تنسحب من الاتحاد الدولي للسيارات.
( أهم انجازاته )
"مارتش انجينيرينك"
في عام 1969 بعد حادثتين تصادم كبيرين بسبب عطل سيارات "لوتس"، تقاعد موزلي من سياقة السيارات، بعد أن اعترف بأنه سوف لن يكون بطلاً للعالم. وفي الوقت ذاته كان يعمل مع روبين هيرد وآلان روس وجيرهام كوكر على تأسيس "مارتش انجينيرينك" منتج لسيارات السباقات. وجاء الاسم "مارتش" من الأحرف الأولى لمؤسسي هذه الشركة، وحرف "م" يرمز إلى اسم موزلي.
ومثل بقية المؤسسين، وضع موزلي مبلغاً قدره 2500 جنيه استرليني في الشركة، وكان عمله فيها معالجة المسائل القانونية والتجارية. وقال والده له في حينها: "إنه من المؤكد بأن تعلن الشركة افلاسها، ولكن ستكون تجربة جيدة للمستقبل".
وارتفعت سباقات "فورمولا 1" إلى خمسة، اثنان منها تديرهما "مارتش" بفريق عمل خاص بها. وموزلي نجح أيضاً في مناقشة استثمار شركة صنع الإطارات "فايرستون" ودعمها للشركة. ونجحت هذه الشراكة في "فورمولا 1"، إذ فازت سيارات "مارتش" في ثلاث سباقات من مجموع أول أربع سباقات، بضمنها بطولة العالم عام 1970 عندما فازت ببطولة "اسبانيا للجائزة الكبرى" والتي كان يقودها السائق جاكي ستيوارت. وبهذه النتيجة احتلت "مارتش" المركز الثالث في العام ذاته، واستطاعت الشركة أيضاً أن تبيع 40 سيارة للعملاء في مختلف السباقات التي هي أقل درجة من "فورمولا 1".
( الإعلانات عن السجائر )
منذ أواخر 1960 إلى بداية القرن الجاري، كانت فرق "فورمولا 1" تعتمد اعتماداً كلياً على التمويل من شركات السجائر مثل "روثمانز". وكان موزلي ينجح بصورة جزئية في تأخير تشريع الاتحاد الأوروبي قانوناً لمنع اعلانات للسجائر في الرياضة. وفي عام 1977 تمكن موزلي من تأخير تشريع الاتحاد الأوروبي بشأن السجائر أيضاً، بينما كان حزب العمال البريطاني قد تعهد في بيانه الرسمي قبل انتخابات عام 1997 (والتي فاز بها) بحظر الإعلان عن التبوغ. وفي هذا الوقت كانت الفرق الكبيرة المشاركة في "فورمولا 1" تحمل إعلانات السجائر مثل "روثمانز" و"ويست" و"مارلبورو" و"مايلد سفن". واجتمع موزلي واكسليستون (كانا يدعمان حزب العمال) مع رئيس الوزراء البريطاني آنذاك توني بلير في 16 تشرين الأول 1997.
وناقش موزلي بشدة بعدم قانونية اقتراح الاتحاد الأوروبي بحظر إعلانات السجائر، وأن "فورمولا 1" تحتاج إلى وقت كبير لايجاد مصادر تمويل ضخمة بديلة وسريعة، وأن الحظر من شأنه أن يؤدي إلى سحب السباقات من دول الاتحاد الأوروبي واجراءها خارج أوروبا.
وتعتبر سباق السيارات من أهم الصناعات في العالم، وهي التي عززت بريطانيا بالتكنولوجيا المتطورة. وإذا حرمت من الأموال الطائلة التي كانت تكتسبها من إعلانات السجائر وأجرت سباقاتها خارج أوروبا، فإن بريطانيا كانت ستخسر 50 ألف وظيفة دائمة و150 ألف وظيفة بدوام جزئي و900 مليون جنيه استرليني من العائدات.
الاقتراح المنقح دخل حيز التنفيذ في حزيران 1998 وحظرت رعاية السجائر لسباق السيارات عام 2003 مع التمديد لمدة ثلاث سنوات لـ"الرياضة العالمية مثل فورمولار 1". وفي 5 تشرين الأول 2000 نقضت المحكمة الأوروبية هذا القرار على أساس أنه غير قانوني. وتم تطبيق الحظر في تموز 2005.
( خطة التقاعد )
في حزيران 2004 أعلن موزلي بأنه سيتنحى عن موقعه في تشرين الأول من العام ذاته. ولكن في تموز 2004 قال إنه ألغى قراره بعد أن طلب منه مندوبين في مجلس إدارة "فورمولا 1" البقاء في منصبه. ومدته الحالية ستنتهي في تشرين الأول 2009. وعلى رغم أنه كان يتوقع أن يتنحى قبل هذا التاريخ وفقاً للقسم الرياضي في هيئة الإذاعة البريطانية وأيضاً العديد من العالمين ببواطن الأمور بعد تصريحاته العلنية عن خلافاته مع اكسليستون، إلا أنه قرر البقاء لحين انتهاء فترته الرئاسية.
وفي بداية 2008 أعلن موزلي بأنه يريد أن يرى اصلاحات جديدة قبل تقاعده مثل وضع الميزانية واستخدام التكنولوجية الجديدة. وقال بهذا الخصوص: "بما أن عقلي ما زال يعمل نسبياً، فإنني لن أرحل قبل تشرين الأول 2009".
( الانتقادات )
خلال رئاسة موزلي لاتحاد الدولي للسيارات، كانت هناك انتقادات عدة للأحداث التي جرت، وتعالت الأصوات تطالبه بالاستقالة.
وقال موزلي عن الانتقادات للتي وجهت إليه: "أنا لا اعتبرها انتقادات. أنا أنتمي إلى اسرة حيث كانت الانتقادات تواجهنا طيلة حياتنا. إلا أنني أدرك بأن بعض الناس يعتبرها انتقادات. أحب أن استمع إلى المنتقدين.
إنه شيء مسلٍ. ولكن هناك شيئاً غريباً حيث أن بعضهم يدافع عني، ولكن بكل بساطة لا يمكنني الطلاق من روح العصر".
واتهم الإعلاميون و"فورمولا 1" موزلي واتحاد الدولي للسيارات في مناسبات عدة في السنوات الأخيرة وبذلك لاعتقادها بأنها تصدر أحكامها لمصلحة فريق "فيراري".
ونفى موزلي ذلك، وقال: "مجرى التفكير في بريطانيا هو كيف يمكن أن تكون بغيضاً إلى ماكلارين (فريق بريطاني)، ومجرى التفكير في القارة الأوروبية هو كيف تعمل لمصلحة ماكلارين (وسائقه) هاميلتون، أو أن تحاول للتأكد من فوز بريطانيا بالبطولة".
( موزلي يتنحى )
من جهة ثانية، قرر موزلي التنحي عن رئاسة اتحاد السيارات الدولي العام المقبل. وقال إنه تم التوصل إلى قراره على رغم تزايد الضغوط عليه لإعادة ترشيح نفسه للرئاسة الذي يشغله منذ عام 1991.
وكان موزلي أصر على أن قراره بالتقاعد اتخذه قبل نشر الفضيحة عن حياته الجنسية الخاصة في صحيفة "نيوز اوف ذي وورلد" قبل أربعة أشهر والذي أمرت المحكمة بدفع تعويضات له عن الأضرار قدرت بـ60 ألف جنيه استرليني. وهو لا يزال يصر على أنه لن يقدم أي اعتذار عن سلوكه. وقال عن هؤلاء الذين لم يوافقوا على تصرفاته الخاصة إن عقليتهم لا زالت قديمة في هذا العصر المزاجي. وأضاف: "الحقيقة في هذا الأمر هو: أن أي شخص بالغ لا يهتم اطلاقاً بحياة جنسية لشخص آخر، حتى أنه ليس موضوعاً للمناقشة، كان هذا يحصل قبل 50 عاماً، خصوصاً إذا كان أحدهم مثلي الجنس بعد ذلك كانت تبدأ المسرحية.
في انكلترا كانت هذه الأمور غير شرعية وغير قانونية، وكنت تسجن بسببها، ولكن الآن انتهى هذا الشيء، الناس لا يهتمون".
وأكد موزلي أنه سيمضي الشهور الـ15 المتبقية من رئاسته للاتحاد لتعزيز "فورمولا 1" لمساعدة البيئة من التلوث وتقليص التكاليف لجعل حياة الفرق التي تشارك في سباق السيارات أكثر يسراً. وسيقوم ايضاً بتعزيز اتفاق جديد لضمان اكثر انصافاً لتحقيق مداخيل جديدة من حقوق الإعلانات والتجارة.
وعلى رغم أن هناك عدداً كبيراً من المندوبين في الاتحاد يضغطون عليه للبقاء في منصبه لفترة أخرى، إلا أن موزلي يؤكد أنه لا يريد أن يذهب إلى العمل صباح كل يوم بعد نهاية فترة رئاسته الحالية، ويقول بصدد ذلك: "إنه واحد من الأشياء التي لا تريد أن تفعله كل صباح، وهو التفكير بالعمل الشاق الملقى على عاتقك".