رياضة

الاحتراف الخارجي للشعب السعودي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الاحتراف الخارجي للشعب السعودي!

د. حافظ المدلج

تتكرر التجارب الفاشلة للاحتراف الخارجي لنجومنا، فيقتل بعضها في المهد ويموت البعض عند عتبات الأندية الأوروبية، لتبقى التجربتان الوحيدتان في أوروبا مسجلتين للنجمين سامي الجابر وفهد الغشيان، وفي هذا الموسم يبدأ "حسين عبدالغني" في سن متأخرة ركضه في الملاعب الأوربية، ليقول: أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً.
وفي رأيي المتواضع أن الاحتراف الخارجي هو الحلقة المفقودة في كرة القدم السعودية، وعلينا أن نبدأ سريعاً بتفعيل هذا العنصر المعطل، كما يجب ألا يقتصر ذلك على اللاعبين فقط، بل يجب أن نشجع الإداريين والمدربين الوطنيين على الاحتراف الخارجي.

فقد تعاقد الإماراتيون مع جامعة ليفربول لافتتاح فرع لها يدرس الإدارة الرياضية، وهي فكرة رائدة، إلا أنني أرى أن الأفضل من ذلك هو ابتعاث الكوادر الوطنية للتعايش مع العالم المتقدم والاستفادة من تجاربهم بشكل يفوق بمراحل افتتاح فصل دراسي أجنبي في الوطن.

إن الغالبية العظمى من خريجي الجامعات الغربية عادوا أكثر نضجاً وانفتاحاً وقبولاً للآخر، ولذلك فإنني أتمنى استغلال الطفرة المالية التي تعيشها حكومتنا الرشيدة بابتعاث أكبر قدر ممكن من شباب الوطن، وليكن للرياضيين نصيب في تلك البعثات.

وقد جمعتني سنوات الغربة مع صديق يتهمه البعض بالشطحات الجنونية، بينما يفاجئني بحكم لا أسمعها إلا منه، وفي أحد شطحاته قال: إن الطريقة الوحيدة لتسريع عجلة التطور الاجتماعي في الوطن الغالي هي في إخراج الشعب بالكامل لمدة خمس سنوات يتوزعون فيها على الدول المتقدمة فيتطبعوا بالإيجابي من طباعهم بحيث يتكفل - بإذن الله - الوازع الديني والأصل الطيب في عدم اكتساب الطباع السلبية في الدول المتقدمة.

@تذكرت شطحة "ابو عدي"، حين رأيت السعوديين في ماليزيا يعيشون في تناغم جميل لا تفسدة سلطة أحد على أحد، ففي المنتجع المائي "صن وي لقون" رأيت الملتحي والحليق والمنقبة والمحجبة وغير المحجبة، ولا أنسى العزاب والعائلات يستمتعون بوقتهم والابتسامة تعلو وجوههم ويتسابقون على البدء بتحية الإسلام ويتبادلون الأحاديث الودية بشكل أتمنى أن أنقله لكم بالصوت والصورة لتصدقوا أننا شعب جميل متناغم ومحب لبعضه خارج حدود الوطن، بينما في الداخل تخشى أن تقع عينك على عين أحدهم فينهرك: خير وش عندك تطالع؟

لماذا نغير جلدنا في الخارج؟ إنه استكمال لسؤال المقال الماضي عن تناقض مجتمعنا، حيث وصلت ردود فعل المقال إلى ماليزيا فأستوقفني الكثيرون بين مؤيد ومعارض لما كتبت، ولكنهم يطرحون أسئلة هامة سأكتفي اليوم بسؤالين أحدهما رياضي والآخر إجتماعي، أنقلها لكم كما سمعتها وأترك لكم وللمسؤول حرية الإجابة، أو العمل بمبدأ من قال لا أدري فقد أفتى:

@ لماذا يحقق الحكم السعودي نجاحات متواصلة خارجياً ويفشل داخلياً، ولماذا نسكت عن أخطاء الحكم الأجنبي، بينما نتهم الحكم السعودي بخيانة الأمانة عند أي خطأ؟

@ لماذا نقيم الدنيا ولا نقعدها حين تقوم جامعة فرنسية بمنع طالبة محجبة من دخول الجامعة بينما نسكت على مؤسسات تعليمية سعودية تمنع الطالبة من الدخول لأن عباءتها على الكتف وليست على الرأس، رغم أن الطالبة مغطاة بالكامل؟

سألوني فأجيبوهم، وعلى دروب المنطق نلتقي،،،

عن الرياض بتاريخ 4 أغسطس 2008

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف