أيها العقلاء تدخلوا.. وإلا

أيها العقلاء تدخلوا.. وإلا
محمد جاسم

* ليسمح لي الجميع وليعذرني كل من كان يتوقع وينتظر مني التعليق على مباراة منتخبنا التي أقيمت أمس مع المنتخب القطري والتي انتهت بالتعادل السلبي بين الفريقين.. وعلى الرغم من أنني أكتب هذه الكلمات أثناء المباراة إلا أنني أجد نفسي غير قادر على الخوض في أحداث المباراة لأن الجو العام المحيط بخليجي 19 لم يعد صحياً أبداً..

خاصة بعد أن تخطت المسألة حدودها المنطقية وبلغت مرحلة قد يصعب العودة منها إذا ترك الحبل على الغارب بخصوص ما يحصل وما يدور في أروقة البطولة بسبب مشكلة الحقوق الحصرية للمباريات التي ألقت بظلالها على أجواء البطولة بصورة لم نعهدها من قبل في أي من دوراتنا الخليجية.

* بصراحة لم أكن أود التطرق لهذا الموضوع رغم أني كنت متابعاً لكل تفاصيل موضوع النقل التلفزيوني منذ أكثر من شهرين، ولكن وبعد أن تخطت الأمور الخطوط الحمراء كان لا بد من وقفة بعد أن تخطت المسألة المنع ووصلت لمرحلة الضرب والإهانة لكل من ينتمي لقنواتنا التلفزيونية، الأمر الذي يؤكد على أن المسألة لم تعد في نطاق الحقوق الحصرية والبث التلفزيوني لمباريات الدورة لأن ذلك لا يصل بالأمور إلى درجة تحطيم الكاميرات كما حدث مع مصور قناة دبي الرياضية.

* الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بعد أن تم حرمان أكثر من 500 مشجع إماراتي ممن قطعوا مئات الكيلومترات من أجل عيون الأبيض ومن أجل مساندته، من الدخول للاستاد وتشجيع المنتخب وظلوا يتلمسون ويترجون المسؤولين السماح لهم بالدخول إلا ان كل محاولاتهم باءت بالفشل وتحولوا لمتابعة المباراة عبر شاشات التلفزيون في مقاهي السلطنة.. وإذا ما تجاوزنا كل ذلك واعتبرناه من الأمور الاعتيادية على الرغم من وجود رائحة الشبهة والتعمد.. فإننا لا يمكن أن نتجاوز أي تصرف يسيء لأي دولة وشعارها مهما كان.

* صافرات الاستهجان التي قام بها عدد كبير من الجماهير ضد منتخبنا الوطني أثناء عزف السلام الوطني، مؤشر خطير جدا وإنذار لخروج الأمور عن نصابها المعتاد.. لقد حدث ذلك في مباراة اليمن عندما تلقينا صافرات الاستهجان أثناء عزف السلام الوطني للدولة وتكرر المشهد نفسه أمس في مباراة قطر للمرة الثانية.. فما الذي يحدث في خليجي 19 وهل ما يتعرض له الأبيض هو انعكاس للبطولة التي حققها منتخبنا عن جدارة واستحقاق، وهل هكذا يكون ثمن البطولة.. إذا كان كذلك فليسمح كل أبناء الوطن أن أقول إننا لا نريد البطولة ولا نريد الكأس إذا كانت سوف تجعل الآخرين يتعاملون مع كل ما يمثل شعار الوطن بهذه الصورة.

* كأس الخليج في خليجي 19 لم تعد بطولة يتنافس عليها أبناء الخليج بود وحب وروح رياضية كما كانت.. وكأن العين أصابتنا وأصابت البطولة التي جمعتنا وقربت بيننا كأبناء للمنطقة الخليجية والتي يعود إليها الفضل في كل ما حققته الكرة الخليجية والرياضة الخليجية بشكل عام.

كلمة أخيرة

* ندائي موجه للعقلاء بالتدخل وإعادة الأمور لنصابها قبل أن تخرج عن نطاقها وتحرق الأخضر واليابس.. حينها لن يفيد البكاء على اللبن المسكوب.. ولن يستفيد أحد من البطولة التي ولدت لتجمعنا لا لتفرقنا.

عن البيان بتاريخ 9 يناير 2009