تخوفات في المغرب من سنة كروية بيضاء

بعد الهزيمة المذلة أمام منتخب الغابون، التي كانت آخر مسمار يدق في نعش المنتخب المغربي لكرة القدم، الذي قضى "الفهود" على آماله نهائيا في التأهل إلى نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا سنة 2010، دخلت كرة القدم منعطفا جديدا، بعد تداول وسائل إعلام أخبارا عن إمكانية طرد لاعبين محترفين من صفوف المنتخب نهائيا، بسبب ما وصفوه "رفضهم المشاركة كاحتياطيين في هذه المباراة المصيرية"، فيما أشارت أخرى إلى انطلاق السباق للظفر بمنصب مدرب المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، خلفا لحسن مومن.غير أن المشكل ليس في الربان، الذي يمكنه إنقاذ سفينة الأسود من الغرق نحو الأسفل، حسب مراقبين رياضيين، بل حتى في المحترفين، الذين يؤكدون على "الاستغناء عنهم والاستعانة بالمحليين"، لإخراج كرة القدم المغربية من الوضعية التي آلت إليها، خلال العشر سنوات الأخيرة.

وقال حمادي حميدوش، نجم الكرة المغربية والمدرب الوطني الأسبق، "حتى لو أتينا بمدرب كبير، مع استمرار الأخطاء واللاعبين نفسيهما، فلن نحقق شيئا"، مشيرا إلى أن "المنتخب الوطني وصل إلى مرحلة الإنعاش. سنوات ونحن نسير في الأخطاء، والنتائج الأخيرة أماطت اللثام عن هذا الواقع. فشلنا ولم نفرح الجمهور، وفشلنا يجب تحليله للوقوف على مكامن الخلل".

وذكر المدرب الوطني الأسبق، في تصريح لـ "إيلاف"، أن "الحل هو تكوين لاعبين من البطولة الوطنية، إذ يجب تغيير سياسة المنتخب، بالاعتماد على لاعبين محليين شباب، وتكوينهم من المراحل الأولى في مسيرتهم الكروية، أما أن تأتي بلاعب من الخارج وتضعه في تشكيلة المنتخب، الذي لا يعرف عنه شيئا، فهذا ليس صحيحا".

وردا على سؤال هل المشكل في المدرب، سواء كان محليا أو أجنبيا، قال حمادي حميدوش "يجب اعتماد مدرب في المستوى له خبرة، وكاريزما، ومخزون، وسياسة، ورصيد كبير"، مجددا التأكيد على أنه "ليس هناك جدوى من جلب مدرب باللاعبين والأخطاء نفسيهما".

وما زالت أما المنتخب الوطني فرصة ليكون حاضرا في إقصائيات كأس إفريقيا، غير أن تحقيق هذا الأمل لن يتأتى إلى من خلال ترويض أسود الكاميرون، في الجولة الأخيرة من الإقصائيات المؤهلة إلى جنوب إفريقيا.

وفي هذا الإطار، قال مصطفى الحداوي، المدرب الوطني لمنتخب أقل من 20 سنة، "حسابيا ما زالت حظوظ المغرب قائمة للتأهيل إلى إقصائيات كأس إفريقيا، وستكون مباراة المغرب والكاميرون صعبة على المنتخبين معا".

وأضاف مصطفى الحداوي، في تصريح لـ "إيلاف"، "على الأقل يجب أن نتأهل إلى كأس إفريقيا، بالانتصار على الكاميرون، حتى لا نمر بسنة بيضاء"، مبرزا أن "الكاميرون ستأتي إلى المغرب لكسب ورقة التأهل إلى إقصائيات كأس العالم، فيما سيعمل المغرب على الظفر بالنقاط المؤهلة إلى إقصائيات كأس إفريقيا، لهذا ستكون المباراة المفتوحة".

وأوضح الحداوي أن "الفريق الوطني ظهر أمام الغابون بمظهر غير مرض، والنتيجة لم يتقبلها لا الطاقم ولا الجمهور".

وأثار انهزام المنتخب المغربي، وغيابه للمرة الثالثة على التوالي عن المشاركة في كأس العالم، انتقادات واسعة.

وأجمعت الصحف المغربية على أن الهزيمة الثقيلة للفريق الوطنى فى ليبروفيل أمام نظيره الغابونى، بثلاثة أهداف لواحد، كانت "وصمة عار" فى جبين الكرة المغربية، وأن خروجه رسميا من السباق على البطاقة المؤهلة لمونديال 2010 عن المجموعة الأولى "تم بطريقة مهينة".

ونشرت الصحف على صدر صفحاتها الأولى الرياضية عناوين بارزة تعكس مرارة خيبة الأمل جراء الهزيمة "النكراء" فى ليبروفيل" والإقصاء "المهين" من السباق نحو المونديال الجنوب أفريقى من قبيل "أسود جلبوا لنا العار وأشعلوا فى قلوبنا النار