استنفار أمني للخروج بالمواجهة بين مصر والجزائر لبر الأمان

حالة من الاستنفار الامنى شهدتها الساعات القليلة قبل انطلاق المباراة المصيرية والحاسمة بين المنتخبين المصري والجزائري في آخر جولة فى التصفيات المؤهلة لمونديال 2010 في جنوب افريقيا، للخروج بالمباراة الى بر الأمان . ورصدت "ايلاف " في جولة لها حشود غفيرة من المدرعات والسيارات المصفحة وحضور غير عادي لرجال الأمن قيادات وافراداً على جميع الطرق المؤدية الى استاد القاهرة الدولي الذي ستقام عليه المباراة بشكل يوحي ان القاهرة على شفا مواجهة حربية وليست مباراة كرة قدم بين شقيقين عربيين .

كشف مصدر امني رفيع المستوى "لإيلاف" ان هناك تعليمات عليا صريحة وواضحة للخروج بالمباراة الى بر الأمان بعد التوترات التي شهدتها الساعات الأخيرة بعد حادث أوتوبيس لاعبي الجزائر الذي اعتبره المصدر طلقة إشارة وإنذار لما يمكن ان يحدث في تلك الليلة الحاسمة , مشيرا الى ان الإجراءات الأمنية الموضوعة تقتضي التفتيش الذاتي للجماهير كلها لمنع دخول اي أدوات من شأنها انتلحق الأذى او الضرر او تؤثرفي امن المباراة مثل الزجاجات الحارقة والحجارة والطوب والآلات الحادة او مواد متفجرة .

و كان أعضاء البعثة الجزائرية قد ادعوا أن حجارة قد ألقيت على الأوتوبيس الخاص بهم،وهم فيطريقهم للفندق المخصص لهم والذي يبعد دقائق عن مطار القاهرة، على الرغم من وجود حراسة امنية مشددة تصاحب الأوتوبيس , وتضاربت الأنباء بشأن الحادث وقال سائق الحافلة إن بعثة الجزائر قامت بكسر الزجاج الداخلي للأتوبيس باستخدام شواكيش الطوارئ وان وزير الشباب الجزائري اعتدي عليه بالضرب وتقطيع ملابسه . وقد انتهت الازمة بعد حدوث اتصالات على اعلي مستوى بين الجانبين المصري والجزائري .

وأضاف المصدر انه تم فرض كردون امني على جميع مداخل ومخارج الإستاد وجرى تخصيص مسارات خاصة للجمهور الجزائري معزولة بأسوار حديدية , فى حراسة رجال الأمن , وكذلك مسارات خاصة لجمهور المنتخب المصري منعا للاحتكاك او استفزاز بعضهما للآخر . وافتتح إستاد القاهرة الدولي أبوابه فى الساعة الثانية عشرة للجمهوريين المصري و الجزائري , ودخل الجمهوران بسلام الى الأماكن المخصصة فى الإستاد , دون حدوث اى أحداث مؤسفة . واستقبل الجمهور المصري فى البوابة الرئيسية أغنية "يا حبيبتي يا مصر "كلمات محمد حمزة وغناء المطربة شادية و تلحين بليغ حمدي , والتى اعتبرها الجمهور "بشرى خير ".

وقال حسن صقر رئيس مجلس الشباب والرياضة ان المسؤولين فى كلا البلدين بذلوا جهودا مضنية خلال الساعات الأخيرة الماضية لاحتواء ازمة الحافلة وتهدئة الأجواء و التوترات حتى تكون ساحة الملعب اليوم للإبداع فقط، وأكد صقر فى اتصال هاتفى لإيلاف قبل المباراة ان العلاقات المصرية الجزائرية اقوى بكثير من مباراة كرة قدم , مشيرا الى ان العقلاءفي كلا الدولتين عملوا جاهدين على تأكيد هذه الرسالة . ومن جانبها تعذرعلى إيلاف الوصول الى اي من المسؤولين الجزائريين فى القاهرة .

وقال سمير عدلي المدير الإداري للمنتخب المصري إن لاعبي المنتخب المصري بحالة معنوية مرتفعة وتعاهدوا على تحقيق الفوز على المنتخب الجزائري وإسعاد الجمهور المصرى . وبخصوص التشكيل المتوقع ان يبدأ به المنتخب المصري الليلة قال ان جميع اللاعبين جاهزون للمشاركة في المباراة بلا استثناء ,وكل الاحتمالات واردة , وان الامر متروك لفكر وقيادة الجهاز الفني بقيادة حسن شحاته .

ويتوقع النقاد أن يبدأ الفراعنة اللقاء بتشكيل مكوّن من عصام الحضري فى حراسة المرمى، أمامه ثلاثى الدفاع عبد الظاهر السقا وهانى سعيد وأحمد سعيد "أوكا"، وسيد معوض ظهير أيسر وأحمد فتحى ظهير أيمن، ومحمد شوقى وأحمد حسن ومحمد أبو تريكة فى وسط الملعب أمامهم محمد زيدان "عماد متعب" وعمرو زكى فى الهجوم. بينما يتوقع ان يبدأ رابح سعدان المدير الفنى الجزائري اللقاء بنفس تشكيل مباراة رواندا الأخيرة التى فاز فيها 3/1 ويضم لوناس قاواوى فى حراسة المرمى وعبدالرحمن العيفاوى، حليش رفيق، مجيد بوقرة، نذير بلحاج، خالد لموشية، كريم زيانى، كريم مطمور، عبد القادر غزال، رفيق جبور ورفيق الصايفى

ويحتاج منتخب مصر الى الفوز على الجزائر بفارق ثلاثة أهداف للتأهل مباشرة إلى كأس العالم في حين يجبره الفوز بفارق هدفين على خوض مباراة أمام الجزائر فاصلة في السودان.ويكفي الجزائر الفوز أو التعادل بأي نتيجة أو حتى الخسارة بفارق هدف للتأهل مباشرة إلى المونديال.

وعلى صعيد الاجواء فى الشارع المصرى , شهدت الساعات القليلة قبل المباراة حالة تكدس مرورى فى شوارع القاهرة وتلونت الشوارع بألوان علم مصر ، واستعدت المقاهى لاستقبال الجمهور منذ الصباح وافترشت الشوارع والمقاهي بشاشات ال سى دى والبلازما والبروجكتر لبث المباراة , ومن اجل التميز فى جذب الجمهور استعدت مقاه اخرى بأوراق دعاية عن عروض ومسابقات قبل المباراة بجوائز مالية وعينية ومشروبات مجانية للزبائن فى حال حسم المباراة لصالح مصر . واضطر البعض الى الحجز والجلوس قبل المباراة بساعات لضمان مكانهم فى المقاهى . وتزينت الشوارع بأعلام مصر وصور أبطال المنتخب الوطنى المصرى، وإذاعة الأغانى الوطنية لتشجيع المنتخب، ودعوة الجماهير للمشاركة فى زفة بالمزمار والطبل البلدى تطوف الشوارع بعد المباراة.