رياضة

هيهات يا .. كأس العالم ؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

منذ السبعينيات وكأس العالم تعني لعالمنا العربي إشارة التطور، مستوياتنا الكروية، أنديتنا التي تصب في منتخباتنا والحبل على الجرار لكل ما يبت للموضوع الذي لو جمعنا كل واحاته لأعتبرناه واحداً من أكبر مصانع مجتمعنا العربي من محيطه الى خليجه.. لما يلم من موازنة مالية وصرف واهتمام ووقت بثمنه.

فالكرة المدورة لها في حياتنا وإهتمامنا واهتمام اطفالنا الكثيرrsquo; ومن هنا وللساعة لم أصدق كيف لا يمكن للاعب منتخب ومحترف أن يضع لايتمكن من وضع كرة في شباك مرمى ومن ضربة جزاء ... نعم يقولون الحظ، وأقول أن للحظ معيار يلزم تحريضه وتشغيله ليقف الى جانبنا، وقبل أن يكون الاحتراف الكروي في مجتمعنا معيار قانوني والزامي، فإنني أسأل عن فهم مسؤولياته، فاللاعب المحترف يعرف ياترى أن مسؤوليته هي كمسؤولية أي حرفي آخر لاسيما وعامل البناء الذي يرفع حيطاُ أو سقفاُ على أن لايقع على ساكنيه، وبالتالي لاعب منتخب ويلزم لتأهل منتخب بلده هدف يتيم لحمل تذكرة كأس العالم بعد سنوات أربعة من التعب والعناء المضنين... إنها المسؤولية.

نعم تابعت إحصائية نشره موقع محطة قناة العربية والذي يبين أن سوء التخطيط ونشر الوعي الاحترافي هو سبب الهزل الذي وصلت اليه كرتنا العربية، وأعتقد أن السؤال هو الاجابة بحد ذاتها، وبالتالي عندما كان رئيس الاتحاد الاسيوي غير عربي كانت المنتخبات العربية أكثر حضوراُ في المونديال .. إذ ومنذ مونديال اسبانيا وحتى الاخير كانت المنتخبات الخليجية حاضرة في النهائيات، فلزم التصويت لأستراليا " القارة " ودعوتها الى المونديال بتذكرة آسيوية، هذا دون الحديث عن نصف التذكرة المتبقية أن تذهب بفضل وعي مسؤولية محترفنا الذي يريد إهداء تأهل بلده للمونديال لزوجته حسبما فهمت أثناء قرائتي للخبر قبل مباراة نيوزلندا أمام البحرين.

أقولها ودون مواربة أن مرحلة الاعداد والتطور على الرغم من الامكانيات التي أتيحت في العقد الاخير باتت في غاية الرعونة، وبمجرد أن سعى الاحتراف وكأنه بحر قادم فلقد جاء الجميع ليشفط منه وتمنيت أن أقرأ ولو الجزء البسيط عمن يبحث عن البناء، أن يسلط نوع من النقد .. لا، وكأنه لم يكن.

لابل، نتحدث عن إنتقالات، وعن نجوم، وعن ملاعب، وعن بطولات وعن وعن، وها نحن في كأس العالم .. فكم هي منتخباتنا العربية الاسيوية هناك ؟؟؟

في قطر بنيت أكاديمية كروية لم نعد نسمع عنها، وفي البحرين أقيمت مدرسة محترفة " أرسنال " أو ما شابه وهذه كانت النتيجة، وهناك أندية تجلب أندية غربية للإتفاقات الفنية، وبعد هاهو الدوري السعودي هرع بمشوار الاحتراف وأسئلة عديدة لاتزال موضوعة أمام لجنته المشرفة للتداول من خلال إختبار موسمه الاول .. وهكذا بالتساؤل الى أين المسير لعدم وجود أي عربي آسيوي في المونديال آملاً من رئيس الاتحاد الاسيوي أن يوعظنا بالسبب حسب معرفته ورأيه، وهو الذي ردد لي ذات مرة قائلاً " لا تأتوا لي بتفاحة وتقولوا لي هذه برتقالة .. ؟

لإنني هذه المرة سأمد له برتقالة وأسأله هل هذه تفاحة ... ؟

ثلاثة عقود كاملة مررتها في أوساط الكرة المحترفة الغربية، وعندما أسمع أو أقرأ عن الاحتراف الكروي العربي وأراه فإنني أستغرب... كيف يمكن أن يحدث هذا ؟

إن كرة القدم العربية دون إستثناء أصبح في مفاصلها نوع من الروماتيزم الذي شل أربطتها، التقليد في المسيرة الكروية، والبحث عن الكسب، وعدم المسؤولية التي تلم في مصافيها الى جيل من الشباب الذي تنعدم عنده المسؤولية مثل نجمنا المحترف.

وحتى لا أكيل بمعيارين، فإنني تابعت مباراة المنتخب المصري أمام الجزائري وكانت عيوني تبحث عن هيكلة كروية خططية يمكنني مشاهدتها على أرض الملعب وأجسد بها أسلوب أداء المنتخب المصري أثناء حركته ومسيرته في المباراة بأم درمان فلم أجد ... هل هو ثلاثي التمرير، رباعي الهيكلة، محوري الصعود، مباغت الهجمات وأتسائل من جديد .. فلقد كان اللاعب يتسلم الكرة وإما يعود بها الى الوراء أو يمرر ليمينه أو يساره أم خلفه والوقت يمر، ولست هنا للحديث عن مآثر المباراة ولكن هذا الواقع الخططي على أرض الملعب.

كرة القدم هي فن، ولاعبها فنان مثل أي فنان آخر تتوجب عليه مسؤوليات لكونه بات يعيش من وراء مهنته، وإن لم يكن فنه متواجد في هذه المواعيد العالمية، فعندئذ فنه لم يرتقي الى الاحسن .. وهذه حقيقة،

ولما التساؤل إذاً عن ندرة المنتخبات العربية في القارة الاسيوية، هل يعود السبب على عاتق قادة إتحاداتنا الكروية، وهل من عتاب بحقهم، أعتقد أن الاخذ بالتساؤل الشجاع وتغيير المنظومة المعمول بها وتزويدها بأفكار أكثر جرأة، إذ عندما كانت كأس العالم ب 24 منتخباَ كان الحضور أكبر وبكثير من عدمه عندما أصبحت كأس العالم ب 32 منتخباً كما هو الحال في جنوب أفريقيا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف