رياضة

اعتراف دولي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

اعتراف دولي
فتحي سند

أن يوصي مؤتمر دافوس بسويسرا، والمتخصص في شؤون الاقتصاد العالمي وسبل تنميته وتطويره بأن يوضع الاستثمار الرياضي ضمن أجندات الحكومات باعتباره سادس صناعة في العالم، فهذا توجه جديد، وخطير، لم يكن موجوداً من قبل.

مجالات مختلفة كان يقدم عليها الاقتصاد في كل الدنيا، بداية من تجارة السلاح، مروراً بالأدوية، والزراعة والصناعات الغذائية. والسياحة، وغيرها من نشاطات التصدير والاستيراد.. وحتى العقارات كانت ولا تزال من أشكال الاستثمار المهمة.

أما أن تظهر كلمة "رياضة" في أكبر المؤتمرات الاقتصادية في أرجاء المعمورة. فهو ليس تطوراً لحركات التنمية في المجتمعات فقط، ولكنه اعتراف بقيمة هذا المجال الذي إذا تم إحسان التعامل معه فإنه سيحقق الكثير من المكاسب.. غير المسبوقة.

والواقع.. أن الأندية هي القاعدة التي يمكن أن ينطلق منها الاستثمار الرياضي الحقيقي، وليس غير الأندية، وإذا كانت الأنظمة الاقتصادية في أوروبا وأمريكا، وفي الطريق آسيا، قد تحررت وفتحت الأبواب أمام الكيانات الرياضية لكي تقيم شركات، وأن تستثمر في مجالات مختلفة، ولا شك أن من سبق.. أكل النبأ كما يقولون.

بمعنى أن من واكب تطورات العصر قطع أشواطاً طويلة، وثبت أقدامه، وليس هناك من دليل على ذلك أكثر من المكاسب الضخمة التي حققتها أندية في أوروبا، تفوق بكثير ما تمضي به بعض الحكومات.

ودون الدخول في تفاصيل.. فإن دولة مثل الصين حققت من وراء استثمار الرياضة في دورة بكين ما لم تكن تحلم به.. فملايين الدولارات أو اليوروهات، أو أي عملات دخلت خزائنها غطت التكاليف وزادت، إلى جوار عمليات التنشيط الاقتصادي الذي أوصى.. ويوصي بها مؤتمر دافوس، على كل الأصعدة السياسية والسياحية والاجتماعية والتنموية.. إلى آخر الجوانب الحياتية التي يستفيد منها الفرد.

قبل الصين كلهم كسبوا في الأولمبياد.. وكسبوا أيضاً من مونديال كأس العالم. وبما أن البداية أندية.. فإن المنطق يفرض على الجميع الآن أن يتحرك، وأن يبادر.. بل ويسرع في اتخاذ الخطوات الإجرائية التي ينبغي أن يواكبها أو يسبقها تذليل الحكومات للمشاكل الروتينية والبيروقراطية.

برافو.. أن بدأ الاتحاد الآسيوي في إقامة دوري المحترفين الذي سيليه عملية دفع لجوانب استثمارية بصورة أكبر، منها مسألة الحقوق التسويقية للبث التلفزيوني الفضائي، باعتباره أحد أهم مصادر التمويل، سواء على الصعيد المحلي، أو القاري.

أما الاتحاد الإفريقي.. فلا يزال ينظر إلى مصالحه الخاصة فقط.. صحيح أنه يتخذ بعض القرارات لدفع اللعبة في الدول "الغلبانة"، ولكنها غير كافية، لذلك تجد النظام العام في دول القارة لا يخضع لقواعد ثابتة. وإنما الكل يغني على ليلاه، لذلك سيكون الاستثمار الكروي في إفريقيا محدوداً لأن الأرض غير خصبة.

توحيد سياسة اللعبة داخل الأندية هو الخطوة الأولى.. ولو نظرت إلى الدوري المصري ـ الإفريقي ـ سيلمس المتابع أنه سمك.. لبن.. تمر هندي، بمعنى أن هناك أندية جماهيرية وأخرى للشركات وثالثة للهيئات، وكل فئة تعتقد أنها الأصلح والأبقى.. فكيف لهذه التركيبة أن تنشئ رابطة لإدارة شؤون مصالحها، بما فيها البث الفضائي.

الاستثمار الرياضي.. أو الكروي.. له أصول!

عن البيان بتاريخ 7 فبراير 2009

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف