بطولة العالم: الوزن لا يساوي ذهبا في فورمولا واحد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الكويت : تعتبر فورمولا واحد احدى اكثر الرياضات استلزاما للجهد البدني، وذلك ليس برأي سائقي سياراتها فحسب، بل في ضوء ما دأب على تأكيده الخبراء الرياضيون والطبيون على حد سواء، في اكثر من مناسبة.ففي اسبوع السباق مثلا، يقضي السائق يوم الاثنين في تدريبات العنق، والثلاثاء في تمارين اللياقة البدنية والليونة، والاربعاء في السفر الى البلد الذي يستضيف السباق، الخميس في التمارين الخاصة بليونة العضلات او علاج الاصابات، فيما يخصص يوم الجمعة للراحة.
اما السبت فيشهد تمارين التنفس، على ان يخضع السائق صباح يوم الاحد المخصص للسباق لتدليك خاص بالعضلات.
صحيح ان كثيرين يعتبرون ان سيارة الفئة الاولى هي التي تقوم بكل العمل على حلبة السباق مستندة في ذلك الى محركها الجبار وانسيابيتها القادرة على مواجهة الرياح العاتية، الا انه يتوجب على السائق ايضا ان يجمع ما بين القوة، الليونة البدنية والشجاعة كي يتمكن من السيطرة على اسرع سيارة في العالم لمدة حوالي 90 دقيقة تمثل عمر كل سباق من سباقات هذه الرياضة الميكانيكية.
ولكن قبل كل ذلك، بات يقع على عاتق السائق الاهتمام بوزنه اكثر من اي وقت مضى.
فالاسباني فرناندو الونسو، سائق فريق رينو، فقد 5ر3 كلغ منذ سباق جائزة البرازيل الكبرى، الجولة الاخيرة من بطولة العالم 2008، بحسب ما اشارت اليه صحيفة "دياريو اس" الاسبانية.
معلوم ان الونسو بلغ بوزنه في السنة الفائتة حدود ال70 كلغ، قبل ان يخضع لبرنامج تدريبي مكثف في الاونة الاخيرة تراجع وزنه على اثره الى 67 كلغ.
وبات الوزن يلعب دورا جوهريا في الفئة الاولى بعد ادخال "نظام استرداد الطاقة الناشطة" (كيرز) في بطولة العالم.
ويعمل نظام "كيرز" على تخزين الطاقة المهدرة خلال عملية تباطؤ السيارات خلال السباق، قبل ان توزع مباشرة خلال عملية التسارع، ما يسمح للسائق بالحصول على 80 حصانا اضافيا خلال فترة 76ر6 ثواني، علما بأن هذا النظام هو صديق للبيئة اكثر من نظام البطاريات العادية.
واشارت الصحيفة نفسها الى ان البرنامج الذي خضع له الونسو تمثل في قيادة الدراجة الهوائية لمدة اربع ساعات يوميا، الامر الذي ادى الى اقترابه من الوزن المثالي الذي حدده مهندسو فريق رينو في ضوء مقتضيات "كيرز"، والبالغ 65 كلغ.
وقال فابريتسيو بورا، المدرب الخاص للسائق الاسباني: "سبق لي ان عملت مع دراجين عدة، وقد استنتجت ان الونسو قوي للغاية، اقوى من اي وقت مضى. ليس قادرا على فقدان وزن اضافي، وان فعل، فلا شك في انه سيبدأ بفقدان القوة التي يحتاجها لخوض السباقات، وليس هذا بالطبع ما نريد".
زميل الونسو في رينو، البرازيلي نيلسون بيكيت، خضع هو الاخر لبرنامج خاص بهدف انقاص وزنه، وكشف السائق بأنه نجح في خسارة اربعة كيلوغرامات، غير ان مجلة "اوتو موتور اوند سبورت" الالمانية اكدت انه عجز عن التخلص من اكثر من كيلوغرام واحد.
معلوم ان ابرز ما يتوجب على السائق التركيز في تدريبه عليه يتمثل في عضلات العنق. فعندما يصل بالسيارة الى احد المنعطفات على حلبة السباق، فان الضغط الذي يصطدم بالعنق يتضاعف بمعدل خمس مرات مقارنة بزنته الطبيعية، وبالتالي يصبح وزن الخوذة وحدها حوالى سبع كيلوغرامات يتوجب على السائق تحمل وزرها.
وليس العنق وحده ما يتطلب تدريبا بل ان الدخول في سباق خاص بالفئة الاولى يساوي خوض الماراتون الا ان العداء في السباق الاخير يبقى قادرا على اعتماد سياسة معينة لتوزيع طاقته، في الوقت الذي يتوجب على سائق فورمولا واحد الثبات على مستوى مرتفع طيلة السباق.
ونذكر على سبيل المثال ان قلب الفنلندي هايكي كوفالاينن، سائق ماكلارين مرسيدس، يقوم بـ 58 نبضة في الدقيقة في حال الاسترخاء، الا ان المعدل يرتفع الى 170 في الدقيقة خلال السباق، تماما كالمعدل الطبيعي للعداء في سابق الماراتون، مع العلم ان هذا المعدل خلال سباق فورمولا واحد ما يلبث ان يرتفع نتيجة ضغط الدم المتعاظم.
ولا يعتبر الجلوس في سيارة الفئة الاولى امرا ميسرا، فالسائق يكون مكبلا بشكل مضبوط للغاية داخل مقصورته متحملا الحرارة المرتفعة وصوت المحرك. ولمواجهة هذه الظروف، يخضع لتدريبات قاسية قبل انطلاق البطولة.
وبالنسبة الى كوفالاينن، فهو يتدرب ستة ايام في الاسبوع، مرتين في اليوم الواحد، على ان تكون الفترة الصباحية مخصصة لتمارين العضلات، وفترة ما بعد الظهر للتدريبات المخصصة لتليين العضلات واللياقة البدنية وتتمثل في العدو السريع والعدو لمسافات طويلة وقيادة الدراجة الهوائية.
ويحتاج السائق ايضا الى ذراعين قويتين وليس مفتولتي العضلات كالملاكمين لان من شأن ذلك ان يرفع من وزنه.
ولكي يعتاد على الامساك بمقود السيارة لفترة طويلة تستلزمها مدة السباق، فان السائق يتدرب على ذلك عادة من خلال حضن كرة تزن 5 كيلوغرامات على ان يجري نقلها من اليمين الى اليسار فالوسط بحسب اوامر المدرب وسط جو من التركيز التام.
اما الساقان فتحتاجان ايضا الى القوة وليس الى العضلات، فالدواسة في سيارة الفئة الاولى ليست بنعومة دواسات السيارة العادية، ويجب على السائق ان يضغط بكل قوة على دواسة الفرامل، ولذلك تخضع الساقان لتدريب خاص.
ولا يمكن اغفال القوة الذهنية خصوصا ان سباقات فورمولا واحد تشترط ان يبقى السائق متيقظا من البداية وحتى خط النهاية.
وكان السائق الكولومبي خوان بابلو مونتويا شن هجوما عنيفا على البريطاني رون دينيس، مدير فريقه السابق ماكلارين مرسيدس، وعلى الحظيرة نفسها، معتبرا انهما يأخذان سباقات فورمولا واحد على محمل الجد بصورة مبالغ بها، وان الجانبين يريدان ان يكون السائق بمثابة "رجل الي".
واكد "الوحش الكولومبي"، وهو لقب مونتويا الذي انتقل من الفئة الاولى للمشاركة في سباقات "ناسكار" الاميركية، انه عانى مشاكل عدة وواجه صعوبات جمة مع دينيس واعترف بأنه سعيد جدا جراء ابتعاده عن حلبات الفئة الاولى.
معلوم ان مونتويا خاض 94 سباقا مع فريقي وليامس وماكلارين خلال الفترة التي امضاها في عالم فورمولا واحد بين عامي 2001 و2006 قبل ان يودع حلباتها نهائيا منتصف بطولة موسمه الاخير فيها، تاركا سجلا شهد فوزه في سبعة سباقات وصعوده الى المنصة 30 مرة وانطلاقه من المركز الاول في 13 مناسبة وتسجيله اسرع لفة 12 مرة، وقال: "لا افتقد الى الفئة الاولى بتاتا"، مع العلم انها تمثل قمة الرياضات الميكانيكية في العالم، واضاف في حديث الى صحيفة "بيلد" الالمانية: "في عالم فورمولا واحد، يريدونك ان تكون رجلا اليا. اذا كنت تتمتع بشخصية قوية فان المشاكل ستكون بالتأكيد في انتظارك. لا اندم ولا للحظة واحدة على قرار انتقالي الى سباقات ناسكار".