أزمة الملحق والهروب للأمام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أزمة الملحق والهروب للأمام
محمد الشيخ
على طريقة بيدي لا بيد عمرو، بتنا اليوم بانتظار خوض الملحق الآسيوي في سبتمبر المقبل أمام الشقيق البحريني، وهو ما يجب أن نتقبله جميعا كخيار قسري لبلوغ مونديال جنوب أفريقيا؛ لكن أهم أمر يتوجب علينا ونحن نتحضر لمعترك الإعداد للملحق، هو الشعور بالمسؤولية والتحلي بقيمها، التي تقوم على الواقعية والموضوعية والأمانة والشفافية، والتي ينبغي أن تبدأ بالمسؤولين في اتحاد الكرة، ولا تنتهي عند المشجع الذي يقع عليه دور كبير، لا في المدرجات وحسب، بل في كل موقع يتواجد فيه، كدوره خلف شاشات الكومبيوتر، حيث تدور رحى حرب المنتديات الرياضية، وهي حرب من الشراسة بحيث يمكن أن تعصف بنفسيات اللاعبين قبل خوض المعركة الكبرى، وأعني معركة العبور للمونديال.
والمسؤولية التي أتوخى أن يتحلى بها الجميع، تفرض علينا امتصاص صدمة الرسوب في اختبار التصفيات النهائية، التي فرضت علينا خوض الملحق، والذي هو أشبه بخوض الطالب الراسب اختبار الدور الثاني، كما نسميه هنا في السعودية ، أو كما يسمى ب"الملحق" في غير دولة، ما يعني ضرورة توفير كل أجواء وسبل النجاح لتجاوز هذا المنعطف الخطير.
المشكلة الكبرى تكمن حينما يتجرد من المسؤولية من يفترض أنه أهل لها، وهو ما كشفه الواقع الجديد الذي فرضه الملحق علينا، ففي حين يجمع المتابعون بدقة لواقع "الأخضر" أن فشله في التأهل المباشر لم يتأت نتيجة لسقوطه في مواجهة كوريا الشمالية في الرياض، وإنما للسياسات التي فرضت عليه منذ بداية التصفيات وحتى مباراة كوريا الشمالية في بيونغ يانغ، والقناعات التي أدت به قبل ذلك لخسارة كأس الخليج، يخرج من أعضاء اتحاد الكرة من يحاول التذاكي علينا بركوب موجة الهروب وليته هروب للخلف؛ ولكنه هروب للأمام، وذلك برميه سهام المسؤولية ذات اليمين وذات الشمال، فتارة يوجهها صوب الإعلام، وأخرى صوب الجماهير، وثالثة صوب المدرب، دون أن يؤشر ولو تلمحيا لمسؤوليته هو وزملاؤه في الاتحاد، بل والأعظم من ذلك أنه يرى أن نقد اتحاد الكرة يعد شكلاً من أشكال الوقوف ضد منتخب الوطن، ما جعلني أصرخ على طريقة فارس عوض .. يا رباااااه!.
وعند هذه النقطة سأقف لأقول لصاحبنا المسؤول الموقر، أين كان مرمى سهامك والمنتخب يعيش أسوأ أحواله حتى الجولات الأربع الأولى، وقبل ذلك ما بال حبال عقيرتك لم تتحرك، في الوقت الذي بحت فيه أصواتنا، ونحن نتحدث عن أزمات المنتخب الفنية وغير الفنية، وما عساك فعلت لتغيير ذاك الواقع.. ببساطة ووضوح شديدين لم تفعل شيئا، لا لعجز فيك، وإنما لأن سياسة تقاطع المصالح تفرض مثل هذا الأمر وأكثر!.
عن الرياض