زاهر:لهذه الأسباب هبط مستوى منتخب مصر

القاهرة، مصر: أبدى رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم سمير زاهر عدم رضاه عن أداء منتخب بلاده منذ فوزه ببطولة كأس الأمم الإفريقية 2008 في غانا، قائلا إن "ستوى الفريق تراجع بشكل ملحوظ."وأرجع زاهر، في حوار مع CNN بالعربية، هبوط مستوى المنتخب إلى أربعة أسباب، منها رحيل عصام الحضري عن الأهلي إلى سويسرا، وحالة "توهان" تتملك عددا غير قليل من اللاعبين.

واتهم رئيس اتحاد الكرة المصري، بعض الأندية بإثارة المشاكل التي تؤثر على مسيرة الكرة المصرية والمنتخب الوطني لمصالح شخصية، ودلل على ذلك بما حدث مع نادي الترسانة في المادة 18 من لائحة "فيفا."

وتمسك سمير زاهر ببيع مسابقة الدوري المصري بأعلى سعر، وأضاف "لن يخضع لابتزاز مسؤولي التلفزيون المصري، الذي يريد مسؤولوه الحصول على حقوق المباريات بثمن أقل بكثير مما هو معروض على الاتحاد."

وتاليا نص الحوار مع المسؤول الكروي المصري:

هل أنت راض عن أداء المنتخب المصري في الآونة الأخيرة؟

لاشك أنني غير راض عن مستوى منتخب مصر في الفترة الأخيرة، وتحديدا منذ بطولة الأمم الأفريقية الأخيرة بغانا في 2008، وأشعر أن الفريق فقد كثيرا من مستواه وتركيزه، وهذا ينطبق على الجميع سواء كان الجهاز الفني أو اللاعبين، وهو أمر أغضبني وتحدثت بشأنه مع الجهاز الفني بقيادة حسن شحاتة المدير الفني.

وتبلور الأمر بشكل واضح خلال تصفيات كأس العالم، حيث تأهلنا للدور الثاني من التصفيات بشكل غير مرض، رغم أن منتخب مصر وقع في مجموعة سهلة، وضمت الكونغو وجيبوتي ومالاوي، ورغم الفارق الفني الكبير بين منتخب مصر وبقية المنتخبات تأهلنا بصعوبة، وبشكل لم يعجب الشارع الكروي في مصر، وفي بداية التصفيات النهائية فوجئنا بتعادل المنتخب مع زامبيا في ستاد القاهرة، وضاعت نقطتان ثمينتان قد نندم عليهما فيما بعد.

من يتحمل مسؤولية تراجع مستوى المنتخب المصري؟

هناك أكثر من عامل وقف وراء هذا التراجع، أولها رحيل عصام الحضري من النادي الأهلي وانتقاله لفريق نادي سيون السويسري، وهو ما أحدث شرخا كبيرا في علاقة جماهير الأهلي، وهي كبيرة، بالمنتخب، وحاولنا كثيرا كمسؤولين في الاتحاد والجهاز الفني إصلاح هذه العلاقة، إلا أن الأمر لم يتم بالشكل الذي يعيد العلاقة القديمة، لأن جماهير الأهلي تشعر بحالة بغضب شديدة من تصرف الحضري.

الأمر الثاني يتمثل في عدم انتظام أكثر من لاعب من اللاعبين المحترفين في المشاركة مع فرقهم الأوربية، مثل محمد شوقي ومحمد زيدان، بالإضافة إلى هبوط مستوى حسني عبد ربه بعد انتقاله لفريق أهلي دبي الإماراتي.

ثالث الأسباب يتضح في التراخي الواضح في أغلب اللاعبين، وكأنهم في غيبوبة، ولا يشعرون بثقل المهمة الملقاة على عاتقهم، كما أنك تشعر بأن هناك حالة "توهان" تتملك عددا غير قليل من اللاعبين.

السبب الرابع هو الهبوط الواضح في مستوى أغلب اللاعبين الأساسيين من فريق الأهلي، مثل محمد أبوتريكة، وهو أمر يؤثر بشدة على حالة المنتخب، وحتى نكون منصفين لابد وأن نعترف بأنه عندما يكون فريق النادي الأهلي في حالة مميزة، يكون منتخب مصر بخير.

هل يؤثر خروج الأهلي من بطولة دوري أبطال إفريقيا على المنتخب؟

طبعا يؤثر الخروج الأفريقي لفريق الأهلي على مستوي المنتخب، على الأقل من الناحية المعنوية والنفسية لأن لاعبي الأهلي يمثلون ثقلا في المنتخب، وتراجع مستواهم الفني سيؤثر على المنتخب الوطني، فمن يرضى عن مستوى أبوتريكة وأحمد فتحي ووائل جمعة وغيرهم، الوحيد الذي يبشر بالخير في فريق الأهلي هو محمد بركات، ولكن أتخوف من تكرار إصاباته في الآونة الأخيرة.

هل أثر الدوري العام هذا الموسم على منتخب مصر؟

اشتعال الدوري العام في أسابيعه الأخيرة أثر على استعدادات المنتخب، فلو أن فريق الأهلي نجح في حسم بطولة الدوري كما كان متوقعا لتفرغ الجميع للمنتخب، إلا أن ضياع العديد من النقاط من فريق الأهلي واقتراب الإسماعيلية منه أشعل المنافسة، وهو أمر يحسب للبطولة وليس عليها، ولكن هذا الصراع شغل الجميع عن المنتخب.

وزاد من المأزق خروج الأهلي من بطولة دوري أبطال إفريقيا وانتقاله للبطولة الكونفدرالية، وهو ما سيجعل الأهلي يلعب في نهاية شهر مايو/أيار مباراة العودة خارج أرضه أمام فريق سانتوس الأنجولي، وهو ما سيؤثر على استعدادات المنتخب لمباراة الجزائر.

لماذا تكثر المشاكل داخل اتحاد الكرة منذ انتخاباته الأخيرة في 28 نوفمبر/تشرين الأول الماضي ؟

أعترف بأن هناك مشاكل عديدة داخل الاتحاد، وهذه الخلافات ترجع إلى الانتخابات، لأن نفوس بعض أعضاء مجلس الإدارة غير صافية، خاصة بعد الاتهامات المتبادلة بينهم بالخيانة أثناء العملية الانتخابية، ومازلت أحاول إنهاء هذه المشاعر التي ستؤثر بالسلب على عمل الاتحاد، ولكن هناك مشاكل يثيرها البعض ضد الاتحاد وتؤثر عليه.

ماذا تقصد بمن يثيرون المشاكل للاتحاد؟

مثلما فعل نادي الترسانة وآخرون، عندما أثاروا ما يسمى بالمادة 18 من لائحة النظام الأساسي للاتحاد الدولي لكرة القدم، الفيفا، وطالبوا بإلغاء الهبوط للدوري الممتاز، وهم يعلمون أن المادة 18 لا تنطبق على الدوري المصري، ولكن هذه المشكلة شغلت الرأي العام عن منتخب مصر في مرحلة كنا نحتاج فيها إلى تكاتف الجميع.

وماذا ستفعل لو ثبت حق للترسانة؟

المادة 18 واضحة ولا تنطبق علي أي فريق في الدوري المصري، وحسن فريد رئيس نادي الترسانة يعلم ذلك، ولكنه يسعى للإبقاء على فريقه في الدوري الممتاز، وهذا لن يحدث، ولن نلغي الهبوط، وسيهبط فريق الترسانة.

لماذا تنسى قضية أسامة خليل والتي يطالب فيها بإبعادك عن رئاسة الإتحاد؟

هذه قضية أخرى شغلت الرأي العام، رغم إنها دعوى قضائية لتصفية حسابات شخصية لأشخاص يقفون وراء خليل، هؤلاء يعلمون أنه لا يوجد ما يمنعني من رئاسة الاتحاد، والأمر سيحسم في الشهر المقبل.

ماذا عن قضية البث الفضائي؟

توصلنا لاتفاق مع إحدى الشركات الإنجليزية لتسويق مباريات الدوري العام مقابل 140 مليون جنيه (حوالي 25 مليون دولار) كحد أدنى في الموسم، وهو اتفاق جيد للغاية، إلا أننا مازلنا نبحث عن حل لأزمة اتحاد الإذاعة والتلفزيون مع الشركة، خاصة وأن مسؤولي التلفزيون يتعنتون مع مسؤولي الشركة، حتى يحصل التلفزيون على حقوق بث مباريات كرة القدم بسعر أقل بكثير مما هو معروض علينا، ولن نخضع لهذه الضغوط، وقد اتفقنا في مجلس إدارة إتحاد كرة القدم على رفع مذكرة لرئيس الوزراء، خاصة وأن الأندية متضامنة مع الاتحاد.

هل ترى أن الدوري المصري يساوي هذا المبلغ؟

الدوري المصري يساوي أكثر من ذلك بكثير، ولو أن الدولة منحتنا حق التسويق بطريقة حصرية لحصلنا من الدوري على أكثر من 400 مليون جنيه ( حوالي 71 ملين دولار ) في الموسم، ولاشك أن فوز منتخب مصر ببطولة كأس الأمم الإفريقية مرتين متتاليتين له دور كبير في ارتفاع قيمة الدوري المصري.