رياضة

"سوبر" .. ضرورات المال .. أم أضرار النجاح؟!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

"سوبر" .. ضرورات المال .. أم أضرار النجاح؟!

عـلي ريـاح

aliryah@hotmail.com


إذا صدقت الأخبار ، وتوقفت أكثر المطبوعات الرياضية العربية أناقة وحضورا ، فان مسمارا آخر يُدق ـ عن عمد وربما تشفٍّ ـ في نعش الإعلام الرياضي العربي الذي صار يستمرئ الغث والسمين الذي تتوفر له عناصر البقاء والنماء ، فيما يكون الانزواء والذبول والتلاشي مصيرا محتما يترصد المطبوعات المحترمة التي تلقى الرواج والقبول لدى المتلقي العربي مهما اختلفت مشاربه واهتماماته!
"سوبر" الأسبوعية الإماراتية التي تعدّ بالفعل نموذجا للصحافة الرياضية الميدانية المميزة ، ستنهي رحلتها وستتوقف عن الصدور عند نهاية الشهر الحالي ، والمبرر الوحيد الذي سيق لتدبيج قرار قتلها هو أن ميزانية المؤسسة التي تصدرها لم تعد تحتمل النفقات الواسعة الناجمة عن إصدار المجلة بهذا الشكل المتفرد القشيب بما يصحبها من هدايا أسبوعية تكمل المضمون الرصين الذي تتناوله المجلة التي شقت طريقها إلى الأوساط العربية وحظيت بإقبال منقطع النظير ، وهو ما يجعل قرار وقفها استهانة كبرى بالمتلقي العربي في زمن انحسرت فيه المطبوعات المتاحة التي ترتقي بعقلية القارئ ولا تستولي على كل ما في جيبه!
ستتوقف "سوبر" التي افخر بأنني كنت من أوائل كتابها يوم كانت مجلة شهرية تصدر في دبي وكان رئيس تحريرها محمد بن ثعلوب ويشرف على تحريرها الكاتب والأديب العراقي جاسب عبد المجيد، ثم تركت الكتابة فيها بعد إلحاح شديد للتفرغ من قبل أسرة مجلة "الصقر" القطرية أشهر المجلات الرياضية العربية وأعرقها والتي أصابها هي الأخرى التوقف قبل سنتين من الآن ، بعد ان كانت شاخصا سامقا لا يُبارى في طول المشهد الإعلامي العربي وعرضه ، بفضل ربانه الكبير سعد الرميحي ومعه خيرة الكفاءات الإعلامية ومنها الأصدقاء الزملاء حسن المستكاوي وظافر الغربي ومبارك عمر سعيد ومحمد بنيس ومجدي زهران وفايز عبد الهادي ومحمد الجزولي وغيرهم ..
كنت أقول للزميل جاسب بعد العدد الأول : "هذا الإبهار الشديد الذي تتميز به "سوبر" ربما سيكون في يوم من الأيام سببا في وقفها .. المجلة تباع بسعر زهيد وكلفتاها عالية جدا ، وعدد صفحات الإعلان فيها محدود" .. ولم انتظر رد زميلنا الدمث الذي وقف وراء نجاح إصدارها الأول قبل ان تتحول إلى أبو ظبي وتشهد انطلاقة ساحرة تقف وراءها نخبة من ألمع الصحفيين العرب في مقدمتهم الزملاء أسامة الشيخ وعز الدين الكلاوي وأيمن بدرة وبلال المسلمي فضلا عما استقطبته من الكتاب المرموقين على امتداد الساحة العربية..
لا يعقل ان تكون "سوبر" ضحية لازمة اقتصادية بدا العالم في التعافي منها شيئا فشيئا ، ولا يصح أن يقال إن ميزانية إصدار المجلة تثقل كواهل مؤسسة كبرى مثل شركة أبو ظبي للإعلام وهي شركة لها امتداداتها وإصداراتها الراقية .. منها اليومي ومنها الأسبوعي .. فيها ما يعني بالسياسة .. وما يتربط بالأسرة .. ومنها ما يتعلق بالطفل ، فهل ستضيق ميزانية الشركة على "سوبر" الإعلام الرياضي العربي؟!
هل باتت "سوبر" عالة على الشركة التي تدير النشر فيها عقول أجنبية لا تعرف الحاجة الحقيقية للقارئ العربي ، ويقال إن الشركة تنفق سنويا مبلغ مليار ونصف المليار درهم على إصداراتها المختلفة وبينها جريدة "ناشيونال" اليومية التي تصدر بالانكليزية وتكلف الشركة ستين مليون درهم شهريا ، بينما لا تكلف "سوبر" سوى عـُشر هذا المبلغسنوياً بكل ما حققته من سمعة وحضور؟!
ثمة فرصة للتراجع عن قرار إلقاء "سوبر" في غياهب الضياع بعد كل ما حققته وأنجزته في عمرها القصير نسبيا والحافل بنجاحات لن تجرؤ مطبوعة أخرى حتى على مجرد التفكير فيها .. هل هي الضرورات المالية ؟ أم أن حجم المطبوعة هذه قد نما ، واتسع ، ولم يعد في وسع أحد كبح هذا النجاح وأصحابه إلا باجتثاثه واجتثاثهم من الجذور؟!
المصيبة أن نفكر في الاحتمال الثاني .. فهل يقلق نجاح جارف بهذا الحجم أصحابه وهم أدعى أن يحتفلوا به؟!
لا استطيع أن استوعب الأمر على النحو الذي يبرر "قتل" أم المجلات الرياضية العربية .. فلا الضرورات المالية تبيحه ، ولا أولويات الربحية المالية تقتضيه .. والذين يملكون قرار الإغلاق مطالبون بالتفاتة ، ولكنها مسؤولة ، ستستغرق برهة قصيرة .. التفاتة إلى هذا القارئ العربي الذي ينال من الفرح نصفه ، فما أن يرى المشاريع الصحفية الكبرى تكبر أمامه حتى يكون اتساعها سببا في هدمها!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مبلغ عقد لاعب
محمد الصرايرة-عمان -

هذه المجلة الرائعة لا تكلف حسب كلامك يا استاذ علي غير مبلغ عقد لاعب محترف ولكن علينا ان ننظر الى ـاثيرها القوي وسمعتها الطيبة.. الا يكفي ذلك للحفاظ على المجلة - تيحاتي لك يا اخ علي على صراحتك حتى لو كانت قاسية بعض السئ .. والواضح اانا كلنا سنفتقد مجلة سوبر وسنفتقد نجومها من الكتاب كما فقدنا من قبل مجلة الصقر العظيمة

قولوا كلام ثاني
سامي كريم - مصر -

قولوا كلام ثاني - قولوا السوبر لن تتوقف - قولوا ان الامارات سترعى هذه المجلة الكبيرة وكتاباتها الجميلة العميقة - انا غير مصدق لخبر توقف المجلة وغير مصدق اكثر ان الفلوس هي سبب التوقف - هل ستبخل دولة غنية مقل الامارات على واجهة الاعلام الذي تمثله المجلة الرياضية الرائعة - حد يجاوبني على السؤال هذا (اذا كانت مجلة سوبر لا تستحق بعض المال لكي تستمر فهل تستحق مجلات اخرى ان تستمر وهي مجرد ورق وكلام لا معنى له)؟؟؟؟

صح لسانك
سعيد الهاملي -

اقول صح لسانك يا كاتب لأن مجلة سوبر انجاز لبلدي الامارات ولازم نحافظ عليه - وليت صوتك يوصل للمسؤولين بوزارة الاعلام

خسارة
خليجية -

قرار غلق المجلة قرار غير صحيح ونحن تعودنا على قراءتها من زمن وانا اجد بيها كل شي جميل وحلو - خسارة للقراء

صدقت يا بوزيد
محمد -

بصراحة خبر صدمني واتمنى ان يتم تغير القرار لانه سوبر بصراحة افضل مطبوعة رياضية في العالم العربي شكرا يا بوزيد على المقال الرائع مثلك

والله حرام
سعيد -

نسيت تذكر خلدون الشيخ وشادي سمير ومنصور عبدالله مع صناع المجلة كل شخص منهم لديه اسلوب شيق في كتابت موضوعرغم اني لست امراتي -ايراني جنسية-بس استمتع بقراءة السوبر اسبوعيا هي عامله فرق في نوعية الطرح

سوبرضرورات المال
بغدادي -

اتفق مع الكاتب ان مجلة سوبر ومن العدد الاول الذي همست لصديقك بفشل الجريدة انها استعانت بكتاب ليس لديهم الجراة لتشخيص الخلل الذي مرت به وعندما تاكل الارضة اساست الجدران فانها ستنهار على رؤوس موظفيها والقراء ونفذ بجلده من الكتاب من نفذ ليكتب قصيدة رثاءويعللو وهم نفسهم مثل رياح كتبو رثاء للوكن الخلل في سوبر الرائعة اعتمدت على اناس يريدو النجاح الشخصي