رياضة

الأندية السعودية للبيع

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تمنيت لو أن الخبر الذي بثته وكالات الأنباء العالمية حول قيام الشيخ منصور بن زايد آل نهيان بشراء نادي مانشستر سيتي لم يكن صحيحا، ليس لأنني منافس له على الصفقة شراء النادي الإنجليزي، كون حسابي البنكي-ببساطة- لا يحتفظ برقم واحد من تلك الأرقام الفلكية التي بثتها وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، ولا خوفاً من أن يهدد مانشستر يونايتد ناديَّ المفضل على زعامة الكرة الانجليزية، لأنني أرى ذلك بعيد المنال على الأقل في المدى المنظور.

أمنيتي تلك انطلقت حسداً فقط من الكرة الانجليزية، التي وجدت في الأجانب، ومنهم العرب ضالتها في إنعاش سوقها التي بات يخيم عليها شبح الأزمة المالية العالمية، فقبل الشيخ منصور بن زايد، اشترى الملياردير الإماراتي سليمان الفهيم نادي بورتسموث، في حين لازالت وكالات الأنباء والصحف العالمية تتداول بين وقت وآخر أخبارا تتعلق بمفاوضات يجريها مستثمرون خليجيون لشراء أندية أخرى عالمية، كما فعلت مع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والشيخ أحمد بن صقر القاسمي، ورجل الأعمال السعودي علي الفرج، والملياردير الكويتي ناصر الخرافي، وإن كان بعض تلك الأخبار قد تم نفيها.

ولأنني مؤمن بالمثل الذي يقول: "جحا أولى بلحم ثوره"، فقد كان أولى للمستثمرين الخليجيين أن يستثمروا في أنديتهم المحلية؛ ولكن أنَّى لهم ذلك، ومشروع خصخصة الأندية في كل الدول الخليجية بدا وكأنه بات مستحيلاً رابعاً يضاف إلى المستحيلات الثلاثة، فمشروع خصخصة الأندية السعودية -مثلا- هو (مشروع سلحفائي)، بل أعظم من ذلك، فهو أشبه ما يكون بحبوب (الفاليوم) التي توزع على الوسط الرياضي عند كل أزمة، أو منعطف تدخله الرياضة السعودية، فمن خلاله تم تنويمه بعد فضيحة (ثمانية ألمانيا) في مونديال 2002، وبه أيضاً تم تسكين اندفاعه تجاه مشروع (ابن همام) بتحويل الأندية الآسيوية إلى كيانات تجارية، وسيكون (فاليوم الخصخصة) سيد الموقف هذه الأيام، حيث نشهد فشل بلوغ مونديال جنوب أفريقيا.

المستثمرون الخليجيون في الأندية الأوربية يتعاطون مع الأمر على نحوٍ اقتصادي صرف، ولذلك فلا يمكن لهم أن يضخوا كل تلك الأموال لمجرد العاطفة أو المباهاة، وبالمثل فلا يمكن لأي مستثمر سعودي أن يغامر بأمواله في الأندية السعودية، وهو يعلم أنها لا تدر عليه ريالاً واحداً، وإن دفع البعض منهم بضعة ملايين، فإنها لا تمثل سوى الفتات التي يجني من ورائه (البرستيج) الذي يفوق ما دفع، باعتبار أن الرياضة أسهل طرق الشهرة.

الغريب في الأمر أنه في الوقت الذي يسعى فيه مجلس الشورى لتسريع عجلة خصخصة الأندية، ثمة من لا زال يصر على وضع العصي في دواليبها، ومن هنا تزاد مأساة الرياضة السعودية، التي لن تقوم لها قائمة حقيقية، حتى نرى سباقا على أنديتها، وذلك بعد تعليق يافطات مكتوب عليها (الأندية السعودية للبيع).

عن الرياض

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف