كريم صدام : من الصعب أن يفوز العراق ببطولتي الخليج وآسيا

أكد نجم كرة القدم العراقي السابق كريم صدام أنه من الصعب على المنتخب العراقي تحقيق نتائج جيدة في بطولتي الخليج العربي وأمم آسيا ، اللتين ستقامان خلال الأشهر القليلة المقبلة ، مشيرا الى أن الظروف الحالية غير ظروف عام 2007 ، بالاضافة الى ان التقاطعات الادارية التي تحيط بالاتحاد العراقي سيكون لها تأثير كبير على اللاعبين.

وقال كريم الذي يعمل حاليا مدربا لفريق الحلة في حوار صريح مع (ايلاف) ان الالماني سيدكا مدرب المنتخب هو وليد الاشكالات الحالية للاتحاد ، وانه في بطولة غربي اسيا التي خرج منها العراق بعد خسارته امام ايران في دور نصف النهائي لم يترك بصمة.

كما قال كريم ان ما يحدث في الاتحاد من خلل يشترك الجميع في مسؤوليته ابتداء من الحكومة الى اللجنة الاولمبية ، واوضح خلال اللقاء حبه لفريقه الام الزوراء معربا عن تفاؤله بالادارة الجديدة التي يقودها الكابتن فلاح حسن ، مشيرا الى الرغبة كبيرة في ان يكون الزوراء انموذجا للاندية المميزة والكبيرة .

- لماذا فريق الحلة ؟
- انه فرصة تدريبية والفريق مؤهل للدوري الممتاز ، وعندنا تذهب الى محافظة ، يعتبر الفريق منتخب هذه المحافظة فكل الناس تحب هذا الفريق ، بالتأكيد واذا ما حققت انجازا فكل الناس تهتم بهذا الانجاز ، بالاضافة الى ان هذه هي مهنتنا .. كرة القدم ، أي مجال تروح له كرة قدم .

- ولماذا لم تكن مع احد اندية بغداد ؟
- لست انا صاحب القرار ، هو عرض وطلب والمدربون صاروا اكثر من الفرق ، وفي بعض الاحيان تلعب العلاقات ، وانا لا اعزوها للعلاقات بقدر ما أعزوها للادارات التي ترى ان مصلحتها تكمن مع هذا المدرب وتتخذ المدرب الذي تريده .

* هل وجودك مع الحلة للتعبير عن هوايتك ام كمدرب محترف ؟
- لالالا.. ابدا ، نحن نعمل كمحترفين ولا يوجد هواة ، ناس محترفون وكسب ارزاقنا وفتح بيوتنا من خلال هذه المهنة لان كرة القدم صارت احترافا حاليا ، تفتح بيوتا وتعيل عوائل ، لذلك نمارس عملنا في أي مكان كان ، وبالتأكيد فيه مردود مادي .

* الزوراء بيتك الذي مر بأزمة عصيبة وفي وقت كان يحتاج فيه الى مدرب لماذا لم تكن معه ؟
- هنا .. عليك ان تتعامل مع نوع الازمة ، انت لا تأخذ الازمة بالمطلق بقدر نوع الازمة وعلاجها ، الازمة كانت ادارية مع اشخاص في الادارة ، ومتى ما كان عندك تقاطع مع الاشخاص هؤلاء ليس من الممكن ان تكوّن لك بيئة من الممكن ان تنضج فيها وان تبدع فيها ، الان تغير الوضع ، البيئة تغيرت ، جاء الكابتن فلاح حسن ، نحن متواجدون بشكل فعال ، ليس لدينا منصب اداري او فني في الادارة ولكننا نلعب دورا ايجابيا والحمد لله بشهادة رئيس النادي الكابتن فلاح حسن ، واستطعنا ان نتواصل مع السيد وزير النقل واستطعنا من خلال جهود الكابتن فلاح ونحن معه كلاعبين ان نربط النادي مع وزارة النقل ، واستطعنا ان نجلب الاموال المجمدة للنادي ، وحقيقة.. شعرنا انه طموحنا كرياضيين بغض النظر عن الزوراء ، نتمنى ونطمح ان يكون نادي الزوراء ناديا انموذجيا بتعامله مع الجمهور ، مع المدربين ، لذلك كنا انا وعبد الامير ناجي زميلي في الفريق ، ليس لدينا مناصب ادارية ولكننا نتواجد لنؤدي خدمة دون مردود مادي بقدر ما نحس انه كنادينا ونخدم له خدمة .

* لماذا لم يستدعوك للتدريب في تلك المرحلة العصيبة ؟
- لان المشكلة كانت قائمة ، وانا اعتبروني طرفا ، لم اكن ضد او مع ، بقدر ما كنت ارى الصح والخطأ ، هذه فلسفتي الخاصة ، عندما كنا مع احمد راضي ، كثير من الناس كانوا متقاطعين معه ، ولكننا كنا نرى احمد الصح ، لذلك اشتغلت معه واشتغلت مساعد مدرب ، لان مصلحة النادي تتطلب ان اكون في هذا الموقع لدعم احمد ودعم النادي ، اما الفترة الاخرى حيث جاءت هيئة ادارية بقيادة الاخ سلام هاشم ، فكان هناك تقاطع اداري في وجهات النظر ، ما كان يرغب في وجودنا في النادي ، بمعنى .. ابو البيت لايرغب بك في البيت ، فأكيد تحترم نفسك وتنسحب .

* هل انت متفائل بمستقبل الزوراء ؟
- جدا ، دعك من الامور الفنية ، كرة القدم ليس فيها ضمان ، من الممكن ان تعمل فريقا جيدا ولا تأتي بنتائج ، ولكنني اعول على الامور الادارية ، نتمنى ان يكون نادي الزوراء نموذجيا في تعامله الاداري ،باستيفائه عقود اللاعبين وتعامله مع الرياضيين والاعلاميين ، لذلك فالكابتن فلاح حسن والادارة الموقتة معه يبوبون الامور ، انا كرياضي ، احس بها .. طموحي ، لذلك نحن نساعدهم في هذا المجال عسى ولعل ان ينجحوا ويصير النادي نموذجا في هذا الوضع المرتبك للكرة العراقية .

* ما رأيك بالدوري الذي مضى ؟
- رأيي من رأي الناس ، فيه شوائب ، فيه اخطاء كثيرة ، وكان هدفه مصلحة شخصية ، لا يوجد هدف رياضي ، ولكنه فرز الكثير من الامور ، فرز لاعبين متميزين ، فرز ادارات متميزة ، فرز مدربين جيدين ، هذه فوائده ، اما علاته فهي اكثر من فوائده .

* ما ابرز ما اشرت إليه من علات ؟
- اولا طول مدة الدوري ، واشراك فرق ما كانت مؤهلة لكي تشترك بصورة عامة ، وبعض الفرق سقط ولم يستطع ان يكمل ، كما فرز سلبيات في التحكيم ومن خلال تقديم المستوى ومن خلال مراقبة الاتحاد للعقوبات ، ترى الكثير من الاندية خالفت دستور رياضتنا من خلال انسحابها وعدم لعبها مع فرق اخرى ، ولم تصبهم اي عقوبة ، الا عقوبة عدم لعبهم مباراة اخرى بلا جمهور او عقوبة مادية وهذه انا اعتبرها بتقديري الشخصي فسادا للرياضة العراقية ، فالمفروض.. الذي يسيء للكرة العراقية يعاقب عقوبة بحيث لا يعيد مخالفاته مرة اخرى ، انزله درجة ثالثة حتى لايعيد الكرّة مرة اخرى ويؤثرفي مسيرة الرياضة العراقية .

* هل تعتقد ان الدوري انتج لاعبين فعلا ؟
- نعم .. انتج لاعبين ، وهذه من فوائده ، ولكن نحن كرياضيين وكشارع رياضي ليس بمقدار طموحنا ، لو كان الدوري اقل عددا واقل مباريات لكان اللاعبون انحصروا في فرق اقل وتكون الكمية قليلة ولكن النوعية افضل .

* هل هناك لاعبون لفتوا انتباهك ؟
- كثيرون لاسيما من لاعبي الفرات الاوسط ، ولكن للاسف لم تبرز جهودهم لان فرقهم ضعيفة ، هناك خامات متى ما صقلت وجرى بها اهتمام .. انا متأكد انها ستأخذ دورها في المنتخبات الوطنية .

* بما انك مهاجم .. هل وجدت مهاجمين جيدين فعلا ؟
- نعم ، بغض النظر عن الاسماء ، هناك حس تهديفي عند الكثير من اللاعبين ، خاصة ان هناك لاعبا بالفطرة ، متى ما صقلت موهبته ونعطيها نوعا من العلمية من الممكن ان يكون نجما ، ومثلما تعرف ان اللاعب متى ما بدأ بخط الشروع لا بد من وجود من يسانده في هذا الاندفاع ، والمشكلة خاصة في المحافظات الجنوبية والفرات الاوسط يبدأ اللاعب ومتى ما وصل مرحلة تجده لا يكمل ، ويبدأ العد التنازلي ويرجع الى الخلف ، وتعرف احيانا الوضع المالي او الاجتماعي لا يساعده في تكملة مسيرته ، فالكثير من النجوم سقطوا في هذه الاشكالية .

* مشاكل الاتحاد .. اين انت منها ؟
- نحن نشخص ، ولكن ليس لدينا دور ، حتى انه ليس لنا حق بالتصويت ولا حق المشاركة ، الاتحاد ارتأى ان يختزل كل المدربين وكل اللاعبين بشخص واحد ، هذا العراق الذي فيه 30 مليون نسمة او اكثر ، واعتقد ان ثلاثة ارباعه رياضيون اختزله الاتحاد بـ 63 شخصا في التصويت ، اذن هي توليفةخطأ ، حسب رأيي انا ، ومتى ما انا وسعت الهيئة العامة فهذا يعني ان قبولي اكثر ، ومتى ما صغرت الهيئة العامة وعندي هدف من ورائها فهذا فشل بحد ذاته .

* انت مع او ضد التمديدات التي قام بها الفيفا للاتحاد العراقي؟
- بالتأكيد ضد ، وضد الاتحاد ايضا ، والشارع الرياضي بالضد ، من هو المستفيد ؟ ، الاتحاد الان عمره سبع سنوات ، الحكومات ليس عندها اعمار كهذهفي ظل تمديد الاتحاد الدولي (فيفا) ، وما ان تتحرك الحكومة .. يهددون بالفيفا مع الاسف ، انا اعرف اتحادات اخرى مثل الاتحاد المصري ، سمير زاهر قبل مدة الدولة ابعدته عن رئاسة الاتحاد ، لكنه لم يلتجئ الى الاتحاد الدولي ، بل انه قال هذا بلدي وهذه رياضتي ، واذا ما قبلت الدولة ممكن ان انسحب ولا اضر الكرة المصرية ، انظر الى اتحادنا وكيف صار ، الاتحاد فورا .. اشتكى عند الاتحاد الدولي فأوقفوا رياضتنا ، انظر الى هذا المثل اين وهذا المثل اين ؟ .

* اين الخلل ، في الحكومة، ام في الاولمبية ؟
- الكل مشتركون في الخلل ، كل واحد عنده ذنب ، لا نغفر للاولمبية ولا نغفر لتدخل الحكومة غير المدروس ، ولا مماطلة الاتحاد في سبيل تمديد عمره ، الاتحاد ليس لديه ارضية الان ، فقط الذين يروجون للاتحاد والذين هم من المستفيدين منه ، الحكومة دخلت بشكل خاطئ ، اخذته من مجال القوة والسلطة وهذاخطأ ، لا يجوز ، يجب ان يكون هناك مستشارون يفهمون اللعبة بشكل صح ، ومن الممكن ان يكون لكل مشكلة حل ، فالحكومة تدخلت بشكل متسرع ومن دون استشارة الرياضيين المعنيين ، فوقعت في الخطأ .

* ما رأيك بوجود سيدكا مع المنتخب ؟
- سيدكا من ضمن المنظومة الاشكالية التي حدثت ، انه وليد المشاكل ، سيدكا .. اكيد له باع تدريبي جيد ، ولكن هل هو المدرب الذي يحل هذه المشكلة؟ ، نعلم ان الاتحاد يشتكي دائما : ليس لدينا مدرب وليس لدينا فلوس ، حتى مع احترامي للاسماء المنضوية تحت المنتخب فيها نوع من اللغط ، الشارع الرياضي يعرف هناك لاعبون لم يستدعوا بينما المفروض ان يتم استدعاؤهم للمنتخب الوطني .

* من يتحمل عدم استدعاء اللاعبين الجيدين ؟
- الجهاز الفني ، وهذا الظاهر، ولكن ما خفي كان اعظم .

* هل يلام سيدكا على النتائج في غربي اسيا ؟
- سيدكا جاء خلال فترة قصيرة ، ولماذا المساعدون العراقيون معه ؟ يجب ان تكون لديهم وجهة نظر ،ولكن تبقى هذه وجهات نظر ورأي الشارع الرياضي ، كرة القدم وجهات نظر ليس فيها حسابات مئة بالمئة بحيث إن واحدا زائد واحد .. اثنان ، لربما هناك لاعب يفيد المنتخب حسب وجهة نظري ، فيما الكابتن ناظم شاكر المساعد لسيدكا يقول انه لا يفيدنا في هذه المرحلة ، لذلك هي تبقى وجهات نظر .

* هل وجدت بصمات لسيدكا على المنتخب ؟
- لا تظهر بسهولة ، لان هناكتوليفة جديدة ، نحن كمتلقين او شارع رياضي عندما ننظر الى المباريات عندنا في مخيلتنا يونس محمود وقصي منير وغيرهما ، نفكر بهم ولا نفكر بغيرهم ، وهذا خطأ ، نحن ننظر الى واقع الحال ، نحن .. اذا ما اصيب يونس غدا او نشأت كان خارج (الفورمة) او قصي لم يكن جاهزا ، كيف تعمل الكرة العراقية ؟ ، يجب على الاتحاد ، يجب على الكادر التدريبي ان يعمل (فريق ظل) ، والعراق ولاد بالنجوم ، هناك لاعبون قبل بطولة غربي آسيا ليسوا نجوما، اليوم اصبحوا نجوما ، والمشكلة الكبيرة نحن ابطال اسيا ، والترتيب الرابع في الاولمبياد لا نشارك في الدورة الاسيوية ، من يتحمل هذا الموضوع ، العراق مستعد ان يقدم اكثر من خمسة فرق تخدم الكرة العراقية ، الاتحاد لا يشارك بفريق اولمبي أعتبره تجنيا على الرياضة العراقية .

* هل ترى انه من الصحيح الاعتماد على اللاعبين المحترفين في البطولات المقبلة ؟
- اسلوب الاحتراف .. يجب ان نعي ما يعنيه الاحتراف ، ونتعلم من دول اوروبا ، انه لا يوجد إعداد لبطولة اكثر من شهر او شهرين ، أثناء تواجد اللاعب المحترف في النادي من غير الممكن ان يعطيه للمنتخب اكثر من اسبوع ، يجب عليك انت كمدرب ان تتأقلم ان هذا اللاعب خلال اربعة او خمسة ايام تأقلمه وفق ما تريده وان يلعب لك مباريات دولية ، سابقا كنا ايام الكابتن عمو بابا (الله يرحمه) كان يفرغ اللاعبين من انديتهم لمدة شهرين او ثلاثة ولا نلعب مع فرقنا في الدوري ، الان احتراف والاندية تدفع مبالغ ، ومن غير الممكن ان يعطيك لاعبه ولا يلعب معه في الدوري ، لذلك بطولة غرب اسيا لانها ليست من ضمن الاتحاد الاسيوي لم يعطوا المحترفين ، سابقا كنا نحشد كل الامور في سبيل هذه البطولة .

* هل انت مع ان يلعب امم اسيا اللاعبون أنفسهم الذين لعبوا وفازوا في البطولة السابقة ؟
- لالالا ..، انا مع التغيير لان الاعمار تغيرت ، ولأن شبابنا الان تقريبا تعدوا الثلاثين من العمر الذين شاركوا في بطولة امم اسيا الاخيرة ، فيجب ان يكون هناك رافد ، والعراق غير عاجز عن ايجاد روافد اخرى للمنتخب الوطني .

* كل الاخبار تؤكد ان المدرب سيستدعي المحترفين لبطولة امم اسيا من اجل الفوز ، فما رأيك ؟
- ليس فيها ضمان ، لو ترجع شريط الذكريات الى الخلف في بطولة امم اسيا 2007 لوجدت ان فوزنا على استراليا كان انقلابا في البطولة ، بالهدف الذي سجله هوار من كرة ناولها له نشأت هو الذي قلب البطولة ،ولا تقدر ان تنسى انتفاضة الشارع العراقي السابقة ، الانتفاضة الشعبية في البلد وتعطي رسائل وقت الارهاب ، الزمن والظرف الخارجي ساعد اللاعبين على الحصول على البطولة ، اللاعب الذي هناك وتأتيه الاخبار ان الشعب العراقي في حرب في الشوارع وفاز العراق وهدأت الامور وطلع الشعب متظاهرا ، اللاعب جزء من الشعب العراقي ويحس ان المسؤولية الملقاة على عاتقه هي اسعاد الشعب العراقي ، هذا الظرف اختلف ، الارضية الان غير موجودة التي تحضهم نحو الامام ، هناك تقاطعات ادارية ، وناس مع الاتحاد وضده ، هذه الروحية هي التي سيذهب بها اللاعبون مع المنتخب الى البطولة ، الروحية المنهارة والمهتزة في هذا الوضع .

* هل انت متفائل ام متشائم بصراحة ؟
- على الوضع الراهن لا اعتقد اننا سنحقق شيئا يفرحنا ، بحيث اننا نحصل على البطولتين ، انه شيء صعب في الظرف الراهن ، بسبب التقاطع الاداري ، حاليا الحكومة غير راضية عن الاتحاد ، كذلك اغلب الشارع العراقي عنده تقاطع مع الاتحاد ، هذا اكيد ان المنتخب سيولد نتيجة ما يحمله من رحم اداري تجاه الوضع .

* هل له تأثير على اللاعبين فعلا ؟
- له دور مؤثر جدا ، لانه لا يمكن ان تسلخ اللاعب عن محيطه الخارجي ، نحن نتمنى ان تهدأ ولكن على صح وليس على خطأ ، هذا التمديد الاخير هل توافقني الرأي انه غلط ، تمديد لمدة سبع سنوات ، نتمنى الهدوء ولكن سيكون سيفا ذا حدين ، في حال تحقيق نتائج ايجابية يعتبر نجاحا للاتحاد ، وفي حال تحقيق نتائج سلبية فللاتحاد موقف ثانٍ تجاه وضعه الحالي .