إنشقاق في صفوف مانشستر سيتي ومصير مانشيني يتقرر بعد الدربي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
طالب روبيرتو مانشيني، المدير الفني في مانشستر سيتي، من لاعبيه أن يكونوا متحدين ويركزوا على مباراتهما المقبلة يوم الأربعاء عندما يستضيف ايستلاند مانشستر يونايتد، بعدما عانى الفريق من ثلاث خسائر متتالية في كل المنافسات، خصوصاً الهزيمة القاسية 3-1 أمام ليخ بوزنان البولندي في مرحلة المجموعات لبطولة يوربا ليغ.
__________________________________________________________________________
مانشيني يرتدي معطفه الأسود مع وشاح مان سيتي
مانشستر: في الوقت الذي نفى الايطالي التقارير التي ذكرت أن هناك انشقاقات داخل صفوف ايستلاند وإصراره على أن القصص التي نشرت في وسائل الإعلام مؤخراً ليست صحيحة، فإن أنصار النادي يعرفون جيداً أنه إذا ارتدى مانشيني معطفه الأسود فإن هناك أموراً سيئة، وعندما يضع الوشاح الأزرق والأبيض حول رقبته فإن هناك إشارات إلى وجود أزمة خانقة.
وقد لا يكون مانشيني ومانشستر سيتي يمران بمرحلة التحول فحسب، ولكن الطريقة التي تعامل المدير الفني مع لاعبيه بعد خسارته 2-1 أمام وولفز في الدوري مؤخراً كانت علامة بارزة للضغوط والتوترات التي انسحبت على الجميع في ايستلاند.
وسبق لمعظم المراقبين أن توقعوا بأن يكون مانشستر سيتي منافساً حقيقياً للقب الدوري الممتاز، خصوصاً بعدما فاز على تشلسي في الآونة الأخيرة، ولكن الهزيمتين أمام ارسنال، والأكثر ازعاجاً بسبب الملابسات في غرفة تغيير الملابس، أمام وولفز، كشفتا وجود الشقوق في الواجهة.
وأشار غاري كوك الرئيس التنفيذي في النادي عندما اقيل المدير الفني مارك هيوز في الموسم الماضي إلى "مسار النتائج"، لذا فإن مانشيني سيحتاج إلى إصلاح الأضرار وبسرعة، لأن جدول المباريات جعل مهمة الايطالي صعبة، فمع رحلة إلى مباراة اليوم أمام ويست بروميتش البيون، الذي فاجأ الجميع بنتائجه المذهلة، فإنه سيقابل مانشستر يونايتد على أرضه يوم الأربعاء التي يمكن أن تحدد مصير الايطالي وقد يكون كبش الفداء، خصوصاً مع الأصوات التي تتعالى بأنه فقد السيطرة في غرفة تغيير الملابس المليء باللاعبين الذين يحصلون على أجور ومكافآت سخية مع عدم مشاركة بعضهم لوقت طويل بسبب سياسة التناوب التي يستخدمها.
وسبق لمانشيني أن لام بعض لاعبيه بما فيهم ثلاثي منتخب انكلترا جو هارت وغاريث باري وآدم جونسون بسبب ثبوت تعاطيهم الكحول عند سفرهم إلى اسكتلندا في يوم عطلتهم، بالإضافة إلى الاختلاف الواضح بين ايمانويل اديبايور وفينست كومباني خلال مباراة النادي ضد وولفز، فيما علم أن يايا توري وجيمس ميلنر تشابكا في فترة الاستراحة خلال خسارة النادي أمام ارسنال.
واستبعد مانشيني روكي سانتا كروز، الذي كان واحداً من العناوين البارزة في الصحف الانكليزية منذ انضمامه إلى ايستلاند من بلاكبيرن بصفقة قدرت بـ18 مليون جنيه استرليني، بعدما أدعى علناً أن المهاجم كارلوس تيفيز أصبح يحن للعودة إلى بلاده الأرجنتين والتي سببت في تراكم الصداع عند الايطالي. وأداء تيفيز الرائع منذ وصوله من مانشستر يونايتد جعلته مُحظر لمسه في ايستلاند الذي كانت لديه أيضاً مصادمات مع مديره الفني مثل المشاجرة التي وقعت بينهما في فترة الاستراحة بين الشوطين خلال الفوز 2-1 على نيوكاسل.
وعلى رغم كل ذلك، لم يفقد مانشستر سيتي المنافسة على لقب الدوري الممتاز هذا الموسم، لأن هناك متسعاً من الوقت لمانشيني من استعادة الوضع، خصوصاً أن النادي كان مثيراً للإعجاب عندما فاز على ليفربول، والأهم من ذلك، على تشلسي المتصدر.
وكما هو الحال دائماً مع مانشستر سيتي، فهناك جانب مظلم لهذا النادي الكبير، الذي يبدو أنه يتمايل تدريجياً نحو الهاوية. لأنه في الوقت الذي توجد في معسكره مواهب عدة، إلا أنه ترافقه أيضاً شعور من الاضطرابات. ومن دون تيفيز فإنه يفتقر إلى القيادة.
ولم يقتنع الكثير من المراقبين مما عرضه مانشيني قبل بداية هذا الموسم، حتى أن بعضهم اقترح أن يكون حذراً من طريقة استخدام موارده الهائلة، ناهيك عن الأجور العالية واللاعبين المغرورين الذين تحت تصرفه. ولمانشستر سيتي وفرة من اللاعبين الموهوبين ولكنه يفتقر إلى هيكل واضح، ففي حين يبدو أن مانشيني خسر في بعض الأحيان بسبب تكتيكاته الضبابية، إلا أنه وضع خطة رائعة ليضع حداً لانتصارات تشلسي، إلا أن إجابته كانت محيرة في المباراة ضد وولفز عندما أشرك المدافع بابلو زاباليتا محل المهاجم اديبايور.
ومازالت تحوم حول الايطالي الشكوك لطبيعته المحافظة من عدم استخدامه للثروات الهجومية التي لديه، مثل جونسون وجيمس ميلنر على الجناحين واديبايور وتيفيز معاً وسطهما. وقراره السماح لكريغ بيلامي بالانضمام إلى كارديف سيتي على سبيل الإعارة بعد إعادة النظر في ضوء النتائج الأخيرة، أصبح واضحاً أن مانشستر سيتي ليس كبيراً بما فيه الكفاية ليكون كلاً منهما في ايستلاند تحت أي ظرف من الظروف. وسيتراكم الضغط على مانشيني إذا لم يستطع الحصول على نقاط لائقة من مباراتيه أمام البيون ومانشستر يونايتد. وكان يجب ألا يلام وحده، خصوصاً إذا استمرت المشاكل في النادي.
ولم يكن هناك اقتناعاً كلياً بمانشيني عندما وصل إلى ايستلاند، ومازال السؤال قائماً عما إذا كان مايزال هو الرجل المناسب لقيادة النادي إلى النجاحات التي تتناسب مع ثرواته. ولكن هذا لا يمنع من وجود قدر من التعاطف مع محنته الحالية. وسيقبل الايطالي نصيبه من المسؤولية، ولكن ألم يحن الوقت لبعض اللاعبين من إظهار بعض المسؤوليات الخاصة بهم؟ ويبدو أنه مازال غير قادراً على فهم الثقافة التي يرى فيها أن اللاعبين يتوجهون إلى اسكتلندا في يوم عطلتهم لممارسة لعبة الغولف وتعاطي الكحول - وأنه ليس وحده في عدم فهم تلك الثقافة.
وبالتأكيد فهو محق من أن يتوقع، على أقل تقدير، قدر من الانتعاش والاستعداد من اللاعبين الأثرياء جداً. ولكن هل حقاً يجب أن يكون قلقاً بشأن ما قد يحدث لهؤلاء في يوم عطتهم؟ فهو مديرهم الفني وليس ولي أمرهم. وقال الايطالي المندهش بعد حادثة اسكتلاندا: "أنا لا أفهم لماذا اختاروا الذهاب إلى هناك، وأنا غير راضٍ عن ذلك، فنحن نلعب كل ثلاث أو أربعة أيام في هذه اللحظة، فمن الصعب استعادة اللاعبين للياقتهم".
وماذا عن الاقتراحات التي تؤكد أن العديد من اللاعبين في تشكيلة فريقه سوف لن ينعون رحيل مانشيني، خصوصاً الذين يكافحون من أجل التعامل مع أساليب تدريبه ونهجه المتحفظ؟ وألم يحن الوقت للاعبين للتوقف عن الشكاوى والقيام بمهماتهم بكل بساطة؟
الخبر السار في مانشستر سيتي أنه يحتل حالياً المركز الرابع في الترتيب، وهو في موقف صحي نسبياً في الدوري الممتاز، على رغم أن أصحابه في أبوظبي سيكون لهم ما يبررونه بتأهل النادي إلى دوري أبطال أوروبا كشرط أدنى لنفقاتهم الهائلة.
ومهمة مانشيني هي التأكيد من جعل تعليق كوك المخزي "مسار النتائج" أن يأخذ منحاً تصاعدياً في الأيام القليلة المقبلة، ولكن هذا لا يقع على عاتقه وحده، إذ ينبغي على اللاعبين تحمل المسؤولية أيضاً وإقامة علاقات جيدة بينهما بطريقة أو أخرى وبين مديرهم الفني، إذا أراد النادي القضاء على الاضطرابات قبل أن تتجدد مرة أخرى.
وثمة مقولة أخرى لكوك: "كانت الكوميديا دائماً في صميم كل ما يحوم حول النادي"... ولكن حان الوقت الآن ليكون مانشستر سيتي أكثر جدية.