مقر الفيفا...مبنى زجاجي ينشد الشفافية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لعل اكثر ما يلفت الناظر الى بيت الفيفا الذي دشن عام 2007 وبلغت كلفته الاجمالية 150 مليون دولار، ضخامة هذا المجمع المصنوع بمجمله من الزجاج في الواجهة الخارجية له.
وعندما يسأل رئيس الاتحاد الدولي السويسري جوزيف بلاتر عن هذا الامر يرد بقوله "لقد صمم خصيصا بهذه الطريقة لكي تدخل الانوار الى كافة ارجائه وهذا الامر يخلق الشفافية التي نتطلع اليها جميعا داخل عائلة الفيفا".
ويتضمن المبنى خمس طبقات تحت الارض وقاعة رياضة، واخرى للتأمل، وحديقة وملعب كرة قدم حقيقي ويضيف بلاتر عن هذا الصرح "انه اكثر من مجرد مبنى، انه بمثابة المنزل الذي يجتمع فيه الاشخاص فيتحدثون ويرتاحون ويستطيعون الانعزال في ارجائه للراحة او للتأمل".
تحولت الفيفا من مؤسسة تضم 11 عاملا بدوام كامل عام 1975 الى منظمة ضخمة يعمل فيها حاليا حوالي 300 شخص.
يعتبر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الهيئة الاهم في العالم حاليا من حيث عدد الاعضاء المنتسبين اليه (208 اعضاء) اي اكثر بنحو ثلاثين من الدول المنتسبة الى الامم المتحدة.
وقد ابصر الاتحاد الدولي النور في الحادي والعشرين من ايار/مايو 1904 في باريس وتشكلت الهيئة التأسيسية من سبع دول هي فرنسا والدنمارك وبلجيكا وهولندا واسبانيا والسويد وسويسرا.
ويعود الفضل في ذلك الى الجهود التي بذلها الفرنسي روبير غيران والهولندي س. هيرشمان اللذين اعتبرا ان تنظيم شؤون الاسرة الكروية وضمها الى هيئة واحدة امر ضروري فكانت ولادة الاتحاد الدولي وعين غيران اول رئيس له.
وحاول غيران الحصول على دعم انكلترا كونها مهد كرة القدم، لكنه فشل في مسعاه لانها اعتبرت خطوته انتقاصا من وزنها في اللعبة، فقاطعت الاتحاد قبل ان تنضم اليه في العام التالي.
وكادت الحرب العالمية الاولى تقضي على الاتحاد الدولي لكن العاصفة مرت، وعرفت كرة القدم طريقها الى الاولمبياد عام 1920 في مدينة انتورب البلجيكية.
ولئن شهدت المسابقة نجاحا واقبالا جماهيريا فانها لم تخل من مشكلات سببها اشراك بعض المنتخبات لاعبين محترفين وهو ما كان منافيا لروح الالعاب الاولمبية الحديثة التي كان وراءها الفرنسي بيار دي كوبرتان، واضطر الاتحاد الى استبعاد ثلاث دول هي تشيكوسلوفاكيا والنمسا وانكلترا، فقاطعت الاخيرة الفيفا من جديد قبل ان تعود الى احضانه عام 1924، لكن شهر العسل لم يدم طويلا فانسحبت ولم تعد الى كنفه هذه المرة الا عام 1946.
وفي هذه الاثناء تزايد عدد اعضاء الاتحاد وبلغ 41 بلدا عام 1930. وبعد النجاح الذي حققته اللعبة في اولمبيادي 24 و28، بدأ الاتحاد الدولي يفكر جديا في تنظيم بطولة عالمية خاصة به، فعقد اجتماعا في امستردام عام 1928 برئاسة الفرنسي جول ريميه وتقرر اطلاق مسابقة كأس العالم وحدد عام 1930 موعدا لها فاقيمت في الاوروغواي.
واثر النجاح المنقطع النظير الذي عرفته الدورات الاولى والثانية والثالثة عقد الاتحاد الدولي اجتماعا عام 1946 واطلق اسم جول ريميه على الكأس تقديرا للجهود التي بذلها في اطلاق البطولة.
وراحت قوة الاتحاد الدولي تتنامى شيئا فشيئا حتى اطلق عليه لقب "الامم المتحدة لكرة القدم" واكبر امبراطورية في التاريخ وصارت كرة القدم لغة تواصل واحدى الادوات التي تظهر تقدم هذا البلد او ذاك.
وفي بداية الخمسينات زاد عدد الدول المنتسبة الى الاتحاد الدولي بعد تأسيس الاتحادين الاسيوي والاوروبي عام 1954، علما بان الاتحاد الاميركي الجنوبي اسس عام 1916، والاتحاد الافريقي عام 1956، واتحاد الكونكاكاف (اميركا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي) عام 1961.
واصبح الاتحاد الدولي مؤسسة ترعى شؤون اللعبة من جوانب عدة، فهناك لجان مالية واخرى للحكام وثالثة للصحافة واخرى لتطوير اللعبة واخيرة للطب.
ويعقد الاتحاد كل سنتين اجتماعا يدرس فيه اخر التطورات وادراج قوانين جديدة.
ويضم الاتحاد الدولي حاليا 208 اتحادات وطنية، ويشرف على مسابقات عدة لعل ابرزها الى كأس العالم: الدورات الاولمبية وكأس العالم للشباب وكأس العالم للناشئين وكأس العالم للسيدات وكأس العالم داخل قاعة مقفلة وكأس العالم للأندية.
ويتخذ الاتحاد الدولي من زيوريخ (سويسرا) مقرا له منذ عام 1932.