رياضة

عندما يكون تشافي في القمة... برشلونة يحلق عالياً

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

وضع تشافي هرنانديز خلفه الاصابات واستعاد مستواه الرائع من اجل ان يضيء الطريق امام فريقه برشلونة لاكتساح غريمه التقليدي ريال مدريد بخماسية نظيفة في "كلاسيكو" الدوري الاسباني لكرة القدم، مؤكدا انه العقل المفكر الذي لا يمكن الاستغناء عنه على الاطلاق ان كان في كتيبة مدربه جوسيب غوارديولا او في المنتخب الوطني المتوج بلقب بطل العالم بفضل مساهمته القيمة.

"انا قلت سابقا، عندما لا يكون تشافي متواجدا، فطريقة لعبنا تكون مختلفة"، هذا ما قاله المدافع الفرنسي في برشلونة ايريك ابيدال عن زميله تشافي الذي دائما ما يترك لمسته في الفريق الكاتالوني الذي تربععلى صدارة "لا ليغا" بعد فوزه الكاسح على غريمه الملكي.

من المؤكد انه لا يمكن لاحد الانكار بان الارجنتيني ليونيل ميسي او دافيد فيا هما نجمان من العيار الثقيل في النادي الكاتالوني وان بامكانهما ان يغيرا مجرى اي مباراة بلمحة فنية او تسديدة ماكرة، لكن ليس بامكان احد ايضا ان ينكر فضل تشافي وشريكه الرائع اندريس انييستا على برشلونة والمنتخب الاسباني على حد سواء، اذ انهما رئتا النادي الكاتالوني و"لا فوريا روخا" وهما اثبتا خلال الموسمين المنصرمين انهما القلب النابض الذي يضخ الدم الى عروق المهاجمين.

لا يمكن تحديد اهمية تشافي بتمريراته البسيطة والسلسة والمتقنة وحسب، بل ان الذكاء الذي يتمتع به هو ما يميزه عن لاعبين اخرين.

"انتصار اسبانيا مرده الى تبنيها فلسفة تمرير الكرة، ولان لعبي يعتمد على هذه الفلسفة فقد نلت هذه الجائزة"، هذا ما قاله تشافي بعد اختياره افضل لاعب في كأس اوروبا 2008 اثر قيادته منتخب بلاده للفوز على المانيا 1-صفر في النهائي.

لكن لاعب الوسط الذي يقوم بصناعة الالعاب في صفوف برشلونة منذ اكثر من عقد من الزمن، ليس مجرد ممر جيد للكرة فحسب، فالى جانب رؤيته الثاقبة وخياله في وسط الملعب، فان تشافي يبذل جهودا خارقة ولا يتردد بالواجب الدفاعي ايضا ويستطيع ان يشغل اي مركز في وسط الملعب، وهو قارىء جيد للعبة ويمتاز بتسديدات قوية ودائما ما يساهم بكثير من الاهداف لفريقه. يجيد تسديد الكرات الثابتة، ويستطيع التأثير كثيرا على زملائه أكان في برشلونة او في صفوف منتخب بلاده.

ويتحدث تشافي عن نفسه قائلا "انا مولع بالابداع في كرة القدم، شأني في ذلك شأن كرويف. نحن نحب هذا النوع من كرة القدم الهجومية والجذابة والجميلة. عندما تربح بهذه الطريقة يكون الرضا مضاعفا".

يمثل تشافي (30 عاما) اللمسة السحرية والايقاع والرؤية في فريقه الذي يعج بنجوم العيار الثقيل، كما انه دائما ما يجد طريقه الى الشباك كما فعل امس امام ريال مدريد عندما مهد الطريق لفريقه بافتتاحه التسجيل في الدقيقة 10 بعدما توغل في المنطقة من اجل تلقف التمريرة البينية المميزة من توأمه الكروي انييستا ووضع الكرة بتسديدة "ساقطة" بعيدا عن متناول ايكر كاسياس.

ثم عاد رقم 6 لممارسة دوره كصانع العاب عندما مرر الكرة الى فيا الذي عكسها بدوره الى منطقة الجزاء حيث الشاب بدرو روديغيز فاودعها الاخير الشباك في الدقيقة 18.

خرج تشافي من مشاركته الحادية عشرة في مباريات ال"كلاسيكو" بهدف وتمريرة حاسمة، لكن القيمة الحقيقية لهذا اللاعب ليست محصورة بالارقام بل بالمجهود الذي يقوم به والاحباط الذي يتسبب به في صفوف لاعبي الفريق الخصم، وهو الامر الذي حصل امس للاعبي وسط ريال مدريد تشابي الونسو والالماني سامي خضيرة اللذين وجدا نفسهما عاجزين تماما امام تشافي وزميليه في خط الوسط انييستا وسيرجيو بوسكيتس.

كان عام 2010 مميزا جدا لتشافي لانه اصبح الان اللاعب الذي فاز بكل شيء: كأس العالم وكأس اوروبا وكأس العالم للاندية ومسابقة دوري ابطال اوروبا والدوري الاسباني والكأس الاسبانية وكأس السوبر الاوروبية وكأس السوبر الاسبانية.

وقد تكون جائزة الكرة الذهبية لافضل لاعب في العالم الهدف المقبل والمرتقب بالنسبة لتشافي، لكن الفوز بهذه الجائزة المرموقة التي ادمجت بجائزة الاتحاد الدولي لافضل لاعب، ليس مضمونا لكن الامر المؤكد هو انه سيكون بين افضل ثلاثة لاعبين.

وسيواجه تشافي منافسة من زميليه انييستا وميسي اضافة الى الهولندي ويسلي سنايدر الذي قاد انتر ميلان الايطالي الى ثلاثية الدوري والكأس المحليين ومسابقة دوري ابطال اوروبا الموسم الماضي، اضافة الى مساهمته في وصول منتخب بلاده الى نهائي مونديال جنوب افريقيا 2010.

وحتى ان ميسي اعتبر ان زميليه تشافي وانييستا هما اللاعبان اللذان يستحقان الفوز بجائزة الكرة الذهبية التي ستمنحها مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية هذا العام مشاركة مع الاتحاد الدولي لافضل لاعب في العالم، بعد ان كان كل طرف يقدم جائزة منفردة.

وقال ميسي الذي فاز بهذه الجائزة الموسم الماضي "انا متأكد من ان كأس العالم سيكون لها اثر كبير في القرار النهائي هذا العام. سوف تصب في مصلحتهما. واذا لم افز انا بها، اتمنى من كل قلبي ان يفوز بها احد زملائي في برشلونة".

وتابع "ان اسمي تشابي وانييستا يظهران في كل النتائج، والحقيقة انهما رائعان بالفعل، انهما لاعبان عظيمان يستحقان الجائزة اكثر من اي شخص اخر".

ولعب تشافي الذي تعافى من الاصابة التي تعرض لها في اوائل تشرين الاول/اكتوبر وابعدته عن مباراتي منتخب بلادده في تصفيات كأس اوروبا 2012، دورا حاسما الى جانب انييستا في قيادة المنتخب الاسباني الى لقب بطل كأس العالم للمرة الاولى وقد توج الثاني مشاركته المونديالية المميزة بتسجيله هدف الفوز على هولندا بعد التمديد في المباراة النهائية.

عاد تشافي الى فريقه في 17 تشرين الاول/اكتوبر بعد ان كسب "معركته" مع الاصابة بحسب التصريح الذي ادلى به في تلك الفترة، وكانت عودته في مباراة حامية امام فالنسيا ساهم خلالها في قيادة فريقه الى الفوز 2-1 بتمريره كرتين حاسمتين، وهو اعلن استعادته للياقته الكاملة في 30 الشهر الماضي بعد قيادته النادي الكاتالوني لفوز كاسح على اشبيبلية 5-صفر.

"انا متفائل حيال امكانية اللعب في كل مباراة، لكن هذه المسألة مرتبطة بحجم الاوجاع"، هذا ما قاله تشافي الذي كسب معركته الاولى مع الاصابة ثم كسب معركته الثانية مع مدرب ريال مدريد البرتغالي جوزيه مورينيو عندما رفض الدخول في مشادات اعلامية مع الاخير والرد عليه في ارضية الملعب بافضل طريقة ممكنة.

تشافي فرض نفسه الرقم الصعب واللاعب الذي لا غنى عنه في صفوف فريقه منذ ان تدرج في صفوف اكاديمية برشلونة في حقبة المدرب الهولندي الشهير يوهان كرويف وفريق الاحلام، وهو سار على خطى الرجل الذي كان ملهما لذلك الفريق وهو مدربه الحالي في النادي الكاتالوني بيبي غوارديولا.

في الواقع، تشافي هو الذي حل مكان غوارديولا المصاب موسم 1999-2000، وكان جاهزا للحلول مكانه بصورة دائمة عندما انتقل الاخير الى الدوري الايطالي.

ومنذ ذلك الحين، ومهما كانت هوية المدرب الذي اشرف على برشلونة، فان تشافي كان الاسم الاول على لائحته، ومهما كانت فلسفة مدرب برشلونة فانه لم يجد لاعبا مثل تشافي القادر بلمحة ان يمرر كرة متقنة باتجاه زميله او الخروج من موقف حرج بفضل استحواذه الرائع على الكرة او حتى رغبته في تأمين الحماية لرباعي خط الدفاع.

انضم تشافي الى صفوف برشلونة منذ ان كان في الحادية عشرة من عمره وبقي وفيا للفريق الكاتالوني وعلى الارجح سيبقى في صفوفه حتى نهاية مسيرته بفضل الدور الذي يلعبه في صفوف احد اعرق الاندية الاوروبية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف