رياضة

قطر ووجه الغرب الآخر

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كشف فوز قطر بتنظيم مونديال 2022 الوجه الكريه للغرب وبشكل خاص الاوروبيين الذين انبرى مسؤولوهم السياسيون والرياضيون واعلامهم الموجه (يقال انه حر) الى الطعن في احقية قطر وروسيا بالتنظيم واتهام الفيفا بالفساد، الانجليز رأو ان الاتحاد الدولي باع التنظيم للمافيا الروسية وللامارة الشرق اوسطية الغنية بالبترول (على حد تعبيرالديلي مرور) ولا ألوم الانجليز على هذا الكلام فهم صدموا بحصولهم على صوتين فقط، احدهما لعضو انجليزي!

توقع الانجليز ان ارثهم الكروي كونهم مهد كرة القدم، وتكامل بنيتهم التحتية كافيان للفوز لكنهم نسوا او تناسوا بفوقيتهم ان من كانوا صغارا كبروا وان امبراطوريتهم التي لاتغيب عنها الشمس باتت ورقا في كتب التاريخ.

افهم لماذا غضب الانجليز من اختيار روسيا لتنظيم مونديال 2018 فالعلاقة السياسية بين البلدين يسودها التوتر بين الفينة والاخرى قبل اغتيال العميل الروسي ليتفينينكو وبعده، وفي المجال الرياضي ركز الاعلام الانجليزي جهوده على كشف سلبيات الملف الروسي اكثر من تركيزه على ايجابيات ملف بلاده، ولكني استغرب الحملة الانجليزية على منح قطر حقها في استضافة نسخة 2022، ويبدو ان الانجليز مازالوا ينظرون لنا بفوقية فنحن من دول العالم الثالث التي لايحق لها بنظرهم حتى مجرد التفكير بتنظيم مثل هذه الاحداث العالمية.

العقلية الانجليزية لاتختلف كثيرا عن جيرانها الاوروبيين فاللاعب البلجيكي السابق مارك فيلموتس تحاشى الحديث عن الملف المتواضع لبلاده مع هولندا واتهم الفيفا بانه منح قطر تنظيم المونديال بمعايير لاعلاقة لها بالرياضة! إن من ادنى مبادئ الاحترام تهنئة المنتصر وهذا مالم يفعله ارباب (الاتيكيت) كما يدعون.

ليس في معايير الفيفا مايمنع تنظيم المونديال في بلد صغير والا لما نظمت سويسرا مونديال1954، وليس للمناخ تأثير على اختيار البلد المنظم والا لما استضافت امريكا مونديال 1994 وسط اجواء حارة، ولما احتضنت جنوب افريقيا مونديال 2010 في طقس شديد البرودة، وقلة الارث الرياضي وضعف البنية التحتية ليسا سببا في منح الافضلية لملف على حساب آخر.

قدمت قطر ملفا مقنعا جيشت له دولة باكملها..تحركت في كل الاتجاهات ولم تر ضيرا في الاستعانة بقدرات عربية واجنبية لاضفاء مزيد من القوة والاقناع على ملفها.

نجحت قطر لانها خاطبت العقول والقلوب في ان معا.. وسقط منافسوها الاكبر حجما لانهم قزموا الآخر وناموا على وسادة التاريخ كما فعلنا قبلهم.

جريدة الرياض السعودية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف