غاب الهلال حينما غابت روحه وإدارته
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يبدو أن أزمة خروج الهلال من بطولة أبطال آسيا ما زالت تحاصر لاعبيه، بل هي أزمة تعدت اللاعبين لتصل إلى الإدارة، الإدارة التي تعيش الآن مرحلة (ملل)، وقد يصيبها الإعياء فلا تستطيع المواصلة حتى النهاية، سأضرب لكم مثلا بلقاء الفريق الماضي مع التعاون لتعرفوا حجم المشكلة، والمدى الذي بلغه الإهمال الإداري.
رحل الفريق إلى بريدة بلا رئيس أو نائب، حتى سامي الجابر غاب، وبغيبتهم غابت قيادة يفترض أن تحضر فتوجه، لا يكفي شخص مغمور يكون في الواجهة، بل شخصية إدارية تفرض هيبتها، وتكون لديها القدرة على حمل عصا القوة في أي لحظة إن رأت تهاونا.
ربما أن الغياب نتاج عدم الاعتداد بالفرق الصغيرة، والفرق ذاتها هي التي سلبت منه النقاط، وقد تجعله يتحسر نهاية.
هلال اليوم ليس هلال الأمس، والكثيرون يلاحظون ذلك، الحالة الجماعية للاعبين ليست كسابق عهدها ناصعة البياض، قتالية في الأداء ترافق اللاعبين في جميع مبارياتهم، الآن كما قلت: برود بدأ يدب في نفوسهم وكأنهم يلعبون بلا هدف، أو بصيغة أخرى، طالما أن الآسيوية ذهبت فلا قيمة لغيرها، هل (الإحباط) ضرب بأطنابه على البيت الهلالي كله؟!
ذكرت أكثر من مرة أن الثواب يحضر في الهلال ويغيب العقاب، وهو ما جعل المعادلة مختلة، فن القيادة يتطلب توازنا بين الأمرين، حالة (الضعف) جعلت من يخطئ يعامل بحنان بالغ كما حدث مع تجاوزات خالد عزيز، وتهورات حسن العتيبي، وحتى المدرب الذي باع الهلال بأبخس الأثمان بعد أن أغري بعرض مادي أفضل، و(أجواء سياحية أجمل) هرب بعد أن عبّد له الطريق بسرية تامة، ولم نعلم حتى هذه اللحظة أنه عوقب ماديا على الأقل بدفع الشرط الجزائي، مثالية رئيسه الأمير عبدالرحمن بن مساعد رداء غطى جسد النادي جميعه، وبسببه حدث الخلل!
إن عشرات الملايين التي دفعت للاعبين أجانب ومحليين، ومدربين إن لم تنتج بطولات داخلية وخارجية فلا قيمة لها، راجعوا قيمة ما دفعه النادي وقارنوها بما دفعه غيره لتعرفوا حجم الإنفاق، أفلا يحق لجمهوره أن يطالب ببطولات توازي ما دفع، وإن لم ينتج فالأولى أن يسير على نصف النفقات الحالية، وهي التي كانت تسيّر النادي أيام نواف وسامي والثنيان، أولئك الذين يحضرون البطولات بأيسر وأقل الأثمان!
تسربت الروح الهلالية التي كانت تقاتل من أجل اللون الأزرق مع رحيل لاعبيه الواحد تلو الآخر، وآخرهم محمد الدعيع الذي رحل قسرا من أجل الراحل (غريتس) رغم أنه مازال في جسده بقية ستخدم الهلال سنتين على الأقل، وقد اتضحت قيمته بشكل واضح وجلي بعد المآزق التي أوقع فيها خليفته حسن العتيبي الفريق، ولن تتوقف!
تجديد الدماء عمل صحي ومطلوب من أجل الحفاظ على قوة الفريق، التوازن بين الخبرة والشباب، لكن في مثل حالة الدعيع فإنه خسارة كبرى، وبالإمكان الاستعانة به في البطولة الآسيوية القادمة ولو احتياطيا طالما أن المسبب رحل، فهو قوة فنية ومعنوية بعد اتساع الشق في الحراسة الهلالية!
إنني أقول قولي هذا في وقت يمكن فيه التصحيح، أما بعد النهاية، بعد أن تطير الطيور بأرزاقها كما حدث مع البطولة الآسيوية الماضية فإن النقد يفقد قيمته!
بقايا...
**ضمير حسن العتيبي هو الذي فرض التعادل على فريقه، فقد أنبه بعد أن ضرب لاعب التعاون في المرة الأولى، فتجاهلها الحكم، فعاد ليضربه مرة أخرى ليؤكد ويفرض ضربة الجزاء!
**قدم الرائد أمام الشباب في بريدة صورة إبداعية أظهرته أمام الرياضيين بوجه حسن كي يروا (رائد التحدي) الذي طالما أبهر الجميع.
**ظل التحكيم خنجرا يطعن الرائد من الخلف، لا خلاف أن الأخطاء تتلازم مع التحكيم، لكن مشكلتها أنها تنحاز كثيرا ضد الرائد.
**الكويتي فهد العنزي مطلب جماهيري للمسابقات المحلية، أتمنى أن نشاهده في أحد الأندية قريبا.
**الشق التحكيمي أكبر من رقع عمر المهنا!!
* جريدة الرياض السعودية