رياضة

عنف "ريو" ترك بصماته على إستضافة البرازيل لمونديال 2014

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

في الوقت الذي انشغل، ولا يزال، عالم كرة القدم بتداعيات حق استضافة روسيا وقطر لنهائيات كأس العالم لعامي 2018 و2022 على التوالي، كانت الشرطة البرازيلية تقوم بعمليات واسعة النطاق للقضاء على مهربي المخدرات تمهيدًا لإستضافة ريو لنهائيات 2014.

لأكثر من يوم كامل تقريبًا كانت التلفزيونات في حانات ومطاعم ريو دي جانيرو تعرض عمليات واسعة النطاق لقوات الأمن البرازيلية وهي تغزو مجموعة من الأحياء الفقيرة في أليماو شمال ريو.

وبعد الظهر تحولت التغطية التلفزيونية إلى المرحلة قبل الأخيرة للدوري البرازيلي، مع ذهول المشاهدين من الحدثين على حد سواء.

ومن الانصاف الافتراض أن هناك صلة بين الرياضة واندلاع أحدث عنف اجتماعي في ريو دي جانيرو. فقد قام تجار المخدرات باستعراض عضلاتهم عندما أضرموا النيران بالسيارات في مختلف أنحاء المدينة.

العمل الذي كان مخططًّا ليتزامن مع اطلاق ريو لمهرجان ومؤتمر والسوق التجاري "سوكريكس" (يروج لإستضافة البرازيل لنهائيات كأس العالم)، والذي هدف إلى اعطاء ضربة البداية لإستضافة البرازيل لنهائيات كأس العالم 2014 وبعد ذلك بعامين دورة الألعاب الأولمبية في ريو.

وبينما كان العالم يركز على ريو والبرازيل، كانت مشاهد من الفوضى على نطاق واسع تسبب إحراجًا للسلطات المحلية التي انتقمت باستعراض القوة الخاصة بها والتي كانت أقوى من طلب تجار المخدرات المساومة.

فقد استطاعت قوات الأمن من انتزاع مناطق كبيرة واستراتيجية في الأحياء الفقيرة من سيطرة تجار المخدرات، على الرغم من أن جميع المعنيين يدركون أن الأمر يتطلب أكثر من عملية دهم واحدة لمكافحة هذه الآفة التي تفاقمت في ريو لعقود عدة.

وقد يفكر مشجعو كرة القدم الذين يودون المجيء إلى البرازيل لمتابعة نهائيات كأس العالم 2014 مرتين، لأنهم قد يتساءلون ما إذا كان هذا المكان آمنًا؟ والجواب الواضح هو كلا. فلدى معظم سكان المدن الكبيرة في البرازيل، وبالتأكيد في ريو دي جانيرو، قصصهم المروعة.

وأحد الأشياء التي ينبغي أن يعرفها المرء نظريًّا هو أن الحياة في هذه المدن رخيصة جدًا. والشيء الثاني هو عند النظر في عيني المعتدي، فإن المرء سيحصل على قناعة تامة أنه بالنسبة إلى المعتدي الضغط على الزناد هي مثل فتحة غطاء علبة الجعة.

وبطبيعة الحال، لدى كل المدن مشاكل خاصة بها وتمر بلحظة سيئة واحدة وعدد آخر من الأحداث الصغيرة. لكن ما يميز البرازيل، وبصرف النظر عن درجة الوحشية وعدم احترام الحياة، أنها أنتجت التفاوت الاجتماعي والتفكك الأسري. والحروب بين عصابات المخدرات المتناحرة انتجت مجتمعًا يمكن أن يكون وحشيًّا ومعذبًا.

ومثل هذه الأحداث هي بالطبع مشكلة كبيرة بالنسبة إلى سكان المدن، ولكن المعنيين لا يعتقدون بأنها ستكون بالضرورة مشكلة للجماهير التي ستزور البرازيل في نهائيات كأس العالم 2014 أو دورة الألعاب الأولمبية 2016.

إذ كتب البروفيسور لويس إدواردو سواريس، المختص بالقضايا الأمنية ويشغل منصب رئيس تقييم الحياة ومنع العنف في بلدية مدينة نوفا أيغواكو التي تقع في ولاية ريو دي جانيرو جنوب شرقي البرازيل: "نقدم عروضًا رائعة عندما نستضيف الأحداث الكبرى ونحقق نجاحًا ممتازًا. في هذه اللحظة هناك الأموال المتاحة وروح التعاون سائدة بين المسؤولين وتتجه نحو العقلانية وطبقنا الخطوات التي خططنا لها، وستكون نهائيات كأس العالم والألعاب الأولمبية ناجحتين. المشكلة هي ما نعانيه من الجرائم التي تقع يومًا بعد يوم".

ويؤكد المعنيون أن كلام سواريس صحيح مئة في المئة. وفي الواقع يمكن أن يكون الحدثان أكثر نجاحًا إذا تم مكافحة الاتجار بالمخدرات والتي قد تؤدي إلى المزيد من جرائم السرقات العشوائية في الشوارع، لأن تاجر المخدرات الذي تم طرده من عمله من غير المرجح أن يبحث عن وظيفة للعمل كساعٍ.

ولكن عندما يتعلق الأمر بالأحداث الكبرى مثل 2014 و2016 فإن على السلطات أن تستعرض قوتها الهائلة لحماية الزوار. فبعض الصور التي بثت من ريو على مدى الأيام القلية الماضية ملفتة للنظر. فهي مروعة ومخيفة، لكنها ذو قيمة ومهمة لأن نظرة بعض المعنيين هي: حاول تجار المخدرات على نقل رسائل عكسية وسلبية، ولكن لا ينبغي لأحد أن يتجنب الحضور لنهائيات كأس العالم 2014 بسبب الخوف من العنف الاجتماعي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف