رياضة

مشاركة الجزائر في مونديال جنوب أفريقيا الحدث الأبرز لعام 2010

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لا يختلف اثنان في إعتبار مشاركة المنتخب الجزائري لكرة القدم في نهائيات مونديال جنوب أفريقيا بمثابة الحدث الأبرز للرياضة الجزائرية خلال سنة 2010 ، خاصة وأن ايجابيات هذه المشاركة وسلبيّاتها لا تزال تلقي بظلالها على الساحة الكروية الوطنية وسط تفاؤل وتشاؤم الجماهير بمستقبل المنتخب.

_________________________________________________________________________

الجزائر:شاركت الجزائر في نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2010 بعد 24 سنة من الغياب مما زاد من درجة اهتمام الدولة وشعبها بمنتخبها الوطني، فوفرت الحكومة، من خلال مختلف مؤسساتها المختصة، كل الإمكانيات المادية والبشرية قصد ظهور المدرب سعدان وكتيبته بوجه مشرف في مونديال جنوب أفريقيا.

ولكن و قبل موعد الحدث العالمي بثلاثة أشهر،بدأ الشك يدخل نفوس الجماهير الجزائرية، وخاصة لما تلقى المنتخب الجزائري هزيمة ثقيلة أمام نظيره الصربي (0-3) في أول مباراة تحضيرية للمونديال جرت في مطلع شهر مارس/ آذار بملعب "05 يوليو 1962" وبحضور حوالي 80 ألف مناصر.

وقد ازدادت متاعب سعدان في تحضير فريقه بعد تعرض العديد من لاعبيه الأساسيين لإصابات متفاوتة الخطورة قبل شهر واحد عن انطلاق المونديال، حتى أن المعسكرين التحضيرين اللذين أجراهما المنتخب بسويسرا وألمانيا ،في النصف الثاني من شهر مايو/ أيار ومطلع شهر يونيو/ حزيران ، قد خصص وقت كبير منهما لعلاج المصابين وتحسين اللياقة البدنية بدل الاستعداد الفني والتكتيكي.

وقد كان هذا التذبذب في التحضير أحد العوامل الرئيسية في تواضع نتائج المنتخب الجزائري في نهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا، بحيث يذكر أن الجزائر قد خرجت من الدور الأول للمسابقة برصيد نقطة واحدة، تحصلت عليها من تعادل سلبي مع انكلترا (0-0) وهزيمتين صغيرتين، وبنفس النتيجة (0-1) أمام كل من سلوفينيا و الولايات المتحدة الأمريكية.

وهي نتائج ورغم أن معظم الفنيين و الملاحظين قد اعتبروها ب"المتواضعة" إلا أن المدرب رابح سعدان رأى أنها "مشرفة " بحكم مثلما كان يقول في ذلك الوقت " أن المنتخب الوطني لا يزال في طور التكوين وأن الهدف الرئيسي يبقى مونديال 2014 " . ومشددا على أن منتخب الجزائر كان قد غاب في دورتين نهائيتين متتاليتين لكأس أمم أفريقيا سنتي 2006 و2008، ولذلك فان بلوغه الدور نصف النهائي للبطولة الأفريقية لعام 2010 وتأهله إلى نهائيات كأس العالم لنفس السنة يعد انجازا كبيرا بحد ذاته ".

ندم على رحيل المدرب سعدان

وقد أقنع سعدان بهذا الكلام مسؤولي الرياضة الجزائرية، ولذلك رغم أن شيخ المدربين الجزائريين لم يكن يرغب في مواصلة عمله مع منتحب بلده ورغم أن رئيس اتحاد الكرة، محمد روراوة، هو أيضا كان يبحث عن مدرب أجنبي كبير لقيادة فريق "محاربي الصحراء" بعد نهاية المونديال إلا أن الجماهير الجزائرية تفاجأت في نهاية شهر يوليو الماضي بتجديد الثقة بسعدان بعقديمتدإلى غاية عام 2012 .

وقد كان هذا الخيار بمثابة المنعرج الحاسم في مستقبل المنتخب الوطني، إذ أن السواد الأعظم من تلك الجماهير كانت ضد فكرة بقاء سعدان بعدما تم تغليطها من طرف بعض الصحافة "المأجورة" بأن "الشيخ" هو السبب في تواضع نتائج المنتخب في المونديال.

وعليه إذن فقد كان غضب الجماهير بمثابة الورقة التي تم استعمالهما في الإطاحة بسعدان في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي بعد تعادل المنتخب الجزائري بميدانه مع نظيره (1-1) في الجولة الأولى من تصفيات كأس أمم أفريقيا لكرة القدم 2012.

فتم الاستنجاد بمدرب المنتخب الوطني الرديف،عبد الحق بن شيخة، لقيادة المنتخب الأول مع هدف رئيسي هو تأهيل الجزائر إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا المقررة عام 2012 بدولتي الغابون و غينيا الاستوائية.

لكن النتائج ازدادت سوءا بحيث تعرض عنتر يحي وزملائه لهزيمة مخزية بديار منتخب جمهورية أفريقيا الوسطى (0-2) برسم الجولة الثانية من تصفيات البطولة الأفريقية فأضحت الجزائر،قصد كسب تأشيرة التأهل، بحاجة لتحقيق ثلاث انتصارات على الأقل في المباريات الأربع المتبقية لحساب المجموعة التصفوية الرابعة.

وستقام اثنتين منها أمام المنتخب المغربي الشقيق، في شهر مارس/ آذار القادم بالجزائر، وفي شهر يونيو/ حزيران بالمغرب.ووهي الحالة التي جعلت العديد من محبي منتخب "محاربي الصحراء" يحنون إلى أيام المدرب سعدان و" يندمون" على رحيله !.

مشاركة الجزائر في المونديال جعلت الدولة تولي اهتمام اكبر برياضة كرة القدمفأعطت قرارا للسلطات المختصة بضخ الأموال اللازمة لمساعدة الأندية المحلية في دخول عالم الاحتراف بداية من الموسم الحالي ، فكانذلك إذن أهم ايجابيات تواجد المنتخب الوطني فينهائيات كأس العالم بحيث قد يساهم الدوري الاحترافي في تحسين مستوى اللاعبين المحليين، وبالتالي تطوير أداء المنتخب على المدى الطويل.

وبالمقابل فان التسرع في إحداث التغيير على مستوى الجهاز الفني ( بإجبار المدرب سعدان على الرحيل ) كان بمثابة أهم سلبيات مخلفاتالمشاركة الجزائرية في المونديال، إذ أن الكثير من الملاحظين يرون أن المنتخب الوطني قد عاد إلى نقطة الصفر والى إعادة التكوين بعدما كان سعدان قد اجتهد في بناء فريق طيلة عامين كاملين وكان ينوي الوصول بهذا الفريق إلى القمة الأفريقية سنة 2012 .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف