أيهما الأفضل: ليبرتادوريس أم دوري أبطال أوروبا ؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
هناك من يعتقد أن كأس ليبرتادوريس الأميركي الجنوبي هو أفضل من دوري أبطال أوروبا. وقد يكون هذا الرأي شاذاً أو سيئ الطبع، وكثيراً يأتي بدافع المرارة مثل أولئك الذين يحبون أن يدعوا أن فرقة البيتلز الشهيرة كان مفرطاً في تقديرها.
فدوري أبطال أوروبا يجمع أفضل اللاعبين من كل أنحاء العالم. إنه المكان الذي يريد هؤلاء اللاعبون أن يكونوا فيه، إذ إنهم بحاجة إلى التألق فيه هذه الأيام حتى ينظر إليهم حقاً كعظماء. ولكن إذا كانت بطولة الأندية الرائدة في أوروبا مثل جون لينون وبول مكارتني (عضوي الفرقة وكاتبي معظم أغانيها)، فإنه لا يعني بالضرورة أن بطولة ليبرتادوريس هي مثل فرقة البوب"هيرمانس هيرمتس" غير المشهورة، مثلماً قدمت عروضها في الأسبوع الماضي زخماً واضحاً ورائعاً.
كان يمكن أن يشعر برشلونة بالإحباط والخمول بعد خسارته 2-1 أمام النادي الروسي روبن كازان في تشرين الأول الماضي، ولكن من الصعب التخيل أنه قد يتمزّق في مرحلة المجموعات في دوري أبطال أوروبا من الفرق ذات المستويات الأدنى، مثلما حدث لنظرائهم في أميركا الجنوبية في كأس ليبرتادوريس مؤخراً.
فإنها ليست سوى شهرين منذ أن كاد يتسبب استوديانتيس من الأرجنتين بمفاجأة من النوع الثقيل بالفوز على برشلونة ويتوج بطلاً لأندية العالم. ثم كانت بدايته للدفاع عن لقبه في ليبرتادوريس، الذي فاز به في العام الماضي، بإلحاق هزيمة قاسية في الشوط الثاني 5-1 بخوان أوريش من البيرو. ومع وجود خوان سيباستيان فيرون مدعوماً من بارانا للاستحواذ على الكرة وبيريز مندفعاً من الجهة اليمنى وبينيتز مع قدمه اليسرى الأنيقة على الجهة الأخرى، فإنه على الأرجح لا يوجد أفضل خط وسط من هذه التشكيلة في القارة، خصوصاً بعد إعادة إعارة الرائع خوسيه سوسا من بايرن ميونيخ.
وفي بيرو، الخميس قبل الماضي، لم يستغرق وقت المباراة سوى سبع ثوان ليسجل سوسا هدفاً لاستوديانتيس ضد أليانزا ليما، الذي كان قد فاز خارج أرضه بشكل مفاجئ 3-1 على بوليفار من بوليفيا في مباراته الأولى. ولكن من المؤكد أنه سيكون خارجا من قعره الآن، إذ ليس هناك الكثير مما يتوقع منه إلى التقدم في هذه المرحلة. فالنادي قد شارك ست مرات في هذه المسابقة منذ أن تم توسيعها في 2000 من دون أن يتأهل إلى مرحلة خروج المغلوب. وفي هذا العام لم يتأهل بوصفه حاملاً للقب في بيرو. وبدخول مرماه هدفاً مبكراً بهذه الطريقة غير الكفوءة، فبالتأكيد ستكون ضربة لمعنويات لاعبي الفريق الذي لا يمكن التغلب عليها.
وبدلاً من ذلك، استطاع بوليفار أن ينتقم ليفوز بالمباراة بنتيجة 4-1، حيث كان من المستحيل مراقبة مهاجمه ويلمير اغوير وصده. ولم يستطع خط دفاع ليبرتادوريس الإلحاق به عندما سجل ثلاثيته. وهذا هو اللاعب الذي أمضى موسمين كاملين عاديين في فرنسا مع متز، وقضى معظم الموسم الماضي على مقاعد بدلاء أليانزا. أما الهدف الرابع فقد أحرزه ظهير الوسط الضخم خوسيه كارلو فرنانديز، الذي سجل هدفاً آخر في مرمى بوليفار في الأسبوع الذي سبقه بعدما قدم عرضاً رائعاً.
وقضى فرنانديز أيضاً موسمين في أوروبا، وعاد إلى بلاده من روسيا وبلجيكا من دون أن يسجل أي هدف فيهما. ولكن في عام 2009 تمكن من احراز ثلاثة أهداف من 33 مباراة شارك فيها مع أليانزا، وهدفه الأخير كان في تموز الماضي. والآن في جبعته ثلاثة أهداف من مباراتين في ليبرتادوريس.
وارتفع فجأة مستوى هذين اللاعبين (سيبلغان السابعة والعشرين بعد ثلاثة أشهر). إنهما المثال المفرط، ولكنهما التوضيح الرائع لقدرة ليبرتادوريس من تحقيق المفاجآت.
فالأندية قد تظهر من العدم، ويمكن للاعبين أن يعثروا على المفتاح لفتح قدراتهم الطبيعية. كل ذلك يجعل التوقع بنتائج منافسة هذه البطولة أقل من دوري أبطال أوروبا.
والفضيلة العظمى الأخرى لمنافسة أميركا الجنوبية هي اعطاء المساحة للشباب للظهور، وهو جانب آخر سلطت الأضواء عليه بقوة مؤخراً. فليبرتاد أصبح قوة في كرة القدم في باراغواي خلال السنوات الأخيرة،رغم أن لديه قاعدة صغيرة جداً من اللاعبين وتستند استراتيجيته إلى إنتاج لاعبين وبيعهم، ويبدو أن محصوله هذا العام كان واعداً جداً.
ولم يكن الثلاثاء قبل الماضي جيداً لمهاجمه النحيف الأعسر بابلو فيلاسكويز رغم فوز ناديه 4- صفر على بلومينغ من بوليفيا، الذي سبق له أن قدم عرضاً مثيراً للإعجاب في مبارياته الثلاث السابقة ليشق فليبرتاد طريقه إلى التأهيلات ثم يفوز على مضيفه لانوس من الأرجنتين. ولكن كان أداء الشبيه بالناموس رودولفو تامارا (21 عاماً) على الجهة اليمنى جيداً. ورغم أنانيته، إلا أنه كان رائعاً عندما كان ينفرد بالمدافعين. وظهر بصورة جيدة أيضاً الجناح الأيمن فيكتو هوغو أيالا (22 عاماً)، خصوصاً بركلاته الطويلة الشبيهة بركلات الظهير الأيمن الدولي السابق فرانسيسكو آركا، مسجلاً هدفاً رائعاً من كرة ثابتة.
ومع فوز مضمون، أعطى ليبرتاد فرصة المشاركة لبضع دقائق للقوي والأعسر وطويل القامة رودريغو البورنو (16 عاماً) الذي قام بحركتين واعدتين التقطتا الأنفاس.
وللحديث عن القوة والبنية الجيدة للاعب مع استعمال قدمه اليسرى بصورة مميزة، فإن لدى بانفيلد من الأرجنتين آفاقا رائعة في لاعب خط الوسط الكولومبي جيمس رودريغيز (18 عاماً) الذي سجل هدفاً رائعاً في مرمى مضيفه ديبرتيفو كويتا الاكوادوري، بعدما أحرز أول هدفه في مرمى موريليا المكسيكي.
ويبدو أن رودريغيز مصمم خصيصاً لكرة القدم الأوروبية، وربما سينضم إلى أودينيزي الايطالي في إطار الانتقالات المقبلة، حيث إنه من غير المرجح أن يبقى في أميركا الجنوبية لفترة طويلة.
ولعبت الفرق الثلاثة الأخيرة في هذه المسابقة مبارياتها للمرة الأولى الأسبوع الماضي، فقد فاز الثلاثي البرازيلي انترناسيونال مع تشكيلته الرائعة 2-1 على ايمليك من الاكوادور، وبالنتيجة نفسها فاز كورينثيانز مع رونالدو وروبرتو كارلوس على رايسنغ مونتيفيديو من الأوروغواي، وهزم فلامنغو الذي يضم الكبيرين أدريانو وفاغنر لوف يونفرسيداد كاتوليكا من تشيلي بنتيجة 2- صفر.
ومع التمتع مع بعض الأسماء الكبيرة المشاركة، إلى جانب عامل المفاجأة ومعاينة مسبقة للقادمين الجدد، إذاً ربما يمكن المقارنة بين كأس ليبرتادوريس وبين فرقة الروك "هيرمانس هيرمتس" وأغنيتها التي تقول كلماتها: "شيء يقول لي أنا لست شيئاً جيداً".