الأندية الروسية تناضل من أجل تجنب الإفلاس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
قد ينفد صبر بعض المراقبين الكرويين على فهم أن المشاكل المالية في كرة القدم الانكليزية لا يمكن تحملها، ولكن بمقارنتها مع الأندية الروسية فإنها ستبدو سليمة ومريحة بشكل جيد.فسيكون هناك 14 أو 15 أو حتى 16 نادياً في الدوري الممتاز الروسي الذي ينطلق الجمعة بتشكيلتهم الكاملة، ولكنهم سيحاولون التأكد من الحفاظ على لسعات الشتاء المالية. فمن المرجح أن الصراع المعتاد على الفوز بالدوري قد يكون بين الأندية التقليدية: روبين كازان وسسكا موسكو وسبارتاك موسكو وزينيث سانت بيترسبورغ. إلا أن الصراع الحقيقي سيكون، بكل بساطة، هو البقاء على قيد الحياة.
وكان السبب في الطفرة التي حصلت للكرة الروسية خلال السنوات الماضية، هو التمويل، إلى حد كبير، من ازدهار الموارد الطبيعية الروسية التي بدأت الآن بالتراجع. فإجمالي الناتج المحلي بدأ بالانخفاض منذ عام 2009 بعد سنوات من النمو الهائل، وبدأ أثره يظهر بالفعل على كرة القدم، إذ أن "فورنيكل" طوت صفحة رعايتها لسسكا موسكو بعد انسحابها الشهر الماضي بسبب الانهيار المخجل لتوربيدو موسكو (النادي الذي تأسس في 1924 وكان مركزه في موسكو، ورفض في 19 آذار 2009 منحه العضوية في دوري كرة القدم للمحترفين)، الذي انشق منه سسكا موسكو.
وحتى في الوقت الذي أوحت نظريات المؤامرة إلى أن عودة ألانيا فلاديقافقاز إلى الدوري الممتاز كان جزءاً منها، (وذلك ارضاء لواحدة من أكثر المناطق اضطراباً في روسيا الذي قد يكون منطقياً، على رغم أن لدى اقليم القوقاز بالفعل ثلاثة ممثلين في الدوري الممتاز)، فإنها كانت أيضاً بمثابة ارسال تحذير للآخرين.
وقد تكون النظرة العامة أنه لا يمكن تحمل الديون الضخمة في كرة القدم الانكليزية، ولكن بالمقارنة مع الكرة الروسية فقد تبدو مريحة بشكل قوي، لأن أندية الدوري الممتاز الروسي ككل تحصل سنوياً ما مجموعه حوالي 24 مليون دولار (16 مليون جنيه استرليني) من حقوق البث التلفزيوني، بينما يبلغ متوسط الحضور للمباريات نحو 12 ألف مشجع، وبالتالي فإن الدخل من مبيعات التذاكر والترويج والإعلانات سيكون ضيئلاً.
ويعتمد كل نادٍ على الراعي تقريباً، وفي العادة يكون شركة للسلع مدعومة من "حكم القلة" (تم الشك في مستقبل سسكا موسكو للمرة الأولى في شباط 2006 عندما غادر ميخائيل بروفوروف، واحد من مشجعي كرة القدم والآن أغنى رجل في روسيا، شركة "أنورنيكل" بعدما عزم على فصل موجوداته من شريكه لفترة طويلة جداً فلاديمير بوتانين)، أو الحكومة أو مزيج من الاثنين. فالحكومة الاقليمية في تتارستان تواصل دعمها لروبين كازان، وترعى شركة "غازبروم" نادي زينيث، بينما تدعم "لوك أويل" سبارتاك موسكو، فيما وقع سسكا للتو على صفقة متوسطة الحجم مع شركة "باشنفت" النفطية مقابل مبلغ لم يكشف عنه لحد الآن. إلا أن شافير غالييف من "ديلويت" (واحدة من أكبر شركات الخدمات المهنية في العالم) يعتقد بأن كل نادٍ في روسيا سجل خسارة تشغيلية في الموسم الماضي على رغم عدم وجود إمكانية تنفيذ مراجعة كاملة لميزانياتها.
وبعد سسكا موسكو، فقد كان هناك احتمالاً جدياً بتوقف كريليا سوفييتوف عن العمل قبل بداية هذا الموسم. فهو مدين بـ80 مليون دولار لدائنين مختلفين من بينهم مالك تشلسي رومان ابراموفيتش الذي أقرضه 5.4 مليون دولار قبل سنوات عدة، على رغم أنه لا يطالب بإلحاح لاسترداد المبلغ. وحتى قبل حوالي أسبوعين فإن اللاعبين لم يستلموا علاواتهم منذ آب الماضي، وهي جزء من الـ15 مليون دولار الحصة المستحقة للاعبي كريليا. في حين أن المدرب يوري كازاييف - ابن عم فاليري مدرب دينامو كييف - لم يتسلم أي مبلغ منذ ذلك الحين. ويهدد أعضاء الفريق الآن بمقاطعة أولى مباراته في الدوري التي ستقام السبت إذا لم يتم دفع العلاوات.
ومع الإلحاح الشديد من الدائنين، فقد أمر فلاديمير بوتين، رئيس الوزراء الروسي، نائبه ايغور سيشين المسؤول عن صناعات النفط والغاز، وسيرجي شيميزوف رئيس التكنولوجيات الروسية، المؤسسة التي ترعى كريليا، بايجاد وسيلة لضمان نجاة الأندية. وسبق أن استخدم بوتين أيضاً ما يُعرف بتعبيره الملطف "الموارد الإدارية" لإنقاذ توم تومسك الموسم الماضي. وقال سيشين إنه يجب أن تصل الميزانية السنوية لكريليا إلى 30 مليون دولار حتى يستطيع الوقوف على قدميه. وليس من الواضح بعد أي من الشركات التي سيُطلب منها المساهمة، ولكن ثم انقاذ توم تومسك في الموسم الماضي بعد المساهمة المشتركة من "روزنفت" أكبر شركة نفطية في روسيا، و"غازبورم نفت" التي كانت تعرف باسم "سيبنفت، وشركات أخرى.
وقد خسر بطل دوري الممتاز للموسم الماضي، روبين كازان، الذي سيفتح مبارياته لهذا الموسم الأحد أمام لوكوموتيف موسكو، ما يمكن تأكيده أفضل لاعب في الموسم الماضي، المهاجم الأرجنتيني اليخاندرو دومينغيز الذي عاد إلى زينيث بعد انتهاء فترة إعارته ثم تم بيع خدماته إلى فالنسيا. وعلى رغم أن للنادي نهجاً متماكساً، إلا أنه يأمل أن يكرر فاتح تكية تألقه الذي جلبه من زينيث. فالمهاجم التركي هو اللاعب السادس الذي اشتراه النادي في فترة الانتقالات الشتوية ومن ضمنهم المدافع الاسباني خوردي فيجريراس من سلتا فيغو.
وروبين، الذي كان أكثر تألقاً في الموسم الماضي، مما كان عليه عندما أمن نجاحه بالحصول على اللقب قبل ذلك بعام، فقد عاد بحذر الأحد الماضي عندما استطاع أن يهزم سسكا 1- صفر بطريقة دفاعية رائعة مع هدف لالكسندر بوخاروف ليرفع كأس السوبر الروسي.
والتغييرات المتكررة للمدربين قوضت سسكا العام الماضي، وأنه فقط عندما حل ليونيد سلوتسكي محل خواندي راموس الذي بدوره كان قد وصل محل البرازيلي زيكو، فإن النادي بدأ يحقق قدراً من الاستقرار. وكان ذلك كافياً لتأهله لمرحلة الـ16 في دوري أبطال أوروبا، وفرصته في الدوري الممتاز مشروطة إلى حد ما بالتخلص من الاضطرابات. وقد يكون وصول المهاجم الياباني كيسوكي هوندا محيراً، ولكن من الصعب الاعتقاد بأنه لن يفقد المواهب المتفجرة للمهاجم فاغنر لوف، وسيظل لاعب خط الوسط المتقدم آلن دزاجيوف واحداً من الاحتمالات الأكثر إثارة في عالم كرة القدم. ولكن لدى سسكا مشاكل كبيرة في خط الدفاع، فقد بدأت تظهر على سيرجي إيغناشيفيتش (30 عاماً) علامات التعب خصوصاً ازدياد الضغط المستمر عليه عندما يلعب جنباً إلى جنب مع المنحوس فاسيلي بيرزوتسكي. وسيفتتح مبارياته هذا الموسم عندما يستضيف امكار بيرم الجمعة.
أما سبارتاك موسكو فقد تحسن بشكل كبير بعد بداية صعبة في الموسم الماضي، وذلك بسبب وضع مدربه فاليري كاربين ثقته باللاعبين الشباب، على رغم أن النقاد سيبقى ينظرون ما إذا كانت خيارته القتالية عالية بما فيه الكفاية ليشكل تحدياً حقيقياً، فلدى لاعبه اليكس ميزة الجودة، في حين حصل ويلتون على لقب هداف الدوري للموسم الماضي، ويستكمل خط هجومه البرازيلي الثالث آري الذي وصل من ألكمار. ووصل أيضاً من النادي الهولندي ظهير وسط الجبل الأسود نيكولا درينتش الذي يشاد به على أنه نيمانيا فيديتش الجديد الذي انتقل من سبارتاك إلى مانشستر يونايتد في كانون الأول 2005. ولكن بسبب إصابته بكسر في ساقه أثناء المباريات التحضيرية للموسم الجديد، فإنه من المحتمل أن يبتعد درينتش عن الملاعب لغاية آب المقبل.
في غضون ذلك، ينبغي على زينيث أن يأمل أن الحالة الطويلة غير المستقرة له وقلق الانتقالات بعد الفوز بكأس الاتحاد الأوروبي في 2008 قد انتهت. وقد واصل النادي في سياسة جلب مدربين أجانب مع تعيين لوتشيانو سباليتي الذي كان رائداً في روما. ووقع أربع صفقات في فترة الانتقالات الشتوية، وجميعها من نوعية جيدة التي قد تثبت أن مغامرة الانتقالات التي أغضبت المدرب السابق ديك ادفوكات قد انتهت.
وعاد المهاجم الكسندر كيرزاكوف إلى دينامو موسكو بعد أربع سنوات قضاها مع اشبيلية، مع تحرك لاعب خط الوسط الدولي ايغور سيمشوف في الاتجاه المعاكس. وانضم إلى كيرزاكوف المهاجم الصربي دانكو لازوفيتش من آيندهوفن وحارس المرمى البيلاروسي يوري زيفنوف من سسكا موسكو والظهير الدنماركي مايكل لومب (22 عاماً) من أورهوس.
ومهما حدث في سباق المنافسة على اللقب، فإن أكبر نجاح لكرة القدم الروسية قد يكون في تشرين الثاني عندما تسلط الأضواء بكثافة على الـ16 نادياً