الديون المتزايدة وهروب النجاح يهددان ريال مدريد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
shy; قبل عشر سنوات وصف المراسلون الأجانب في أسبانيا فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد الأسباني لكرة القدم بأنه "رجل العام". ولكن بعد مرور عقد من الزمان ، لا يبدو مرجحا أن يحظى بيريز بنفس التقدير أو نفس اللقب.
وعلى الرغم مما أنفقه بيريز لتدعيم صفوف فريقه قبل بداية الموسم الحالي ، أخفق الفريق مجددا في بطولة دوري أبطال أوروبا وفشل في تخطي الدور الثاني (دور الستة عشر) بعدما تعادل مع ضيفه ليون الفرنسي 1/1 إيابا يوم الأربعاء الماضي بعد فوز الفريق الفرنسي 1/صفر على ملعبه ذهابا.
ويقف بيريز حاليا أمام مفترق طرق خاصة بعد أن وصف بعض الخبراء إدارته المالية للنادي بأنها متهورة في إشارة إلى المبالغ القياسية التي أنفقها للتعاقد مع ثمانية لاعبين فقط قبل بداية الموسم الحالي.
ولكن بيريز ما زال مخلصا لنفسه وسيواصل إظهار قدراته وماله. وفعل بيريز نفس الشيء قبل عشر سنوات من خلال التعاقد مع أبرز النجوم والمدربين.
ويبدو أن هذا السلوك من سماته وطباعه كقطب كبير في مجال التشييد والبناء.
وأوضحت مجلة "فوربس" أن بيريز /63 عاما/ يمتلك ثروة تبلغ 9ر1 مليار دولار ويأتي في المركز 536 بقائمة أغنى الأثرياء على مستوى العالم.
ولكن سيمون تشادويك ، أستاذ التخطيط والتسويق التجاري الرياضي بجامعة كوفنتري ، يرى أن بيريز بحاجة لتغيير أساليبه.
وصرح تشادويك إلى وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) قائلا "الانتقاد الرئيسي لبيريز يجب أن يكون موجها إلى عجرفته في إدارة النادي".
ومن ثم ، فإن التعاقد مع أي نجم آخر لن يوفر الحلول للفريق بعد ست سنوات من الخروج المبكر من البطولة الأوروبية وبالتحديد من دور الستة عشر.
وقال تشادويك "شراء أفضل اللاعبين واستقدام أفضل مدرب لا يضمن النجاح في اللعب أو على المستوى التجاري".
وذكر تشادويك أن ريال مدريد أنفق 252 مليون يورو (نحو 360 مليون دولار) للتعاقد مع لاعبين جدد قبل بداية الموسم.
وأضاف "نموذج بيريز ليس بالضرورة أن يكون صائبا أو مخطئا. إنه إلى حد كبير حالة يعتقد فيها النادي أن بإمكانه التحكم في شيء ما ولكنه ببساطة لا يستطيع ذلك".
وقال تشادويك إن بيريز "اتخذ قرارا بسيطا وواضحا للغاية بالاستثمار الذي تمارسه العديد من الشركات في كل أنحاء العالم بشكل يومي" في إشارة إلى الإنفاق بسخاء على أمل تحقيق إنجاز.
وأضاف "الأمر المهم في الرياضة وخاصة كرة القدم أن هناك متغير واحد لا يمكن التحكم فيه وهو نتيجة المباراة. جمال كرة القدم كمنتج يكمن في أن أحدا لا يعرف النتيجة التي ستؤول إليها المباراة".
وأوضح تشادويك أن ريال مدريد أصبح الآن ثاني أكبر مدين في عالم كرة القدم كما أشار إلى أن الموقف كان من الممكن أن يصبح أكثر سوءا لو لم يتمكن بيريز من بيع بعض الأصول العقارية للنادي خلال فترة رئاسته الأولى لريال مدريد.
وتسبب الخروج المبكر لريال مدريد من دوري الأبطال في فقدان النادي لمبالغ هائلة بلغت 82 مليون دولار هي قيمة الجوائز المالية والتسويق وغيرها.
ومع بلوغ نسبة البطالة في أسبانيا إلى نحو 20 بالمئة ومع مرور البلد بأسوأ فترة ركود له منذ ستة عقود ، تراجع متوسط الحضور الجماهيري في مباريات الفريق على استاد "سانتياجو برنابيو" من 73 ألف و157 مشجعا إلى 67 ألف و461 مشجعا هذا الموسم حسبما أشارت مجلة "سبورت بيزنس" كما تراجعت مبيعات قميص النادي.
وقال تشادويك إن "نموذج فلورنتينو (بيريز)" يقود ريال مدريد بصورة خاصة والكرة الأوروبية بشكل عام إلى نهاية مميتة.
وأوضح "لقد حبس النادي بشكل أساسي ، سواء على مستوى اللعب أو المستوى التجاري ، في نموذج يتطلب اكتساب إمكانيات لعب عالية ثابتة ومستمرة".
وقال "النادي يبدو معرضا بشدة للمعاناة من الضغوط المالية وخاصة في ظل ضغوط التضخم في سوق الانتقالات والتي أحدثها بيريز بنفسه عندما تعاقد مع كريستيانو رونالدو".
ويرى تشادويك أن قرارات بيريز تتسم دائما بأنها قصيرة الأجل. وقال "يبدو ريال مدريد وكأنه في صراع دائم لإخماد الحريق ، يتعاقد مع مدرب أفضل ولاعبين أفضل ويحاول تحقيق النجاح ، وهكذا".
وأضاف أن هذه الأمور تفرض نفقات وتكاليف على النادي مما لا يسمح للنادي بتحقيق قوته التجارية ويحدث نوعا من عدم الاستقرار لا يشجع على وجود فريق قوي.
ويظهر الحل المطلوب لهذه المشكلة في الدوري الألماني (بوندسليجا).
وقال تشادويك "الأندية الألمانية لا تخضع بشكل كبير للضغوط السياسية التي تظهر بوضوح على أندية مثل ريال مدريد وبرشلونة كما لا تخضع لضغوط ملاكها وهي المشكلة التي تواجهها أندية أخرى مثل مانشستر يونايتد وتشيلسي".
وأضاف أن الأندية الألمانية تسير بشكل ضمني طبقا لإجماع المشجعين وليس طبقا للضغوط السياسية أو التجارية.