الإصابة مؤلمة لبيكهام... ولكن ليس لإنكلترا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
روميو روفائيل من لندن: يبدو أن الجدل الدائر حول مشاركة ديفيد بيكهام مع انكلترا في نهائيات كأس العالم من عدمها قد انتهى. أما السؤال المطروح الآن فهو ما إذا كان سيسمح له الوقت للعب في أعلى المستويات من جديد؟
وبينما كان بعض المراقبين يكرر أنه يجب ألا يكون له مقعد في طائرة المدرب فابيو كابيلو إلى جنوب افريقيا، فإنه سيكون هناك نفاق على نطاق واسع لانضمام هؤلاء إلى الحداد والبكاء على غيابه بعد إصابته بتمزق في وتر العرقوب خلال مباراة ميلان ضد كييفو فيرونا في الدوري الايطالي مساء الأحد الماضي.
ومع ذلك، فإن الإصابة تعتبر ضمن السياق المهني. وجزء من المشاركة الشخصية لهذه القصة يجب أن تكون هناك املاءات الحزن والتعاطف مع لاعب محترف من الطراز الذي كان قد علّق آماله على أن يصبح أول لاعب في التاريخ يمثل انكلترا في أربع نهائيات لكأس العالم.
ومن المفهوم أن يكون بيكهام كئيباً ومحطماً عندما توجه يوم الاثنين إلى فنلندا لإجراء عملية جراحية للإصابة التي يخشاها جميع الرياضيين. ومن الممكن أن تعود الإصابة مرة ثانية، وغالباً حتى من دون وجود ضغط على اللاعب أو مخاشنته، كما حدث لبيكهام يوم الأحد. ويمكن أن تكون لها عواقب تهديد حياته المهنية، وحسرته الأكبر ستكون أنه من غير المرجح أن يضيف رقماً آخر إلى الـ115 مباراة دولية له واختتام حلمه برفع كأس العالم في 11 تموز في "سوكر سيتي" في جوهانسبرغ الذي لم يتحقق.
وسبق لبيكهام أن أظهر قوة التحمل بصورة استثنائية عندما أعاد بناء لياقته ليعود إلى منتخب بلاده بعدما نفاه المدرب السابق ستيف مكلارين عندما قام بعملية تجميلية في تشكيلة انكلترا، واستقالته من منصب كابتن المنتخب عندما خرجت انكلترا من نهائيات كأس العالم في عام 2006 في بادن بادن. وإصابته هذه تعني أنه سوف لن تكون هناك المزيد من المحاولات للعودة إلى منتخبه الوطني، بعدما كانت طموحاته أن يقدم مساهمة أخيرة وكبيرة في إحدى البطولات الكبرى. وكان يأمل أن نصيبه سيسمح له بالتعويض عن طرده من المباراة ضد الأرجنتين في مونديال فرنسا 1998، والإصابة في اليابان في عام 2002، وإهداره لركلة جزاء وتقديمه أداء سيئاً بعد سنتين في البرتغال ومساهماته المنخفضة نسبياً في المانيا عام 2006.
وكان دائماً الفكرة الخيالية لأنصار منتخب انكلترا رغم تقدمه في العمر (34 عاماً) وانخفاض قوته. ورغم هذا الخزان الضخم من العاطفة التي تلقاها من هؤلاء المشجعين، إلا أنه لا يمكن أن يكون في تشكيلة كابيلو التي تستعد قواته لبدء حملتها في نهائيات كأس العالم ضد الولايات المتحدة في روستنبرغ يوم 12 حزيران المقبل.
ويقوم بيكهام تلقائياً خارج أرض الملعب بأعمال دعائية وشخصية لأنه يحبها، وفقط أظهر يوم الأربعاء الماضي في أولد ترافورد توهجه لتعزيز مكانته عندما لف رقبته بالوشاح الأخضر والذهبي، رمز المحتجين على عائلة غليز المالكة لمانشستر يونايتد. الصورة التي كانت العناوين البارزة في وسائل الإعلام كافة، رغم دفاعه عن أنه لا يود أن يميل إلى أي جانب، إلا أنه كان مستعداً أكثر للمقايضة.
وكان كابتن انكلترا السابق مهذباً دائماً مع المشجعين عندما كان يشارك مع منتخب بلاده، حتى عندما كان شاهداً للتملق الخانق تقريباً الذي تعرض له في اليابان، وتعامل مع هذا الاهتمام الزائد به بالصبر والكرامة، مشيراً إلى شعبية منتخب انكلترا.
وكان بيكهام السفير المثالي لكرة القدم الانكليزية. وهذا هو السبب الوحيد الذي استخدمه العديد من أنصاره لتبرير إدراج اسمه في التشكيلة الذاهبة إلى جنوب افريقيا. وحتى الآن، وبعدما لم تعد له فائدة لضمه إلى التشكيلة الأساسية لانكلترا، إلا أنه ما زال يعتبر أكبر شخصية لها شعبية خالدة. ورغم أن معظم حياته المهنية الدولية في الفترة الأخيرة تكونت من مشاركته بديلاً، إلا أنه تم استقباله دائماً مع هتافات صاخبة، كما ظهر ذلك في مباراته ضد مصر في استاد ويمبلي مؤخراً. ولكن ستكون لديه لحظات رائعة التي سيتذكرها بكل استحقاق إذا كانت هذه هي نهاية مشوار النجم الرائع، مثل الركلة الحرة ضد اليونان في آخر لحظة من المباراة في أولد ترافورد التي سجل منها هدفاً أهلت انكلترا إلى نهائيات كأس العالم لعام 2002، وركلة الجزاء ضد الأرجنتين في ملعب مدينة ساوبور المشحون في اليابان. واستمتع المشجعون الانكليز بالفعل بتلك اللحظات السحرية سواء اشتروا العلامة التجارية لبيكهام أم لا.
وعندما يكون مفهوماً وضع المشاعر والعاطفة على جانب واحد فقط، فماذا بقي بالنسبة إلى سياق كرة القدم؟ ففي هذا الواقع القاسي فإن كرة القدم الانكليزية فقدت فعلاً لاعباً واحداً في تشكيلتها والذي - إذا لم تطرأ ظروف استثنائية - لا يمكنه أن يشارك أساسياً في أي مباراة في نهائيات كأس العالم. وهنا لا ينبغي أن ننسى أي شخص يرغب في تصوير أن إصابة بيكهام هي جروح خطرة لطموحات انكلترا. فظروف جنوب افريقيا ستصلح للوتيرة والضغط المتواصل الذي يقدمه من أمثال ثيو والكوت وارنون لينون، رغم حقيقة أن جناح توتنهام ما زال يكافح لاستعادة لياقته، وهي المسألة التي ينبغي أن تثير قلقاً كبيراً لكابيلو بدلاً من غياب بيكهام.
وإذا اعطي الخيار للمدرب البراغماتي فإنه سيأخذ معه لينون سليماً بدلاً من بيكهام متعافياً. أما غيوم الإصابة التي تحوم حول آشلي كول وريو فرديناند فمن المرجح أن تجعل الايطالي متوتراً أكثر بكثير من إصابة بيكهام.
ولم يكن بيكهام سريعاً أبداً حتى عندما كان في أوج عظمته، وبما أن هذا قد انتهى الآن، فهل كان بإمكانه إلحاق الضرر بخصوم منتخب انكلترا الخطرين الذين يأمل أن يواجههم في المراحل الأخيرة من الصراع في جنوب افريقيا؟ بعض النقاد الانكليز لم يكن مقتنعاً بذلك أبداً.
ومع إصرار كابيلو باللعب بمهاجمين اثنين، وبالتالي "توديع" ستيفن جيرارد دوره التقليدي في منتخب بلاده والانتقال إلى الجانب الأيسر، فإنه يبدو أن المدرب قد فكر جدياً باستخدام جيمس ميلنر لاعب استون فيلا على الجهة اليمنى إذا فشل لينون في إستعادة لياقته ولم يستطع والكوت العودة إلى تألقه المعهود. ويمكن لميلنر أن يوفر الجودة من تلك الجهة ولديه قابلية التكيّف التي من شأنها أن تجعله مكسباً عظيماً لانكلترا هذا الصيف.
ورغم الأسف لإصابة بيكهام هذه، إلا أنه لا ينبغي أن تمثل أي شيء غير قلق طفيف لكابيلو الذي بدأ يبلور أفكاره الآن حول التشكيلة النهائية. وبما أن الأبواب أغلقت في وجه بيكهام، إلا أنها قد تفتح أمام اسم بعيد الاحتمال. فماذا عن اللاعب الموهوب في مانشستر سيتي آدم جونسون؟ قد يركز الايطالي بصره عليه بوعي أكثر الآن. وقد تكون إشارة أولئك المراقبين الذين كانوا يناضلون للحكم بشأن ما إذا كان يجب أن يذهب بيكهام إلى جنوب افريقيا، الذين تراجعوا عن خيارهم الافتراضي "انه سيكون جيداً وجود بيكهام مع التشكيلة"، معقولة، خصوصاً بعدما تبين أنه أظهر تواضعه وبكل سعادة للعودة إلى كونه لاعباً في المنتخب بعد تخليه عن شارة كابتن الفريق. ولكن جميع هؤلاء اللاعبين محترفون متمرسون، والجزء الأكبر من المشورة المهمة سيأتي دائماً من كابيلو وليس من بيكهام.
ويعتقد بعض النقاد أنه حتى قبل هذه الإصابة فإنه كان يجب عدم اختيار بيكهام ضمن التشكيلة بسبب أنه يجب على منتخب انكلترا أن يكون واثقاً من نفسه بما فيه الكفاية ولا يشعر أنه بحاجة إلى ضم أحدهم فقط على أساس أنه قد يكسب ركلة ركنية أو ركلة حرة في موقف خطر. رغم أنهم يكنون كل الاحترام لمهنية بيكهام التي لم تتضاءل، خصوصاً بعد الطريقة التي ناضل بها من أجل اللعب لبلاده مرة أخرى بعدما شوهد يذرف الدموع عند مغادرته بادن بادن، ولكن الوقت الذي كان لديه تأثير دولي كبير قد انتهى.
ومع ذلك، لانكلترا وكابيلو، يعني أن هذا العالم، في نهاية المطاف، يمكنه أن يتحرك من دون ديفيد بيكهام.
بيكهام دولياً في سطور
شارك للمرة الأولى ضد مالدوفا في 1/9/1996، فازت انكلترا 3- صفر.
شارك للمرة الأخيرة ضد بيلاروس في 14/10/2009، فازت انكلترا 3- صفر.
شارك مع منتخب بلاده في 115 مرة ويأتي ثانياً في عدد المشاركات بعد حارس المرمى الأسطورة بيتر شيلتون (125 مرة).
سجل 17 هدفاً، وفاز في 68 مباراة وتعادل في 26 وخسر 21 مباراة
مدى جدية إصابة بيكهام
يقول المعلقون الكرويون إن تحقيق ديفيد بيكهام لحلمه بالمشاركة في رابع نهائيات كأس العالم قد انتهى بعد اصابته بتمزق في وتر العرقوب.
إنها إصابة خطرة نسبياً وهي شائعة بين الرياضيين. ويعتبر وتر العرقوب كبيراً ويتكون من عصابة قوية من الأنسجة التي تربط عضلات الساق في الجزء الخلفي من الجزء الأسفل من الساق بالعظام في كعب القدم.
كيف تحدث الإصابة؟
رغم أن الوتر قوي بشكل لا يصدق، إلا أنه في أغلب الأحيان يحصل تمزق في وتر الجسم - ويتخوف العدائون خصوصاً من تمزق في وتر العرقوب. فالإفراط، مثل البدء بالعدو بسرعة كبيرة جداً أو الزيادة السريعة في التدريب، يضع الرياضي في خطر أكبر لتمزق الوتر.
وعندما يحدث التمزق يشعر الرياضي بألم حاد ومفاجئ، كما له انه تعرض لشيء في الجزء الخلفي من الساق. وهذا غالباً ما يكون مصحوباً بتصدع مدوٍ أو قرقعة، عندها لن يكون الرياضي قادراً على المشي بشكل سليم وغير قادر على الوقوف على طرف إصبع القدم. وقد يكون هناك شعور بوجود فجوة في الوتر وسيكون هناك الكثير من التورم.
كيف يتم معالجة الإصابة؟
التمزق الكامل، مثل حالة بيكهام، عادة ما يعني اجراء عملية جراحية تعقبها أسابيع من إعادة التأهيل مع عدم وجود ضمانة للشفاء الكامل. أما التمزقات الطفيفة، فقد تتطلب الراحة وإعادة التأهيل فقط.
ومن المقرر أن يكون بيكهام قد أجرى العملية الجراحية في عيادة هلسنكي المتخصصة في عمليات الركبة بقيادة الدكتور ساكاري أورافا، بعدما وصل إلى فنلندا مساء الاثنين.
وتنطوي العملية على إعادة خياطة نهائيات تمزقات الأوتار معاً حتى يمكن التئامها. وبعد العملية، التي قد تستغرق حوالى ساعة كاملة، يضع سبكا أو دعامة على الساق المصابة للمساعدة على تضميد الجروح.
ما هي التوقعات؟
أعطى الدكتور أورافا توقعات قاتمة عن آمال تعافي بيكهام في الوقت المناسب للمشاركة في نهائيات كأس العالم، موضحاً أنه قد يتم شفاؤه في منتصف حزيران المقبل قبل أن يتمكن من استئناف التدريب. وعلى الأقل شهراً آخر قبل أن يتمكن من العودة الخفيفة إلى الملاعب.
واضاف أورافا أنه قد يستغرق الوقت حوالى ثلاثة أشهر منذ بدء اللاعب بركل الكرة إلى ممارسة رياضته المفضلة. ومن أجل الأداء الأفضل وركلات الكرة والقفز، فربما يستغرق الوقت أكثر من شهر واحد، ثلاثة أو أربعة أشهر قبل أن يكون اللاعب قادراً على ممارسة خفيفة للعبة. وإذا كان هناك أي ضعف، خصوصاً إذا كان التمزق كاملاً في وتر العرقوب، عندها يمكن أخذ النسيج الحي من الساق ووضعه حول موضع الإصابة لجعل الساق أقوى. وهذا النوع من الاجراءات سبق أن تم التخطيط لها.
ويعتقد أورافا أن ما يصل إلى ثلاثة من كل 100 شخص الذين يخضعون لمثل هذه الجراحة معرضون لخطر إعادة تمزق الوتر. وكما هي الحال مع أي عملية جراحية أخرى، فهناك أيضاً مخاطر من حدوث مضاعفات مثل العدوى والجلطات الدموية الخطرة.
التعليقات
اللهم لا شماتة
hasun -خصوصا في الألام والمصائب, ولكنا زهقنا ححياتنا من هذا المدعوا بيكام, نشاهده طول اليوم وفي كل المحطات, ومدري على شو واخذ هل شهرة, فهوا لم يقدم شيء حتى الأن, يعني لا بطولة العالم ولا بطولة اوروبا ولا حتى بطولة فريق محلي, بالإضافة إلى أنه جشع جدا للمال..فهوا مو تارك دعاية ومو نازل فيها.. .
متى يروح
محمود -بيكهام لاعب فاشل ومصدق نفسه موديل مع زوجته اللي تشبه الهيكل العظمي