رياضة

الحياة وردية لنجم مانشستر يونايتد بعد تجاهله تشلسي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ينبغي لأنصار مانشستر يونايتد الذين يشعرون بأن جي سونغ بارك قد اكتسب حديثاً براعة تسجيله للأهداف المهمة، أن يفتحوا الكمبيوتر والذهاب رأساً إلى مواقع الـ"يوتيوب".

التاريخ كان 12 حزيران 2002، وكان بارك يشارك مع منتخب كوريا الجنوبية ضد البرتغال في نهائيات كأس العالم التي اقيمت على أرض بلاده. وكانت المباراة تسير إلى التعادل السلبي حتى الدقيقة الـ71 عندما استلم اللاعب البالغ آنذاك الـ21 عاماً الكرة في وسط الملعب الذي سيطر عليها بصدره وبحركة سريعة من قدمه اليمنى تخلص من خصمه وركل الكرة بقدمه اليسرى صاروخية في المرمى.

لقد كان هدفاً رائعاً، مذكراً بجهد الهولندي دينيس بيرغكامب عندما سجل هدفاً في مرمى الأرجنتين في مرسيليا قبل أربع سنوات من هذا الحدث. سجل بارك هدفه أمام رئيس بلاده، وكان هدفاً قاتلاً أيضاً إذ آمن تأهل كوريا الجنوبية إلى الدور الثاني، وقال في وقتها: "إنها أهم لحظة في حياتي"، ولكن ليس معروفاً الآن إذا بقيت هي أهم لحظة في حياته حتى اليوم!

الفائز ثلاث مرات بدوري الممتاز الانكليزي ودوري أبطال أوروبا وكأس أندية العالم، فإن الحياة المهنية لبارك قد انتقلت خلال التروس في الآونة الأخيرة. ففي يوم الأحد الماضي سجل هدف الفوز لناديه ضد ليفربول، وكان هذا انجازاً كبيراً آخر، أقلها أن ناديه تصدر الدوري الآن وأصبح المرشح الأقوى للفوز به هذا الموسم أيضاً. وأنصار الشياطين الحمر لا ينسون أبداً اللاعب الذي يقوم بمثل هذا العمل الرائع لناديهم. وقد يكون ذلك هو أحد الأسباب الذي يتذكرون اللاعب التعيس (في ذلك الوقت) دييغو فورلان باعتزاز. وإذ كان حب جماهير مانشستر يونايتد ينمو ببطء، إلا أن بارك كان دائماً محل تقدير واحترام مديره الفني السير اليكس فيرغسون، فمنذ فترة طويلة في بداية الموسم 2005/2006 فإن فيرغسون كان يتحدث عن بارك باعتباره جزءاً لا يتجزأ من الهجوم الثلاثي الذي ضم أيضاً واين روني وكريستيانو رونالدو. والآن فإن اللاعب البالغ الـ29 عاماً يعتبر واحداً من لاعبي فيرغسون الأكثر خبرة. وفي هذا الصيف سيلعب بارك للمرة الثالثة في نهائيات كأس العالم، وهو يلعب لمدة عشر سنوات دولياً منذ أن تم اختياره للمرة الأولى في تشكيلة الفريق الأولمبي عام 2000 عندما كان يدرس مادة الاقتصاد في الجامعة في سوون. وكان قد شارك أيضاً في ثلاث نهائيات لدوري أبطال أوروبا، كانت الأولى مع ايندهوفن الهولندي في عام 2005.

وربما كان من المستغرب قليلاً أنه بدأ يقدم مساهماته الحاسمة خلال العام الماضي أو نحو ذلك. فهدفه برأسية رائعة ضد ليفربول جاء على خلفية هدفه في مرمى ارسنال عندما فاز مانشستر يونايتد في مباراة الدوري في "استاد الإمارات" في كانون الثاني الماضي. وسجل لفريقه هدف الافتتاح في الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا في المباراة التي جرت بينهما في شمال لندن في الموسم الماضي. وقال فيرغسون عنه: "هو واحد من اللاعبين الأكثر فعالية منذ فترة طويلة. إنه لا يثير أي ضجة حول ذلك. ولا أود أن أكون من دونه في هذه الأيام". وبارك هو الآن كابتن لمنتخب بلاده، ويعتبر الرياضي الكوري الجنوبي الأكثر شهرة.

وبعد نهائيات كأس العالم 2002، سرق زميله اهن جونغ هوان الكثير من الأضواء وحصل في نهاية المطاف على الانتقال الدائم إلى أندية أوروبا. ولكن في حين كان اهن في ميتز الفرنسي ودويسبورغ الألماني المتواضعين، ثبت بارك قدميه ببطء في ايندهوفن في ظل توجيهات مدرب منتخب كوريا الجنوبية السابق غوس هيدينك. ومازال بارك يصف هيدينك أنه كان له التأثير الأكبر على حياته. ولكن ما هو غير معروف على نطاق واسع، هو أن الرجلين اختلفا لفترة وجيزة عندما تجنب بارك الانتقال إلى تشلسي في عام 2005. إذ استدرك اللاعب الكوري: "شعرت بأنني قد خنت هيدينك عندما قررت الذهاب إلى مانشستر يونايتد. كنت أعرف أنه يريدني البقاء (في ايندهوفن ثم الانتقال إلى تشلسي في وقت لاحق)، لذا فإنني وجدت صعوبة في ذلك".

ومن المتوقع أن العديد من مراقبي الدوري الممتاز كانوا يفترضون أنه إذا تم احضار بارك إلى أولد ترافورد فإنه سيستخدم حاملاً لقمصان مانشستر يونايتد والانتقال بها وبيعها كسلع تجارية في كوريا. وبالتأكيد فإن بارك قد ساعد على ذلك. فمن جميع شركاء الشياطين الحمر في آسيا، فإن للموجودين في كوريا الجنوبية أكثر قيمة. والهستيريا التي تنطلق عندما يزور مانشستر يونايتد سيول في مرحلة ما قبل بدء موسم الدوري الممتاز، تفوق أي تجربة، على سبيل المثال، في الصين وماليزيا وتايلاند.

وفي هذا الجزء من الشرق الأقصى وحده، هناك 250 ألف حامل لبطاقة ائتمان مانشستر يونايتد. وفي آخر احصاء فإن عدد الأعضاء الدافعين لاشتراكاتهم في "نادي مشجعي بارك" بلغ ما يقرب من 100 ألف شخص.

وبعدما عانى من اصابتين خطيرتين في الركبة في حياته المهنية - واحدة مع ايندهوفن والاخرى مع مانشستر يونايتد - فربما يكون قد اتخذ بعض الوقت لتقدير قيمة بارك كلاعب كرة القدم بشكل كامل. ومع ذلك، فإن أندية مثل ميلان يعرف كل ما يجرب أن تعرفه عن المهاجم الكوري، ففي مباراتي الذهاب والاياب في فوز مانشستر يونايتد على النادي الايطالي في دوري أبطال أوروبا، فإن بارك كان يراقب صانع الألعاب أندريا بيرلو واستطاع أن يحد من خطورته بشكل كبير.

وعلى رغم كل هذا، إلا أن بارك أوحى أن لا أحد يتعرف عليه عندما يمشي في شوارع انكلترا. ولكن من الصعب جداً تصديق مثل هذا التصريح، إلا إذا كان بكل بساطة لا يخرج من بيته.

وأياً كانت الحال، فالجميع يعترف به كشخصية محورية على أرض الملعب، وهذا ليس قبل فوات الآوان

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف