"الفرسان الحمر" يواصلون المؤامرة على مان يوناتيد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بالنسبة إلى السير اليكس فيرغسون فإن الأسبوعين المقبلين هما الأكثر أهمية له في هذا الموسم حتى الآن. فبعد خسارته 2-1 أمام تشلسي في أولد ترافورد ، فإن مانشستر يونايتد سيلتقي بايرن ميونيخ في مباراة اياب الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا ثم يسافر إلى بلاكبيرن في مباراة في الدوري الممتاز وبعدها يحل ضيفاً على جاره اللدود مانشستر سيتي. وكل هذه المباريات من دون مهاجم وهداف الشياطين الحمر المميز واين روني.
وبعيداً عن الأحداث على أرض الملعب، فالمعركة أكثر أهمية بالنسبة إلى مستقبل ملكية النادي قد وصلت إلى نقطة حرجة أيضاً. فعلى رغم إعلان مجموعة "ريد نايتز" (الفرسان الحمر) مؤخراً أنه لن يكون هناك أي محاولة للاستيلاء على مانشستر يونايتد حتى نهاية هذا الموسم، إلا أن حملة انتزاع السيطرة من عائلة غيلزر الأميركية واصلت استقطاب الزخم. ففي وقت سابق من الأسبوع الماضي عقدت قيادات "ريد نايتز" اجتماعات استراتيجية رئيسية لمناقشة الهيكل النهائي للعرض الذي وضعه بنك نومورا الياباني للاستثمار ومجموعة "فريشفيلدز" للمحاماة التي مقرها المركز المالي في العاصمة البريطانية.
ووفقاً لمصادر وثيقة من داخل المناقشات، فإن الخيار المفضل الآن هو محاولة العمل للحصول على 1.2 بليون جنيه استرليني على مرحلتين: فبعدما قررت "الفرسان" الإبقاء على سندات الـ500 مليون استرليني التي استخدمتها عائلة غليزر مؤخراً لتمويل ديونها، فإنها بدأت تناقش خطة يتم بموجبها الحصول على ثلثي المبلغ الـ700 مليون استرليني المتبقي من 30 أو 40 من الأنصار الأثرياء جداً للنادي. أما الثلث الأخير فسيتم جمعه من تبرعات مشجعي النادي العاديين. وتؤكد المجموعة أنهم سيقترضون المال، إذا لزم الأمر، لاستكمال مبلغ العرض.
وفي المرحلة الثانية، وعندما يتم ضمان امتلاك النادي، فسينطلق عرض للمشاركة العامة، حيث يسمح لأنصاره لامتلاك حصة في ناديهم. وفي حال الاتفاق على الهيكل الأساسي، فسيبدأ نومورا بالعمل، ربما خلال هذا الأسبوع، بمطالبة الأغنياء الـ30 أو الـ40 بتنفيذ وعودهم بدفع حصصهم من المبلغ.
ولم يتم حتى الآن سوى معرفة أربعة أشخاص من مجموعة "الفرسان" وهم جيم أونيل رئيس البحوث الاقتصادية العالمية في بنك غولدمان ساكس، وهو من مؤيدي مانشستر يونايتد مدى الحياة، وبول مارشال من صندوق تحوط مارشال ويس الذي يعتبر واحداً من أكبر الصناديق في مركز الأعمال المالية والتجارية في لندن وتحت إدارته حوالي ثمانية بلايين دولار، ثم رولينسون مارك من "فريشفيلدز" وداوسون غاي من "نومورا".
ولجميع هؤلاء الأربع سمعة كبيرة في مركز الأعمال المالية والتجارية في لندن، وربما الأهم من ذلك هي الاعتماد على أونيل، الذي كان عضواً في مجلس إدارة مانشستر يونايتد في الوقت الذي استولت عائلة غليزر عليه في 2005، ويعتبر من الأصدقاء المقربين للسير اليكس فيرغسون والرئيس التنفيذي ديفيد جيل.
ولكن حتى لو أمكن لهذه المجموعة الغنية من مشجعي الشياطين الحمر من جمع الأموال، فهل ستبيع العائلة الأميركية النادي؟ فعلى رغم الشائعات عن مشاكلها المالية في الولايات المتحدة، فإن غليزر تصر علناً أنها ستبقى في أولد ترافورد على المدى الطويل - في الحقيقة ينبغي عليها قول ذلك - كما أنها ترسل رسائل خاصة إلى "الفرسان" بالمحتوى نفسه. فمصرف روتشيلد للاستثمار، الذي نصح عائلة غليزر بالاستيلاء على أولد ترافورد بمبلغ 800 مليون استرليني، لم يكن متحفظاً في هذه المرحلة، وفُهم أنه أجرى اتصالات غير رسمية خلال الأسابيع الماضية مع "نايتز" ليؤكد لها أنها تضيع وقتها.
وعلاوة على ذلك، كما يشير النادي، فإن مانشستر يونايتد تحت ملكية عائلة غليزر ليس مجرد قصة من الكوارث. فمنذ الاستيلاء عليه، فاز فريق السير اليكس بدوري أبطال أوروبا وثلاث مرات متتالية بدوري الممتاز الانكليزي وزادت الايرادات بنسبة 65 في المئة. وحتى يومنا هذا فقد صرف فقط 23 مليون استرليني على رغم أنه تجدر الإشارة إلى أن اصدار السندات تسمح للعائلة لإخراج ملايين عدة أكثر من النادي في المستقبل.
وبالتالي فإن الأسئلة الرئيسية التي تطرح نفسها هي:
هل يمكن للمشجعين من جمع الأموال اللازمة فعلاً لإقناع عائلة غليزر بالريح؟
حتى يرى المراقبون لون مبالغ "الفرسان" الذي من المستحيل التنبؤ بها، فإنه من الصعب جداً أن يحصل المشجعين العاديين على مبالغ معينة للقيام بإمتلاكهم للنادي بمفردهم. فقد بينت دراسة لاحصاء حديث أن 83 في المئة من المشجعين مستعدين لدفع ما متوسطه 600 جنيه استرليني من أجل الاستيلاء عليه. ومع توقيع 150 ألف من أنصاره مع "اتحاد أنصار مانشستر يونايتد" فقد يصل مجموع المبلغ إلى 90 مليون استرليني، أي ما نسبته 7.5 في المئة من المبلغ المطلوب. وعلى رغم أنه لا يمكن الاستهانة بهذا المبلغ، إلا أن على المشجعين أن يكونوا مستعدين لدفع الآلاف والآلاف من الجنيهات وليس المئات.
وحتى لو نجحت مجموعة "الفرسان"، فما الذي سيتغير في الواقع؟
إذا كان مقبولاً أن مانشستر يونايتد يبلي بلاء حسناً على أرض الملعب، على رغم بيعه كريستيانو رونالدو إلى ريال مدريد، والنادي يربح المزيد من الأموال من أي وقت مضى، فإن محك القضية هي الديون الـ716 مليون استرليني التي أثقلتها عائلة غليزر على النادي. فإن "الفرسان" تقول إنها ستبقي على سندات الـ500 مليون استرليني. إلا أن مدفوعات استنزاف الفائدة البالغة حوالي 60 مليوناً التي تخرج من النادي سنوياً سوف لن تتوقف. وستحتاج المشاكل على المدى البعيد - استبدال فيرغسون وإعادة بناء الفريق - إلى المزيد من الأموال لحلها.
وهل سيسلم أثرياء "نايتز" النادي للمشجعين؟
الرجال الأغنياء لا يصبحون أثرياء من خلال العمل الخيري، فهم يتوقعون عائدات وأرباحاً. والتحدي الذي سيواجهه أونيل وزملاءه الأغنياء هو اقناع أصحاب الملايين لوضع ثرواتهم في النادي ومن ثم السماح لهم ببيع أسهمهم إلى أنصاره مع القليل من الأرباح إذا كانت متوفرة.
أليس هناك خطورة من أن مانشستر يونايتد مجرد يستبدل مجموعة غنية واحدة بأخرى؟
في الوقت الراهن، يشعر معظم مشجعي مانشستر يونايتد بالقلق من النتائج على أرض الملعب، خصوصاً أن ناديهم لديه الفرصة لتحقيق الفوز بدوري أبطال أوروبا والدوري الممتاز هذا الموسم معاً، لذلك فهم يتركون الأمور خارج أرض الملعب لـ"فرسانهم" لقيادة الهجوم.
وستأتي اللحظة الحاسمة عندما يصبح واضحاً أن مبلغ الـ80 مليون استرليني الذي حصله النادي من صفقة بيع رونالد قد تم صرفه. فقد تبين نشر النتائج الفصلية - واحدة من متطلبات اصدار سندات - لبورصة لوكسمبورغ في نهاية الشهر الجاري أن المبلغ ما زال موجوداً في البنك. ولكن إذا - كما يشتبه الجميع بذلك - استخدم هذا المبلغ في نهاية المطاف لدفع قروض عائلة غليزر العينية البالغة 202 مليون استرليني، وليس تعزيز فريق فيرغسون هذا الصيف، فإنه هذا هو بيت القصيد عندما يمكن أن تبدأ الأمور مثيرة للاهتمام بالفعل