رياضة

هل ستضخ الأموال في مانشستر يونايتد بعد المصيبة الأخيرة؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الخسارة الكبيرة التي مني بها مانشستر يونايتد وتسببت في خروجه من دوري أبطال أوروبا والتراجع في سباق المنافسة على لقب الدوري الممتاز، يسلطان الضوء على الحاجة إلى حقن مبالغ مالية ضخمة بالإضافة إلى نوعية موهوبة من اللاعبين في أولد ترافورد.

فنتائج مبارياته على مدى الأسبوعين الماضيين، التي لم ترق إلى المستوى المطلوب - خسارته في ثلاث مباريات متتالية وتعادله في مباراة واحدة - لم تأت فقط بسبب إصابة مهاجمه واين روني التي أجبرته على الابتعاد عن الملاعب. إذ سبق أن حذر بعض المراقبين منذ بداية الموسم على أن مانشستر يونايتد سيلاقي صعوبة وسيناضل من أجل تسجيل الأهداف من دون وجود روني. ولكنه يبدو أن مشكلته هي أعمق من مجرد الاعتماد المفرط على لاعب واحد، إذ تم اقصاؤه من دوري أبطال أوروبا في أولد ترافورد مؤخراً وفشل في الفوز على بلاكبيرن (تعادلا سلبياً) يوم الأحد الماضي.

وحتى مع وجود روني في تشكيلته، فإن جرس الانذار كان يدق لفترة طويلة هذا الموسم، موحياً إلى أن النادي قد "اصطدم بالجدار". فعلى مدى السنوات العشرين الماضية، فإنه قلما كان المرء يتابع مطاردة مانشستر يونايتد للفوز في مباراة في مثل هذه المرحلة من الموسم، فقد كانت القضية دائماً "متى سيفوز" بدلاً من "إذا فاز"، وكان فعلاً يسجل أهدافاً للفوز بمثل هذه المباريات، إلا أن ذلك لم يحدث في مباراته ضد بلاكبيرن. وكان أفضل لاعبه هو الظهير الأيمن غاري نيفيل الذي بالكاد كان يقوم الفريق الخصم بمهاجمته والحد من خطورته. إذ فجأة ظهرت نظرة الشياطين الحمر قصيرة في مباراة حاسمة. وعندما تقدر أعمار لاعبي خط وسط لأي فريق بين 35 و36 عاماً، فإن الأمر لا مفر منه بعدم استطاعتهم اللحاق بركب المباراة.

وإذا كانت لدى السير اليكس فيرغسون مشكلة واحدة في فريقه، فكان يمكنه أن ينفق 30 مليون جنيه استرليني لشراء خدمات لاعب واحد لحلها. ولكن عندما تكون المشاكل في معظم مراكز الفريق، فهناك قصة مختلفة. وإعادة بناء مانشستر يونايتد من هذا المنطلق سيكون صعباً بشكل هائل.

فالظهيران ريو فرديناند ونيمانيا فيديتش عانيا من الاصابة لفترة طويلة هذا الموسم، في حين أن نيفيل ورايان غيغز وبول سكولز غير قادرين على انتاج أداءهم الرائع عندما كانوا أصغر سناً. وفي خط الهجوم، حيث سبق أن كان لمانشستر يونايتد أربعة مهاجمين، فلديه الآن اثنان، واين روني وديميتار برباتوف. والأخير لا يسجل أهدافاً في الوقت الحاضر. وليس لدى فيرغسون خيارات من بين اللاعبين الاحتياط، ولا يوجد الشابان غيغز وسكولز عندما كانا يتقدمان لتهديد اللاعبين الأكبر سناً.

وعندما يريد أي مدير فني أن يغير تشكيلة فريقه والبدء من جديد، فإنه قد يلاقي صعوبة في تنفيذ ذلك. ولكن إعادة البناء المقبلة لفيرغسون ستكون أصعب من سابقاتها بكثير، لأن لا أحد يعرف ما إذا كان المال متوافراً لديه لتحقيق ذلك. وهناك أوجه الشبه في أولد ترافورد بما حدث في أنفيلد مطلع تسعينات القرن الماضي، عندما اقتضت الضرورة أن تتغير تشكيلة ليفربول الذي أحرز لقب الدوري عام 1990. ولكنه على رغم أنه كان محظوظاً بشكل لا يصدق في سوق الانتقالات لمدة 25 عاماً، إلا أنه أصبح فجأة غير محظوظاً، ولذلك يمكن القول إن ليفربول لم يستطع ان يسترد قوته وعافيته منذ ذلك الحين.

عشرون عاماً مضت ومازال ليفربول لم يفز بلقب الدوري الممتاز. وعلى رغم أن المرء لا يتوقع أن يحدث هذا لمانشستر يونايتد، إلا أنه بلا شك هذه هي اللحظة الحاسمة بالنسبة إليه من حيث إعادة تشكيلة صفوفه. وسبق لمعظم المراقبين أن اعتقدوا بأن مانشستر يونايتد كان سيواجه مستقبلاً صعباً في عام 2006، ولكن السير اليكس استطاع أن يغير كل شيء ويفوز ثلاث مرات متتالية بلقب الدوري الممتاز ودوري أبطال أوروبا. ولكن كان لديه آنذاك اللاعبان الشابان واين روني وكريستيانو رونالدو، إلا أنه ليس لديه الآن الجودة والنوعية الناشئتين.

ويبدو فرصة فوزه بالدوري هذا الموسم قاتماً، ولكن النعمة الوحيدة لإنقاذ مانشستر يونايتد هي تعثر تشلسي دائماً عندما يكون في المقدمة. ومع ذلك، لا يمكن للمرء أن يرى استفادة الأول من أي انزلاق محتمل للثاني، حتى لو فاز في مبارياته الأربع المتبقية، على رغم أنه مازال على "البلوز" مواجهة ليفربول وتوتنهام الذي من المحتمل أن يهدر نقاطاً في هاتين المباراتين. ولكن هل يستطيع الشياطين الحمر من الفوز على جاره اللدود مانشستر سيتي في "ايستلاند" عندما يزوره السبت المقبل؟

وإذا كان جوزيه مورينيو مازال مسؤولاً عن تشلسي، لكان قد فاز باللقب قبل ستة أسابيع. ولكن حتى يتم تعليق الميداليات حول رقبة لاعبي "البلوز"، فإنه لم يفوزوا بأي شيء. وهذا هو الشيء الوحيد الذي يتمسك به كل من مانشستر يونايتد وارسنال.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف