الأسرار في الهلال باتت مكشوفة

خلال فترة يسيرة حدثت قضايا عدة دلت على أن السر الذي ظل يُكتم في الهلال لم يعد الآن كما كان، فقد خرج عن السيطرة بسبب إشراك جهات أخرى في صنع القرار كما يبدو، أو لأن البيت الهلالي بدأ يخترق، أو ربما لأن إدارة النادي تريد توضيح الصورة كاملة للجمهور لئلا تسيطر عليه الكذبة حينما يسمعها من جهات أخرى.

في قضية الحارس حسن العتيبي مثلاً كان الإعلام يتابع قصته خطوة بخطوة، ويعرف التفاصيل كاملة، ويلقي بتوجيهاته للطرفين، لم يكن الأمر يهم الإعلام بكل التفاصيل التي نشرت، ولو تم إخفاء الأمر داخل البيت الهلالي إلى حين حل الأمر لكان أجدى، ولأخذت القضية على أنها شأن هلالي خاص.

القضية الأخرى مشكلة غياب خالد عزيز عن التدريبات، فقد صارت فاكهة الإعلام بين الفترة والأخرى، ظلت تعالج بحكمة إدارية لا إعلامية حتى استفحل الأمر، في الواقع صارت شوكة تقض مضجع الهلال وتؤرقه، لم يجد الهلال لها حلاً على الرغم من حالات التسامح التي ظل يوجهها إليه بين الفترة والأخرى، مقابلة الخطأ بالعفو، ماذا لو اعتبر غيابه شأناً هلالياً خاصاً، أليس أهون في حل المشكلة؟!

لا يستطيع أي ناد أن يحفظ أسراره جميعها، لكنه يستطيع كتم الجزء الأكبر، لنأخذ تجديد عقد المهاجم ياسر القحطاني مثلاً، فقد تمت العملية بشكل سلس يثير الإعجاب، لم يحتج الأمر إلى إثارة كبيرة كما حدث مع العتيبي مع أن الجميع يدرك الفرق بين الاثنين من حيث الأهمية، ليس لأن حل القضية حدث في فرنسا ساعد على كتمها، بل لأن الطرفين (اللاعب والنادي) وجدت لديهما رغبة أكيدة في كتم الأمر، وحينما ولدت الإرادة نجحت العملية.

الإسفاف في طرح القضايا أمر غير محمود إطلاقاً، المبدع هو من يستغني بالعمل عن القول، بل إن الخوض في التفاصيل تشغل عن قضايا مهمة، لديّ قناعة بأن علو الهلال نتيجة كثرة صمته، تركه إنجازاته تتحدث عنه، لكنه الآن فتح في منزله نوافذ أخذ يطل منها من يحبه ومن يكرهه!

قارنوا بين تفاصيل الحوادث الثلاث التي ذكرتها، اسألوا أنفسكم ما الأفضل للجمهور، هل حل القضية بصمت تسره أم تزعجه، وهل يهمه سماع الموجز أم التفاصيل؟ الذي أجزم به أن الجمهور يريد سماع الحل فقط، كثرة تناول القضية تؤرق مضجعه، وتشغله.

بقايا...

*أمام التعاون وتحقيق حلم الصعود خطوة واحدة، ماذا لو اجتمع مع الرائد في دوري (زين) السنة المقبلة؟ أظن رياضة القصيم ستشتعل.

*تستحق (نجمة القصيم )الصعود إلى الدرجة الأولى، عودا حميدا لفريق كان أحد المبدعين في دوري الأضواء ووصل إلى دوري الأربعة في أحد مواسمها أبارك لكل نجماوي مخلص.

*تقدم المذنب أبدع حتى صعد إلى دوري الدرجة الثانية في إضافة جميلة لرياضة القصيم، إنه نموذج الكفاح الذي نتج عنه تحقق طموح.
جريدة الرياض السعودية