رياضة

دور بيكهام أكثر أهمية من رئيس الوزراء لاستضافة المونديال

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ليس فقط شعور رئيس حزب المحافظين في انكلترا ديفيد كاميرون بالقلق أزاء احتمال أن تكون نتائج الانتخابات البرلمانية بوجود برلمان من دون أغلبية، ولكن حتى قادة انكلترا لاستضافة نهائيات كأس العالم لعام 2018 يراقبون بشغف تصاعد اسم نِك كليغ في استطلاعات الرأي الأخيرة.

وهذا لا يعود على أن لدى المسؤولين في اتحاد الكرة شيئاً ضد كليغ، أو حزبه الديموقراطي الليبرالي، فجهودهم لا تنطوي على رفع مصباح الضوء في طريق أي حزب، لأنه في الواقع أن الأحزاب الثلاث الكبرى (العمال والمحافظين والليبراليين) هي أكبر داعم لحملة إستضافة انكلترا لنهائيات كأس العالم حسب ما جاء في بيانتها الرسمية.

إنه مجرد أن تشكيل حكومة على أساس عدم حصول أي حزب على الأغلبية في البرلمان بعد الانتخابات العامة، يمكن أن يجعل الحياة صعبة على فرص انكلترا في معركتها لاستضافة مونديال 2018 من النتائج الانتخابية الأخرى.

فقط للمعلومات، سيختار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) دولتان لإستضافة نهائيات كأس العالم، واحدة لعام 2018 والأخرى لـ2022، من انكلترا وروسيا، واسبانيا والبرتغال (مشتركة) وهولندا وبلجيكا (مشتركة)، والولايات المتحدة واستراليا وقطر وكوريا (الأخيرتان قدمتا عرضيهما لمونديال 2022).

وفي حين أن العروض المتنافسة لانكلترا بدأت تحرك قادتها بالفعل كسفراء واستخدامهم لشرح قضية بلدانهم ودعمهم لها، إلا أن الثقل السياسي الكبير في انكلترا قد توقف بسبب حملة الانتخابات البرلمانية. وقد سبق أن ساعد نفوذ توني بلير رئيس الوزراء السابق بفوز بلاده لتنظيم دورة الألعاب الأولمبية لعام 2012 قبل يومين فقط من التصويت الحاسم. والمسؤولون في اتحاد الكرة قد يريدون بأي ثمن تطبيق الخدعة نفسها مع من يفوز برئاسة الوزارة في 6 أيار المقبل. ولكن مع وجود برلمان معلق (من دون أغلبية). ومن يدري، فربما تجرى انتخابات عامة أخرى في وقت لاحق من هذا العام، التي سوف لن تساعد اتحاد كرة القدم على اقناع الأعضاء الـ24 لفيفا الذي سيتخذ قراره في اجتماعه الذي سيعقده في كانون الأول المقبل.

يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس وزرائه ديميتري ميدفيدت قد التقيا بالفعل مع سيب بلاتر رئيس الفيفا. وأنها مجرد واحدة من العوامل في تقييم انكلترا الحالي أن روسيا هي المفضلة للفوز بسباق استضافة مونديال 2018. وفي الواقع تعتبر انكلترا نفسها في المركز الثالث بعد العرض المشترك من اسبانيا والبرتغال.

وبطبيعة الحال يمكن اعتبار العرض حالة طفولية. فاللعب بطريقة المستضعف هي خطوة ذكية بالنسبة إلى بلد ارتبط بغطرسة حملة 2006، وإنما هناك مؤشر على مدى الجدية التي يتخذها الروس الذين يمكنهم من الضخ بلايين الدولارات لدعم عرضهم.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، تحولت المنافسة على استضافة نهائيات كأس العالم إلى حال رديئة الطابع ومقرفة بعدما ظهرت ادعاءات على الانترنت حول نهج روسيا لتقديم العطاء، وشكاوى مماثلة ضد قطر، التي لا يمكن ذكرها هنا لأسباب قانونية.

ولكن نفت كل من روسيا وقطر الادعاءات التي كانت ترتكز على لقاءات مفترضة مع الصحافي أندرو جينينغز الذي كان يجري تحقيقاً بشأنها. وجينينغز هو كاتب ومخرج للأفلام الوثائقية. ومن المعروف عنه أنه يجري دائماً تحقيقات صحافية بشأن الفساد في المنظمات الرياضية وسياسة الرياضة العالمية، ولاسيما في داخل الفيفا واللجنة الأولمبية الدولية.

ويؤكد جينينغز أن الموقع الألكتروني الذي نشر تحقيقات عن الفساد كان مزيفاً. ونفى هو الآخر أن تكون هناك أي مزاعم بشأن الفساد. وأرسل خطاباً إلى رئيس لجنة الأخلاق في الفيفا طالباً منه القيام بالتحقيق، حيث يعتقد بأن عارضاً منافساً أسس الموقع لتشويه سمعة قطر وروسيا.

وأياً كانت الحقيقة في كل هذا، فإنه يدل على أنه من الممكن أن تكون هناك احتمالات الحيل القذرة التي ستكون حامية الوطيس للفوز بإستضافة نهائيات كأس العالم.

وتحدت انكلترا بالبقاء بعيداً عن مثل هذا الصراع واقناع أعضاء الفيفا على أن عرضها آمناً، خصوصاً بعد افتراضات في أماكن أكثر خطورة في جنوب افريقيا هذا الصيف وفي البرازيل في عام 2014. والخطوات الأساسية التي سيتخذها اتحاد الكرة الانكليزي على هذه الطريقة خلال الأسابيع الثلاث المقبلة هي عندما يقدم "كتاب العرض" الذي سيحتوي على الوعود بشأن الميزانية والأمن والملاعب والبنية التحتية والتنقلات... وهلم جرا.

وإذا كان متاحاً، فإن ديفيد بيكهام هو المفضل لترأس الوفد الذي سيسلم العرض الانكليزي إلى سيب بلاتر في مقر الفيفا في زيوريخ يوم 14 أيار المقبل. وفي حال عدم وجود أي جهة سياسية فائزة بكل وضوح في انتخابات 6 أيار، فإن دور بيكهام في تقديم العرض سيكون أكثر أهمية من أي وقت مضى

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف