رياضة

"فوبيا" الكبار

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

قبل مشاركة المنتخب السعودي في كأس آسيا 2004 لم يكن أكثر أنصار "الأخضر" تشاؤماً يتوقع خروجه من الدور الأول وبنتائج مخجلة، على اعتبار أن هذا المنتخب لم يخسر قبل النهائي في جميع مشاركاته منذ العام 1984 ولديه ما يكفي من الخبرة لتجاوز الدور الأول على الأقل. تحدثنا عقب الإقصاء المبكر عن إصابات اللاعبين وسوء خطط المدرب والثقة الزائدة، ما حدث للمنتخب السعودي في تلك البطولة يمكن أن يتكرر في الدوحة بعد نحو ستة أشهر، خصوصاً أننا أصبحنا نمتلك منتخباً بلا شكل واضح أو أداء ثابت بل وحتى اللاعبين أصبحوا يفقدون نصف تأثيرهم حين يرتدون قميص المنتخب بعكس اللاعبين السابقين الذين كانوا يظهرون أقصى ما لديهم في المنتخب.

في كانون الثاني (يناير) المقبل سيخوض المنتخب السعودي مباريات الكأس الآسيوية ضد اليابان وسورية والأردن، وقياساً على سمعة "الأخضر" سيكون مرشحاً "نظرياً" لبلوغ الدور الثاني، وهي حسابات على الورق لا يجب الالتفات إليها، وفي حال اهتم بها مسؤولو المنتخب فإنهم سيعودون الى الديار عقب المباراة الثالثة كما حدث في العام 2004، ومنطقياً ستقطع اليابان تذكرة الدخول الى الدور الثاني عبر المجموعة الثانية وتبقى البطاقة الثانية بين المنتخب السعودي ونظيره السوري الذي لن يكون خصماً سهلاً بالنظر الى نتائجه في التصفيات وخطة إعداده والمباريات الودية التي سيخوضها.

"الأخضر" بات بحاجة إلى أن يعود للاحتكاك الدائم مع الأقوياء وأداء المباريات الودية مع المنتخبات ذات السمعة في أوروبا وأميركا الجنوبية وأفريقيا، وإيقاف مسلسل المباريات عديمة الجدوى، خصوصاً أن الأمر بات مملاً حتى للمشجعين الذين فقدوا الرغبة في حضور مباريات المنتخب الودية، خصوصاً أن مستوى اختيار المباريات الودية في انحدار حتى بلغ الأمر اللعب مع منتخبات لا نعلم إن كانت تأتي بلاعبي كرة قدم أو بيسبول، ولا أعلم حقيقة ماذا نستفيد من اللعب ودياً مع منتخبات مثل بيلاروسيا ولوكسمبورغ وليخنشتاين هذا إذا كانت بالفعل منتخبات وطنية وليست فرق شركات، وفي المقابل تلافي اللعب مع المنتخبات القوية بقدر المستطاع حتى إن الأندية باتت أكثر شجاعة باللعب أمام أقوى الأندية في العالم على نحو ريال مدريد ويوفنتوس وانتر ميلان ومانشستر يونايتد، بينما يتقوقع المنتخب باحثاً عن مباريات مفيدة في الركض وكأنه يستعد لسباق في اختراق الضاحية!

نثق تماماً في خطة تطوير المنتخبات حتى الآن، غير أننا سنعود للنظرة نفسها ما لم نرَ المنتخب السعودي يصارع الأقوياء ويعتمد في برنامج مبارياته الودية على اللعب مع منافسين يأتون في تصنيف أعلى منه، باستثناء المباريات التي تخصص لتجربة البدلاء، ومع الأسف أصبحت القاعدة أن يخوض المنتخب مبارياته الودية ضد منتخبات مجهولة، وبات الاستثناء أن يلعب أمام منتخب قوي، حتى أصبحنا نلعن ذكرى الخسارة أمام ألمانيا في كأس العام 2002 التي جعلتنا نصاب بـ"فوبيا" المنتخبات القوية ونحاول تجنبها بقدر المستطاع خوفاً من المصير نفسه!


* نقلاً عن "الحياة" اللندنية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف