نظرة على اختيارات دونغا ومارادونا قبل مونديال 2010
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كان إعلان دونغا للتشكيلة النهائية لمنتخب البرازيل لجنوب افريقيا هزيمة ساحقة لوسائل الإعلام المحلية في واحدة من الرياضات المفضلة لديها، وذلك في محاولة إجباره على ادراج أسماء لاعبين كبار إلى طائرة نهائيات كأس العالم هذا الصيف.
إلا أن المراقبين كانوا ينظرون أيضاً إلى تجاوزات نجوم البرازيل التي أضعفت حملته في مونديال المانيا 2006، والتي مهدت إلى تعيين دونغا مدرباً للمنتخب الوطني. وقد تولى هذا المنصب مع رسالة مفادها أن الافراد قد يفوزون بالمباريات ولكن المجموعة قد تفوز بالألقاب.
وفي وقت لاحق، وعلى مدى ثلاث سنوات ونصف سنة فقد تم الحفاظ على هذا التماسك. وقبل الإعلان عن تشكيلة المنتخب عرضت لقطات لبعض انتصارات البرازيل في الآونة الأخيرة، ثم جاء الإعلان عن كاكا والإشادة بروح الاتحاد في الفريق الحالي. وكان هذا تلميحاً كبيراً أنه سوف لن تكن هناك مفاجآت في اللحظة الأخيرة.
وبالتالي لا مكان لرونالدينيو الذي لم يكن أداءه جيداً، ولكنه على رغم ذلك قد يكون مفيداً في مقاعد البدلاء لخطة (ب) لمهاجم واحد، إلا أنه بالكاد يستطيع أن يقدم أي شكوى بعدم افساح الفرص له، فقد شاركه دونغا خلال السنوات الثلاث الأخيرة في معظم مباريات البرازيل تقريباً قبل أن ينفد صبره في نهاية المطاف.
وإنه لأمر صعب القول إن الشخص الوحيد المسؤول عن غياب رونالدينيو، هو رونالدينيو نفسه. في الـ30 من عمره، فإنه كان ينبغي أن يكون الخيار التلقائي، لكنه أمضى سنواته القليلة الماضية بخيانة موهبته الاستثنائية الخاصة.
وربما كان رونالدينيو محط اهتمام دولي، إلا أن وسائل الإعلام المحلية قد حولت حملتها إلى الأجيال الجديدة وضغطت لمصلحة الدعم للثنائي في سانتوس المهاجم نيمار (18 عاماً) ولاعب خط الوسط المتقدم باولو هنريكي غانسو (20 عاماً).
ولكل الشكوك في عروض نيمار وغانسو، فإن هناك عناصر من الهذيان الوطني لهذه الضغوط. فقد تألق الثنائي بصورة مميزة في بطولة ولاية ساو باولو، ولكن هذا هو شيء قليل مثل اختيار لاعباً انكليزياً ما لنهائيات كأس العالم على أساس تألقه في بعض مباريات كأس رابطة المحترفين.
وكان دونغا سريعاً إلى حد بعيد لإلتقاط كل ذلك، فقد كان الثنائي يكافح في أواخر العام الماضي عندما طُلب منهما تكثيف مستوى جهودهما. وكان غانسو مخيباً للآمال تقريباً في كأس العالم تحت 20 عاماً، فيما خيب نيمار الآمال بشكل حاسم في كأس العالم تحت 17 عاماً.
وعلى رغم أن وقتهما سيحين مستقبلاً، إلا أنه كان واضحاً أن دونغا لا يريد أن يدخل في معمعة اكتساب أي لاعب الخبرة لنهائيات كأس العالم لعام 2014، لأنه يريد أن يحقق الفوز بكأس العالم الآن. وبالطبع إذا دخل أحد الوجوه الجديدة إلى تشكيلة المنتخب، فستكون هناك مساحة أقل لمجموعة من اللاعبين الذين اكتسبوا الحق في أن يكونوا في جنوب افريقيا.
ومهما تفكر وسائل الإعلام المحلية، فإنه يمكن الإشارة إلى النتائج التي حصل عليها دونغا. ففي الموسمين الماضيين فازت البرازيل بـ18 من 23 مباراة، وعانت من هزيمة واحدة فقط والتي جاءت على أقصى الارتفاعات.
وكان أدريانو جزءاً من هذا النهج، ولكنه سيغيب أيضاً عن جنوب افريقيا. وهو الآخر لا يستطيع أن يقدم أي شكوى، فقد تلقى الدعم والفرص الكاملين من دونغا ومساعده جورجينيو.
وبعد مشاكله مع الاكتئاب وتعاطي الكحول، سمح لأدريانو باللعب بعد كفاحه وحصل على مركزه في تشكيلة المنتخب، ولكن ألقى كل هذا بعيداً مراراً وتكراراً حتى غاب عن التدريب مع ناديه فلامنغو، فضلاً عن تصرفاته الغريبة خارج الميدان.
وكما قال دونغا إنه إذا سمح لأدريانو باللعب وتغاضى عن تصرفاته، فإنه سيكون في طريقه بفقدانه لقيادة المجموعة. وهذا يرتكز على كل ما يقوم به دونغا لدعم المجموعة، ما يفسر الموقف المنطقي لاختياره الـ23 لاعباً على الفور (سبعة في الاحتياط بما في ذلك رونالدينيو وغانسو الذي اضيف لاحقاً).
أما المنتخبات الأخرى المشاركة في نهائيات كأس العالم فما تزال لديها فترة لتقليص تشكيلتها من 30 إلى 23 لاعباً. وهي عملية مؤلمة تثير الأعصاب وتهدد بتقويض المعنويات في مرحلة حاسمة.
ومن بين هذه المنتخبات، الأرجنتين. وأنه ليس مستغرباً أن المدرب دييغو مارادونا ليس بعيداً كثيراً عن خطط دونغا من حيث توطيد اللعب والروح الجماعي في الفريق. ولكن كان لديه وقتاً أقل بكثير في مهمته، وغالباً ما يُنسى أنه تولى تدريب المنتخب الذي كان في ورطة والذي فاز في مباراة واحدة من المباريات السبع الأولى في تأهيلات أميركا الجنوبية لكأس العالم والذي كان يصارع من أجل هذا التأهيل.
واستطاع مارادونا أن يتغلب على بعض المصاعب، ويبدو أنه حقق تقدماً منذ ذلك الحين. ومن المرجح جداً أنه قد قرر منذ البداية أن تشكيلته إلى جنوب افريقيا ستكون من الفريق الذي فاز خارج أرضه على ألمانيا قبل شهرين تقريباً. فمن فوضى حملة التأهيلات إلى اللاعبين الـ11 الأساسيين، فقد برزت الطريقة العامة لأسلوب الأرجنتين.
ولكن يبدو أن ما تبقى من أعضاء الفريق يغمر في الفوضى قليلاً. فهو يتحدث عن إمكانية البرازيل من تحديد الـ23 لاعباً بعد الإعداد الجيد والنمط المنظم، بينما الأرجنتين في حاجة، على ما يبدو، إلى لقاء مطول في آخر الأيام لوضع اللمسات الأخيرة على الـ30 لاعباً في التشكيلة الأولية.
وبإدارة مارادونا، جال منتخب الأرجنتين في البلاد ولعب عدداً كبيراً من مبارياته من اللاعبين المحليين. وكانت لهذه الخطوة ميزة للفريق للعب في المقاطعات ومنحت مارادونا المزيد من الخبرة على خط التماس، ولكن تشوش تفكيره أيضاً مع المعلومات الزائدة، فقد كان في كل مباراة يبحث عن أكثر من لاعب، في الوقت الذي كان يمكنه أن يستفيد من تضييق التشكيلة.
ويوجد في تشكيلة الأرجنتين الـ30 الأولية عشرة لاعبين محليين. ويبدو أن رأس حربة بوكا جونيورز مارتن باليرمو سيبقى مع التشكيلة النهائية. ولكن هل يمكنه أن يحدث تأثيراً حقيقياً في نهائيات كأس العالم؟ وهل هناك بحاجة إليه إضافة إلى هيجوين وميليتو؟ وهذا يعني أن لاعباً ما قد تفوته فرصة المشاركة في كأس العالم، وعلى الأرجح سيكون ازكويل لافيزي من نابولي، مثل لاعب ينزلق عند الهجمات المرتدة!
وفي الطرف الآخر من الميدان فقد انضم غارسي من كولون إلى التشكيلة بينما أصبح خافيير زانيتي من انتر ميلان خارجها، وهو التحدي المحير للمنطق السليم. وهناك الكثير من لاعبي خط الوسط يتمركزون على جانبي الميدان، ولكن المنطقة التي تبدو خالية من اللاعبين هي في وسط الملعب.
وقد كلفته عدم مشاركة فرناندو غاغو في ريال مدريد مكاناً في منتخب الأرجنتين، فيما يبدو أن مارادونا ليس من محبي استبيان كامبياسو، الذي، للإنصاف، كان واحداً من أعضاء الفريق الأقل فعالية قبل تولي مارادونا إدارته.
واستغرب بعض الإعلاميين من اغفال إيفرا بانيجا، لاعب خط وسط فالنسيا المعار إلى اتلتيكو مدريد، الذي يشيد به بسبب تمريراته الدقيقة والرائعة ويتراجع إلى العمق لمراقبة مهاجمي الخصوم. وكان من الممكن أن يكون مثالياً ليكون بديلاً عند الحاجة لخوان سيباستان فيرون (35 عاماً) الذي يبدو أنه قد فقد سرعته.
الخيارات البرازيلية، إذن، هي منهجية ومدروسة ومتماسكة. أما بعض من الخيارات الأرجنتين فلها نظرة قصيرة الأمد نتيجة لنزوة الإلهام. والشيء الرائع هنا هو أنه كلاهما لا يضمن النتائج. فلم تكن كرة القدم إطلاقاً علماً دقيقاً.
التعليقات
الاثنان المرعبان
walid -البرازيل والارجنتين فريقين متاكاملين مهما كانت التشكيلة مهما فعلا المدربان فانهم مرعبان يرعبون الفرق وسوف تكون كلمتهم في النهائي
الاثنان المرعبان
walid -البرازيل والارجنتين فريقين متاكاملين مهما كانت التشكيلة مهما فعلا المدربان فانهم مرعبان يرعبون الفرق وسوف تكون كلمتهم في النهائي