رياضة

العد التنازلي لثلاثي أميركا الجنوبية لكأس العالم

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قبل أربع سنوات، عند الاستعدادات لنهائيات كأس العالم في المانيا عام 2006، كانت هناك ضجة حقيقية عن منتخبين كبيرين من أميركا الجنوبية.

البرازيل كان يمكنها أن تفتخر بأن لديها مجموعة رائعة من المواهب الفردية. وكانت لدى المدرب كارلوس البرتو باريرا ثروات تحت تصرفه، حتى أنه وجد نفسه مضطراً - اعترف بذلك في وقت لاحق - للذهاب ضد مبادئه الخاصة واختيار الفريق الذي كان قريباً من أسلوب 4-2-4.

الأرجنتين، في الوقت نفسه، جمعت فريقاً حول مهارات التمريرات المترفة لخوان رومان ريكيلمي. وفي التأهيلات لمح منتخب الأرجنتين أنه يملك نوعية كبيرة من اللاعبين مع تغيير المراكز والايقاعات في ما بينهم واستمرار بالهجوم بتشكيل المثلثات. وتصدرت كل ذلك أخبار هزيمته المذهلة في نهائيات كأس العالم أمام صربيا. ولم يتمكن من استعادة معياره الحقيقي مرة أخرى وانهزم أمام أصحاب الأرض في الدور ربع النهائي 4-2 بركلات جزاء الترجيحية.

وخرجت البرازيل من البطولة في المرحلة ذاتها، ولكن من دون تقديم أي شيء من الارتقاء إلى مستوى التوقعات.

بعد أربع سنوات، فإنه من المستحيل بالنسبة إلى البرازيل أن تخيب الآمال بالطريقة ذاتها، لسبب وجيه جداً، وهو أنها تتصدر قمة التصنيف العالمي للاتحاد الدولي لكرة القدم وأيضاً بسبب النتائج الجيدة التي حصلت عليها في طريقها إلى نهائيات كأس العالم في جنوب افريقيا هذا الصيف، فكل هذا يبرر اعتبارها مرشحاً قوياً للفوز باللقب.

ولكن، بما أنه تم تأكيد اختيار دونغا لتشكيلة فريقه النهائية، فإن البرازيل عام 2010 تعتمد أساساً على الجانب العملي - القتال على الهجمات المرتدة مع مجموعة من الركلات الحرة الرائعة، ولكن من دون طموحات آسر القلوب والعقول على غرار تشكيلة 1958 و1970 و1982.

الأرجنتين، بعد مشاكلها في مرحلة التأهيلات، فإنها ستكون أقل وضوحاً للحماس. فاختيار أربعة لاعبين لخط الدفاع مدعوماً من خط الوسط يعطي للفريق قيوداً واضحة. وهي أيضاً ستنظر إلى وضع قاعدة اللعب على الهجمات المرتدة.

ومن وجهة النظر المثالية، فإن فريق أميركا الجنوبية الأكثر إثارة للإهتمام في جنوب افريقيا سيكون تشيلي. فلم يكن من باب المصادفة أن يسجل منتخب "الحمر" مزيداً من الأهداف خارج أرضه أكثر من أي منتخب آخر. لأن هذا هو هاجس المدرب مارسيلو بيلسا مع الهجوم.

وإذا اقيمت المباراة على أرضه أو خارجها أو في المرتفعات أو أثناء العواصف، فإنه لا فرق لتشيلي، لأن بيلسا يريد أن يكون اللعب في معظم أوقات المباراة في نصف ملعب الفريق الخصم. فعلامته التجارية هي الأسلوب 3-3-1-3 الذي يهدف إلى ممارسة ضغط مستمر، فهو يسعى لخلق لاعبين ضد واحد على الجناحين، بينما يكون الجناح خلف خط الدفاع.

وتعقد تشيلي آمالاً كبيرة على جناحها الأيمن الكسيس سانشيز، فهو نجم الإمكانات الكاملة للتغيير في الاتجاهات ولديه سرعة رائعة. فيما تصدر رأس الحربة همبرتو سوازو قائمة هدافي أميركا الجنوبية أثناء التأهيلات، ويقف وراءه ماتي فرنانديز الذي لم يكن أداءه جيداً في أندية كرة القدم الأوروبية. أما في منتخبه الوطني فإنه يحمل شيئاً من محتوى كاكا، وإذا لم يظهر بالمستوى المطلوب فإن خورخي فالديفيا الممتع سيكون البديل المناسب.

وتشيلي تلعب بالأساس بأسلوب أربعة وستة - ثلاثة في خط الدفاع بالإضافة إلى لاعب خط وسط متراجع. أما بقية اللاعبين فيتطلعون إلى المضي قدماً. ومثل هذا النهج يمكن أن يترك مجالاً للخصوم بالهجوم المضاد، بالإضافة إلى أن لدى الفريق ضعفاً في التعامل مع الكرات العالية.

وأحد الأسئلة الأكثر اهتماماً في كأس العالم سيكون ما إذا استطاعت تشيلي أن تنجح من اللعب بهذه الخطة الجريئة على أعلى المستويات. وثقل التاريخ ليس لمصلحتها فقد جاءت في المركز الثالث عندما استضافت نهائيات كأس العالم لعام 1962. أما غير ذلك، فإن آخر فوز لها في البطولة يعود إلى عام 1950 عندما تغلبت على الولايات المتحدة، لكنها لم تستطع من تحقيق أي فوز في مشاركاتها في نهائيات 1966 و1974 و1982 و1998.

ويقع ثقل التاريخ المعاصر على اكتاف بيلسا، لأنه سيحتاج إلى التغلب على شبح كأس العالم لعام 2002 عندما كان مسؤولاً عن تدريب منتخب بلاده الأرجنتين. ففريقه أبحر في مرحلة التأهيلات بوهج من الأهداف، ووصل إلى الشرق الأقصى مرشحاً قوياً للفوز باللقب، ولكنه تحطم على وجه السرعة في مرحلة المجموعات.

في جزء منه، كان هذا التراجع بسبب موعد إقامة النهائيات المبكر تجنباً لموسم الأمطار، ولم يكن للاعبين الوقت الكافي للتعافي من قسوة الموسم الأوروبي. وربما أيضاً المشكلة التي لم يقرها بيلسا بشكل جيد عندما شكا بعض اللاعبين من التدريب القاسي.

وهذه هي مسائل جوهرية لأي فريق، وبصفة خاصة لتشكيلة بيلسا. التراجع إلى العمق في الدفاع هو أقل من متعب، ولكن اللعب بوتيرة عالية للمدرب والضغط العالي، فإنه ينبغي أن يكون اللاعبون في أعلى حالة من اللياقة البدنية الممتازة.

والأسئلة حول كل هذه القضايا - التشكيلة التكتيكية والإعداد البدني وذهنية الفريق والقوة العاطفية - سيتم الرد عليها في وقت أقل قليلاً من أربعة أسابيع. إذ ستكون انطلاق حملة تشيلي في كأس العالم ضد هندوراس في 16 حزيران. وهذه ليست تجربة سهلة، لأن الضغط سيكون عليها كبيراً منذ البداية، خصوصاً مع وجود اسبانيا في المجموعة ذاتها، لذا فإن مباراة تشيلي الافتتاحية ستكون أمراً حيوياً، وستحتاج إلى الفوز في أول مباراة لنهائيات كأس العالم على أرض أجنبية منذ 60 عاماً

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
للارجنتين مردونا و
منيرو972524754859 -

لا للمنشط لا لليد لا للشعر لكن ممكن بالراس