رياضة

اسبانيا وديل بوسكي يتمتعان بالهدوء الذي يسبق العاصفة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يمكن لفينستي ديل بوسكي مدرب منتخب اسبانيا أن يستمر في الحديث فقط من خلال صرير أسنانه عن رئيس ريال مدريد فلورنتينيو بيريز، ولكن ربما سيتوجه هذا الأسبوع بالشكر إلى خصمه السابق وعدوه. فقد أعطى قطب الانشاءات أوامره المخيرة للاعب السابق المحبوب في ريال مدريد عندما كان المدرب الاسباني العملاق يقود النادي الملكي في عام 2003، بعدما قرر عدم تجديد عقده بعد يوم واحد فقط من فوز النادي بلقبه الـ29 في الدوري المحلي.

وهذه الحادثة مازالت تشكل نقطة مؤلمة لدى ديل بوسكي التي قد تمحيها جزئياً إذا تقدم منتخب اسبانيا إلى المراحل المتقدمة في نهائيات كأس العالم.

ومع ذلك، وبفضل بيريز، تحولت أنظار وسائل الإعلام الاسبانية جزئياً من الاستعدادات النهائية لمنتخب اسبانيا في مركز التدريب التابع للاتحاد الاسباني لكرة القدم في الضاحية الغربية من لاس روزاس، إلى الهيستيريا على بعد أميال قليلة عبر المدينة على مقربة من استاد سنتياغو برنابيو. فقد أعطت إقالة مانويل بيلجيريني والوصول الوشيك لجوزيه مورينيو إلى برنابيو وقتاً ليطلق ديل بوسكي أنفاسه قليلاً في الوقت الذي هو بأمس الحاجة إليها.

وعلى رغم أن منتخب اسبانيا هو بطل أوروبا، والرهان اللائق في أي من مكاتب المراهنات هو لإنهاء سجل الدول الأوروبية من عدم فوزها بكأس العالم في قارة أخرى، فإن اللياقة البدنية لبعض اللاعبين وقدرة اسبانيا على الوفاء بتكهنات النجاح العالمي مازالت تحت المراقبة الشديدة.

وبعد الحصول على فترة انقطاع غير المتوقع في الوقت المناسب، فإن ديل بوسكي أصبح قادراً على البدء بأعمال التحضير النهائي لكأس العالم في شيء يقترب من الهدوء النسبي، على الأقل وفقاً للمعايير الاسبانية. فعندما كان من أمثال فرناندو توريس وسيسك فابريجاس يخرجون من مركز التدريب، كانوا مازالوا يواجهون وابلاً من كاميرات التلفزيون والمصورين، ولكن لم يكن هناك شيئاً بهذا المعنى يوم الاثنين الماضي، كما كان يحدث غالباً في الماضي، إذ أصبح تدريبهم قصة اليوم فقط.

وفي الواقع، أكبر صحيفة رياضية في اسبانيا، ماركا اليومية، انتظرت وبشكل لا يصدق تقريباً في عددها الصادر يوم الثلاثاء حتى صفحتها الـ12 قبل أن تنشر على محمل الجد تغطيتها لكأس العالم. ومن المؤكد أن هذا أثبت أنه نعمة للاعبين الاسباني الذين الكثير منهم مازال يحمل ندوب موسم طويل سواء في لا ليغا أو الدوري الممتاز الانكليزي. وقد استغرق الأمر حتى صباح الخميس لجمع تشكيلة الـ23 النهائية على أرض الملعب والجميع يرتدون أحذيتهم في الوقت ذاته.

ونجح توريس في التدريب لمدة 45 دقيقة للمرة الأولى هذا الأسبوع، قبل أن يذهب للحصول على العلاج الطبيعي. وسبق له أن أكد أنه سيكون معافياً مئة في المئة قبل المباراة الأولى في جنوب افريقيا. ويأمل أن يلعب بضع دقائق في المباريات الودية قبل ذلك. وهذا طمأن بعض المشجعين، ولكن الآخرين، ربما الأكثر دهاء، يفكرون في حقيقة، أنه على رغم اعتبار مهاجم ليفربول "شاباً جيداً"، إلا أنه كان معروفاً عنه تقديمه بعض التقديرات المفرطة بالتفاؤل عن لياقته البدنية في مناسبات عدة هذا الموسم.

وغادر المنتخب الاسباني الجمعة إلى النمسا وسيلعب اليوم السبت مباراة ضد السعودية قبل لقاء الأكثر اختباراً أمام كوريا الجنوبية في 3 حزيران المقبل.

وكان الكثير من الاهتمام في اسبانيا حتى الآن، وبصرف النظر عن بعض المصابين، هو على اللاعبين في التشكيلة الجديدة. ففي الأسبوع الماضي أعلن ديل بوسكي أنه سيقوم بتغييرات طفيفة جداً على التشكيلة التي شاركت في بطولة كأس القارات في جنوب افريقيا الصيف الماضي. وتم تسمية ثلاثة لاعبين لم يسبق لهم المشاركة مع منتخب بلادهم. ولكن حتى ذلك الحين فإنه لم تكن هناك سوى مفاجأتين حقيقيتين، فالأداء الرائع للاعب برشلونة بيدرو جعله يتقدم على دانييل جويزا من فنربغتشه، والأخير اعترف أنه لم تكن لديه أي شكوك بأنه كان على وشك إبعاده عن منتخب بلاده.

وعلى نقيض من ذلك، فإن خافيير مارتينيز من اتلتيكو بلباو استقال من المنتخب من تلقاء نفسه وسافر في عطلة إلى ولاية كاليفورنيا الأميركية مع بعض زملائه هذا الأسبوع. وكان يتوقع أن يحل لاعب فياريال ماركوس سينا، النجم اللامع في منتخب اسبانيا قبل عامين ويمكن القول إنه كان أبرز لاعب في نهائيات كأس الأمم الأوروبية لعام 2008، محله، على رغم أن -مثل توريس وفابريجاس - لم يكونا متعافيين تماماً في الوقت الحاضر.

وبدلاً من ذلك، كان سينا مكتئباً يوم الخميس الماضي عندما تم الإعلان عن التشكيلة النهائية، موضحاً أن ديل بوسكي قال له بكل تعاطف إنه شارك في حفنة من المباريات هذا الموسم مع ناديه وهذا ليس بما فيه الكفاية للحفاظ على مكانه في المنتخب.

أما خافي مارتينيز، على نقيض ذلك، فأمضى معظم هذا الأسبوع مع ابتسامة كبيرة محفورة على وجهه بشكل دائم بسبب اختياره. وكما يقول المثل الاسباني: "كان سعيداً كطفل له حذاء جديد".

من جانب آخر، فإنه من المستحيل مقاومة تكرار نوعاً من التكهنات حول مستقبل بيلجريني الآن بعدما تم اغلاق مصيره. ففي اعقاب إقالته يوم الأربعاء الماضي كان هناك حديثاً بعودته إلى أميركا الجنوبية وتسلم منصب تدريب منتخب ما بعد نهائيات كأس العالم: الأرجنتين؟ تشيلي؟ أوروغواي؟ يمكن للمرء أن يختار واحداً من هذه الشائعات.

ومدرب ر يال مدريد السابق أدلى بتعليق مهم للغاية في وقت متأخر من مساء الأربعاء الماضي: "لم أتحدث مع بيريز (رئيس النادي) منذ آب الماضي"! ولم يقدم أي تفاصيل أبعد من ذلك عن علاقته مع بيريز. ولكن هذا لا يبدو أن تكون وسيلة لتطوير علاقات أوثق وأقوى مع أي مدرب لأي نادٍ. وهذا ما يجعل إلى التساؤل: كيف ستسير الأمور العملية بين بيريز ومورينيو

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف