رياضة

هل يخطئ مورينيو بالذهاب إلى ريال مدريد؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أجاب المدرب جوزيه مورينيو وفريقه انتر الايطالي على كل الأسئلة على أرض الملعب هذا الموسم بعد حصوله على الألقاب الثلاثية التي لم يسبق لها مثيل عندما حصل على لقبي سيريا آ والكأس الايطالي بالإضافة إلى كأس دوري أبطال أوروبا. ومع ذلك، فإن ما يحدث خارج أرض الملعب هو السؤال الكبير الذي يلوح في الأفق الآن في تفكير "المدرب الخاص" وأعضاء فريقه.

فمورينيو قفز بشكل مخز إلى السفينة المتجهة من بورتو إلى تشلسي في عام 2004، بعد فوزه بدوري أبطال أوروبا مع النادي البرتغالي الذي حتى لم يحتفل بانتصاره مع فريقه ومشجعيه في استاد دراغو.

والآن، يبدو أن التاريخ على وشك أن يعيد نفسه مع ريال مدريد الذي من المحتمل أن يكون المنزل المقبل لمورينيو، على رغم أنه لم يكن هناك اتفاقاً رسمياً حتى لحظة كتابة هذا المقال. ففي مساء السبت الماضي شارك مورينيو قليلاً في مناسبة احتفال مشجعي انترناسيونال بالنصر، ولكنه لم يبد أي جهد لإخفاء أنه على الأرجح كان على قمة النيرازوي للمرة الأخيرة. وهذه المرة بدا، على الأقل، أنه سيعود إلى ميلان ليأخذ استحسان مشجعي انتر بعد فوزه باللقب الأوروبي للمرة الأولى منذ عام 1965.

وحتى لاعبو انترناسيونال الذين انتصروا على التوالي في منتصف ستينات القرن الماضي أكدوا الأسبوع الماضي أن الانتظار لوصول من يخلفهم كان وقتاً طويلاً جداً بالنسبة إلى مثل هذا النادي الكبير الذي هو جزء من نسيج كرة القدم الايطالية. وقال اسطورة انتر ساندرو مازولا الذي لعب دوراً كبيراً في فوز فريقه على ريال مدريد وبنفيكا والذي يعلق الآن على كل شيء يكون متعلقاً بكرة القدم الايطالية: "اعتقد بأن الجميع الذين كانت لهم صلة بانترناسيونال كانوا يتساءلون ما إذا كان مثل هذا اليوم سيحل على النادي يوماً ما".

والآن فقد حل هذا اليوم، وهناك الكثير من الناس يتساءلون لماذا مازال مورينيو يفكر حتى بمغادرة انتر، على رغم أن رئيس النادي ماسيمو موراتي أكد مراراً وتكراراً أنه سيتم توفير الأموال لتعزيز صفوف الفريق؟

وقبل كل شيء، كان موسماً رائعاً لخافيير زانيتي، ولكن كابتن الفريق واسطورته البالغ الـ36 عاماً، اعترف أنه من غير المحتمل أن يكون قادراً على تقديم مثل هذا المستوى لفترة أطول. ويبدو أيضاً أن مقاعد البدلاء بحاجة إلى بعض التجديد.

وفيما كان موراتي يستعد لتمزيق عقد مورينيو القديم للصيف الثاني على التوالي ويجعله مرة أخرى المدرب الأعلى أجراً في العالم، فإنه ليس من المتوقع أن يكون البرازيلي لويس فيليبي سكولاري الذي يدرب بونيودكور الأوزبكي هناك لفترة أطول من ذلك بكثير. وعلى نقيض ذلك، يتحدث مورينيو في كثير من الأحيان وبطريقة غير مباشرة عن تحديات جديدة. وعكس ذلك يوم السبت الماضي عندما قال: "عندما أفوز لا أتوقف. هنا (في ايطاليا) فزت بكل شيء... لقد فزت بدوري أبطال أوروبا مع ناديين مختلفين واستطيع أن أحقق الانجاز ذاته مع نادٍ ثالث).

ومع ذلك، ومن وجهة نظر بعض المراقبين، ما قد يكون مثيراً للإعجاب أيضاً إذا فاز مورينيو مرتين متتاليتين بدوري أبطال أوروبا مع النادي نفسه. علماً أنه لم يستطع أي مدرب من تحقيق هذا الانجاز منذ أن تحولت بطولة كأس أندية أوروبا إلى دوري أبطال أوروبا في الموسم 1992/1993. وكانت آخر مرة يحقق نادياً فوزين متتاليين في إطار الشكل القديم للبطولة هو ميلان غريم انتر في عامي 1989 و1990. فمحاولة اغتصاب ذلك كانت بالتأكيد نوعاً من التحفيز العام.

ووسائل الإعلام الايطالية لم تكن ودية وحميمة مع مورينيو. ويبدو أن هناك أشياء أخرى تلوح في الافق في الجزء الخلفي من عقله، الذي لم يكن محدداً أبداً حولها والتي من الواضح أنها جلبت المتاعب له، إذ أضاف: "هناك أشياء كثيرة في ايطاليا لم أحبها. فخلال الأشهر الثلاث أو الأربعة الأخيرة كنت أفكر بالرحيل عنها فعلاً". ومع ذلك، فإن هؤلاء المراقبين في حيرة: كيف ستختلف الأمور كثيراً عندما يكون في اسبانيا إذا وقع عقداً مع ريال مدريد؟ النادي الذي يبدو أنه وضع عقداً لمدة ثلاث سنوات وبقيمة عشرة ملايين يورو سنوياً ليس بضمنها العلاوات والاستحقاقات، على الطاولة. ويعتقد هؤلاء بأن مورينيو حصل ايضاً على احترام مشجعي انترناسيونال، وكان عليه البقاء في النادي لموسم آخر على الأقل.

وعبر العديد من مشجعي انتر الذين جلسوا في حانة قريبة من برنابيو السبت الماضي، غير مستعدين لدفع أربعة أو خمسة أضعاف من القيمة الاسمية لتذكرة المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، عما يجل في تفكيرهم عن مستقبل ناديهم في الموسم المقبل، إذ أكدوا ببعض من النشوة، وبغض النظر عما إذا كان مورينيو في سان سيرو أم لا، أنه يبدو أن انتر سيكون واحداً من المنافسين الرئيسيين على لقب الدوري الايطالي بعد فوزه به في المواسم الخمس الماضية على رغم وجود الخصمان اللدودان روما وميلان. مع ذلك، اعترف الجميع ايضاً أنه من دون مورينيو الذي كان يبت في التكتيكات وقيادة الفريق بفاعلية، فإن انتر سيناضل من أجل الدفاع عن لقبه الأوروبي.

ويمكن من خلال استكشاف سيناريوهات مختلفة حول من الذي سيخلف مورينيو، إلا أن على المرء ألا يتفاجأ إذا رأى أمثال جيوفاني تراباتوني وسكولاري من بين الأسماء التي تظهر على السطح، أو غوس هيدينيك، المسؤول عن تدريب منتخب تركيا الآن، الذي يرى انتر فيه بعض من المواصفات الملهمة لمورينيو.

وعلى رغم أن بعض المراقبين أكدوا أنه ليس من المحتمل أن يكون اسم فابيو كابيلو مرتبطاً بشكل وثيق جداً مع انتر، خصوصاً أنه لعب ودرب غريمه المحلي ميلان، إلا أن المسؤولين في سان سيرو يستعدون لتقديم له عرضاً مغرياً بمبلغ 9 ملايين استرليني سنوياً بالإضافة إلى مبالغ ضخمة لاستغلالها في سوق الانتقالات، في محاولة للاستحواذ على مدرب منتخب انكلترا الذي أصبح هدفاً أول في كل أوروبا.

وبدأ بطل دوري أبطال أوروبا بالبحث عن مدرب قوي يسير بما فيه الكفاية على خطى مورينيو الذي من المتوقع أن يذهب إلى ريال مدريد. ويعلم انتر أنه ليس من السهل إبعاد الايطالي (63 عاماً) عن تدريب منتخب انكلترا، خصوصاً في الوقت الذي يركز على محاولة الفوز بكأس العالم في جنوب افريقيا، والذي سوف لا يترك نفسه عرضة لإتهامات بالنفاق من خلال الحديث مع انتر.

وبطل الدوري الايطالي على استعداد للتحلي بالصبر في حال حصوله على أدنى تلميح من كابيلو بأنه قد يكون مهتماً بالحديث بعد نهائيات كأس العالم. وأنه مستعد لتقديم زيادة كبيرة على أجره البالغ 6 ملايين استرليني سنوياً الذي يدفعه الاتحاد الانكليزي لكرة القدم. علماً أن عقده سينتهي في عام 2012.

ويتصدر كابيلو القائمة المختصرة أعدها نائب رئيس النادي انجيلوماريو موراتي، الرجل الذي أبرم اتفاقاً مع كابيلو لإستدراجه إلى سان سيرو قبل أربع سنوات، إلا أن المحاولة احبطت بعد فضيحة ايطاليا بالتلاعب بنتائج المباريات.

يذكر أن انتر دفع 9.3 مليون استرليني لمورينيو في الموسم، 6.8 مليون استرليني أجراً أساسياً بالإضافة إلى العلاوات للفوز بلقب دوري الدرجة الأولى وكأس ايطاليا ودوري أبطال أوروبا. وأصبحت خطوة انتقاله إلى ريال مدريد قريبة جداً بعدما أقال رئيس النادي الملكي فلورنتينيو بيريز المدرب مانويل بيلجريني الأربعاء الماضي، مؤكداً أنه سيتم تعيين مورينيو حالما ينتهي من الاتفاق على التعويضات مع انترناسيونال. وقال بيريز بهذا الصدد: "الجميع في النادي متحمس جداً لنكون قادرين على الاعتماد على واحداً من أفضل المدربين في العالم. ومورينيو هو ما يحتاجه ريال مدريد للفوز بالألقاب ويخرج إلى الحياة مرة أخرى ويتصدر العناوين الرئيسية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف