رياضة

ركلات الجزاء .. وسر المعاناة منذ مونديال 1934

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

افتقد الالماني لوكاس بودولسكي لهدوء الأعصاب عندما اهدر ركلة الجزاء المحتسبة في الدقيقة الستين للمباراة التي حقق فيها منتخب صربيا فوزاً ثميناً بهدف نظيف أمس الجمعة , فمثل ذلك انتكاسة مباغتة لماكينات أوروبا الذين يمتلكون سجلاً متميزاً في التعامل الأمثل مع ركلات المعاناة قبل أن ينظم مهاجمهم لقائمة ضحاياها في مونديال جنوب افريقيا .

ووضع الاتحاد الدولي لكرة القدم قواعد جديدة لتنفيذ ركلات الجزاء بدأ تنفيذها اعتبارا من النهائيات الجارية حالياً , وتزامن ذلك مع الحديث عن تواصل جهود الفيفا لكشف أسرار ركلات الجزاء من خلال تكليف العديد من المختصين لإلقاء النظرة على أكثر الركلات شهرة وعلى بعض الإخفاقات التي لا تزال عالقة في الأذهان .

وحظرت قواعد الفيفا الجديدة على اللاعبين التوقف عمدا في آخر لحظة قبل تسديد الركلة بهدف تغيير الاتجاه وخداع حارس المرمى ليرتمي في زاوية غير التي ستذهب إليها الكرة , بالإضافة الى اعتبار ذلك سلوكا غير رياضي يستحق اللاعب عنه بطاقة صفراء ويتم إلغاء الهدف الذي احرزه بسبب هذا الخداع، ويعاد تنفيذ الركلة .

ومثل نجاح الحارس الصربي فلاديمير ستويكوفيتش في التصدي لركلة الجزاء التي نفذها بودولسكي المهاجم الآخر للمنتخب الألماني اهداراً للاستفادة من فرصة تحقيق التعادل للمانشافت , إضافة الى التأكيد على استحالة قرب التوصل لتسديد ركلة الجزاء المثالية .

وعقب مباراة صربيا صرح الالماني بودولسكي بقوله : عادة ما أسجل من نقطة الجزاء، لكن الحارس توقع جيداً اتجاه الكرة , وأضاف :سنكون بحاجة إلى الروح التي تميزنا على الدوام فالمسألة حياة أو موت في المباراة القادمة، وبالتالي سيتعين علينا أن نفوز بأي ثمن.

وبحسب دراسة الباحثين في جامعة جون مورز في ليفربول لتركيبة ركلة الجزاء المثالية من خلال متابعتهم لمئات المحاولات , فقد اكتشفوا أن خمس أو ست خطوات تتبعها تسديدة بسرعة 105 كلم/ساعة أو أكثر تصيب زاوية 20 أو 30 درجة، كلها أمور ستسفر عن تجاوز الكرة لخط المرمى في نقطة تبعد 50 سم عن العارضة أو أحد القائمين، ما يجعل المهمة مستحيلة أمام الحارس لصدها.

ولكي لا يتفوق أحد عليهم، قام إحصائيو كاسترول بأبحاث لمدة عامين ليكتشفوا أن 95.4 في المائة من ركلات الجزاء التي تنفذ عالية، ستجد طريقها إلى الشباك، في حين أن 71.3 في المائة من الركلات التي تنفذ أرضية تدخل الشباك.

ووفقاً لموقع الفيفا الالكتروني فهناك مدافع اكتسب سمعة بأنه اللاعب القاتل من مسافة 12 ياردة وهو الألماني أندرياس بريمه, ويدين المانشافت بلقب كأس العالم إيطاليا 1990 إلى هذا اللاعب لأنه سجل هدف المباراة النهائية الوحيد أمام الأرجنتين من ركلة جزاء.

غير ان المفارقة في أن منتخب المانيا لم يكن ليصل إلى ذلك النهائي المونديالي لو لم يفشل الظهير الأيسر الإنجليزي ستيورات بيرس من النقطة ذاتها خلال مواجهة نصف النهائي الدراماتيكية مع ألماكينات .

في حين ذكر علماء نفس بأنهم اكتشفوا السر الذي يؤدي لأن يضيع بعض اللاعبين ركلات الجزاء تحت الضغط بينما ينجح آخرون ,وتوصل البحث، الذي أجراه علماء من المدرسة النرويجية لعلوم الرياضة، إلى أن اللاعبين الذين ينفذون ركلة الجزاء مباشرة بعد صافرة الحكم هم الأكثر عرضة لإضاعتها من الذين يأخذون لحظات للتفكير.

كما اعتبر الباحثون النرويجيون أن التوتر الذي يصاحب تلك اللحظة يسبب لبعض اللاعبين ما يعرف بـ (انهيار التناسق الذاتي) مما يؤدي لاضاعة ركلة الجزاء، حتى لو كانوا يسجلون بنجاح على الدوام اثناء إجراء التدريبات .

ويتمتع نجوم ألمانيا بسجل مثالي في مجال ركلات الجزاء خلال المنافسات القارية والعالمية , لكن ركلة بودولسكي الأخيرة اثرث بالسلب على ذلك السجل لكونها أول ركلة مهدرة منذ أن أخفق الالماني أولي هونيس، أمام منتخب بولندا في مونديال 1974.

وهناك رجل واحد يعلم تماما كيفية تنفيذ ركلات الجزاء تحت الضغط الهائل، وهو مدرب البرازيل الحالي دونجا الذي حافظ على رباطة جأشه وسجل في الشباك الإيطالية ليقود بلاده إلى الفوز بكأس العالم 1994 بعدما حسم السحرة المباراة النهائية بركلات الجزاء الترجيحية.

وبهذا الصدد قال المدرب دونجا "إن الظرف البدني والعزم الذهني للاعب هما عاملان حيويان لتنفيذ ركلة الجزاء , مضيفاً : يقولون في البرازيل أنها ركلات الترجيح والجزاء مهمة للغاية لدرجة أنه لا يجب السماح لأحد بتنفيذها سوى الرئيس .

يشار الى البرازيلي فالديمار دي بيريتو اول لاعب يضيع ضربة جزاء في تاريخ بطولات كاس العالم وذلك في مباراة البرازيل و إسبانيا بمونديال العام 1934 في إيطاليا , والطريف ان دي بريتو الذي سدد الكرة فوق العارضة هو من أكتشف الأسطورة بيليه .

تابعوا معنا كل ما يخص كأس العالم 2010 عبر الملحق الخاص بالمونديال

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
n7ab bladi
asmaa -

vive l''algerie