هل تكرس الانتصار الألماني أم تحمل تكرس مارادونا نجما؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
مباشرة بعد انتصار شباب يواخيم لوف على غانا وضمان التأهل إلى الدور الثاني، بدأ الحديث عن نزال الأرجنتين وكأن مبارة أتجلترا كانت مضمونة منذ البداية. غير أن الحديث عن المبارة ضد الأرجنتين يختلف كثيرا عن نظيرتها ضد الأنجليز. يجمع الجميع في ألمانيا ان مبارة الأرجنتين مبارة قوية بكل المقاييس وأن التأهل إلى الدور القادم ليس بالأمر الهين.
مبارة ربع النهاية التي تجمع ألمانيا والأرجنتين هي مبارة تاريخية بكل المقاييس، أولا لأنها مبارة تجمع منتخبين قويين، ثانيا هي مبارة محملة بالثأر حيث سبق أن تواجه المنتخبان في نهائيات كأس العالم خمس مرات، وكان النصر حليف الألمان أربع مرات. المرة الوحيدة التي انتصرت فيها الأرجنتين على ألمانيا كانت نهاية كأس العالم 86 في المكسيك حيث فاز مارادونا اللاعب على الألمان بـ 3:2.
وتتميز ثالثا مبارة السبت أيضا في جنوب أفريقيا في كون أن مدرب الأرجنتين هو أرماندو ديغو مارادونا الذي يحلم بالفوز بكاس العالم كمدرب بعدما فاز بها كلاعب سنة 68 وبالتالي يرد الدين لقيصر الكرة الألمانية فرانز بيكنباور الذي فاز بالكأس مع ألمانيا كلاعب سنة 1974 وكمدرب سنة 1990 وترك مارادونا يجهش بالبكاء إثر الخسارة في المبارة النهائية. فهل يتحقق حلم مارادونا كما حصل مرتين في تاريخ نهائيات كاس العالم مرة مع البارازيلي ماريو زاكالو كلاعب سنة 1958 ومدرب للبرازيل سنة 1970 ومرة أخرى مع القيصر بيكنباور؟
ماردونا الأسطورة
صرح ماردونا مدرب الأرجنتين يوما قبل نزال المانيا، بأن هذه الأخيرة ستودع كاس العالم يوم السبت، وأضاف قائلا سنذهب أكثر من ذلك وسنقبل الكأس وسأكون آخر من يقبلها.
وفي السياق نفسه ودائما بالاعتداد بالنفس قال: "انا شاركت في العديد من نهائيات كأس العالم ولعبت مباراتين نهائيتين. اعرف كيف اصل وكيف اتعامل مع المجموعة وكيف ادربها. كما اعرف الطريقة التي اكلمهم بها. لدي رصيد يخولني الخوض في هذا الموضوع...لم نأت الى هنا من اجل امضاء العطلة، جئنا الى هنا لترك اثرنا، لنجعل الشعب الارجنتيني فخورا بنا. بامكاننا ان ندربهم (للاعبين) ومساعدتهم ومنحهم الحب.
العالم ضيفا عند الأصدقاء
لم يكن تنظيم نهائيات كأس العالم في ألمانيا قبل أربع سنوات والذي اتخذ له شعارا " العالم ضيفا عند الأصدقاء" بمثابة نهائيات تنظم في دولة وانتهى الأمر. لقد عملت ألمانيا على تمرير رسائل للعالم منها: منها أن ألمانيا بعد الوحدة تطلق إشارات إلى العالم مفادها أننا أصدقاء وأن الناس سواسية. كان أول تحول في ألمانيا هو وضع الرياضة وعلاقتها بالاندماج، حيث بذلت عدة مجهودات تصب كلها في أفق المساهمة في خطوات الاندماج التي دشنتها ألمانيا منذ حكومة الاشتراكيين والخضر أواخر تسعينات القرن الماضي. منذ آخر النهائيات في المانيا إلى النهائيات الحالية في جنوب أفريقيا جرت مياه كثيرة تحت الجسر. إحدى عشر من أصل 23 ترجع أصولهم إلى أبوين اجنبيين. وهذا يترجم إلى حد ما حقيقة في المجتمع الألماني، حيث 15 مليون من ساكنة ألمانيا هم من أصول أجنبية. وكل ثالث مولود جديد في ألمانيا من أصل أجنبي.
إنها الحقيقة الساطعة في ألمانيا في ظرف عقدين، أي منذ فوز ألمانيا بآخر لقب لكاس العالم سنة 1990، حيث كل اللاعبين وقتها هم ألمان "خالصيين" ونصف منخب ألمانيا اليوم الذين يصنعون فرحة ألمانيا هم من اصل أجنبي.
وبينهما منتخب 2006، حيث كان خط هجومه من أصول أجنبية وخط الدفاع من الألمان "الخالصيين"، وكأنه ترجمة للنقاش السياسي الذي كان يجري وقتئذ بين مدافعين عن الثقافة "الألمانية الخالصة" وفريق آخر يرى أن المستقبل في تعدد الثقافات واحترامها وأنها هي مستقبل ألمانيا.
أوزيل، كاكاو، خضيرة، كلوزه، بودولسكي لاعبون كبار يصنعون فرحتنا في هذا الوطن. توج هذا الفرح بانتخاب الرئيس الشاب كريستيان فولف كرئيس لألمانيا الذي سبق أن عين أول وزيرة من أصول أجنبية في حكومة ساكسونيا السفلى، وهو الذي وقف بعد انتخابه رئيسا لألمانيا وكله طموح لمنح المزيد من الفرص للمهاجرين. ويتمنى أن تكون أول رحلة له للخارج لجنوب أفريقيا لمشاهدة أوزيل في المبارة النهائية.
فهل ينجح المارد أرماندو دييغو مارادونا في كبح جماح وفرحة ألمانيا بفوزها بمنتخب متعدد الثقافات بكأس العالم؟