إسبانيا وهولندا الأفضل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
* نُعت بالجنون وعدم الواقعية كل من توقع انضمام بطل جديد إلى لوحة شرف الفائزين بلقب المونديال في جنوب إفريقيا، وذلك قبل انطلاق المنافسات أو حتى بعد انطلاقها والوقوف على مستويات المنتخبات المشاركة، فقد كانت معظم الترشيحات منصبة نحو خمسة فرق، من بينها المنتخبات الأوروبية الثلاثة المتأهلة للمربع الذهبي.
وكان هناك شبه اتفاق على أن النهائي سوف يجمع البرازيل والأرجنتين، ولكن تحقق حدس من نعتوا بالجنون، وأصبحنا على مشارف التعرف على البطل الجديد، والذي سيكون إما الماتادور الإسباني أو صاحب الكرة الشاملة الهولندي، ذلك النهائي الذي كان مجرد تساؤل عن احتمالات حدوثه قبل إقامة مباراتي الدور قبل النهائي.
* ومثلما أقنعنا المنتخب الهولندي بأحقيته في بلوغ النهائي، أقنعنا المنتخب الإسباني أيضاً بأنه كان الأفضل والأحق في الفوز والتأهل للنهائي، فقد نجح الإسبان في ترويض الماكينات الألمانية كما يروضون الثيران، وتمكنوا من تعطيل كل خصائصها وتحويلها إلى منقاد وديع، ذلك لأن الإسبان نجحوا في فرض أسلوبهم على المباراة وأجبروا الألمان على الاكتفاء بأداء الواجب الدفاعي، وعدم القدرة على استثمار قدراتهم في الارتداد الهجومي السريع.
وذلك بعد أن أرهقوهم في الشوط الأول و"دوخوهم" كما يفعل الماتادور في حلبة الثيران لإجبار الثور على الوقوف، ومن ثم يلدغه ويغمس السيف في رقبته، وهو ما فعله كارليس بويول عندما لدغ الكرة برأسه وأسكنها الشباك، ليقضي على آخر أمل لألمانيا في بلوغ النهائي.
* المنتخب الإسباني كان عملاقاً بحق أمام الألمان، الذين تضاءلوا وانكمشوا وبدوا وكأنهم مرعوبين من ترك مواقعهم الخلفية أمام مهاجمي إسبانيا الموهوبين، ويمكن الجزم بأن المنتخب الألماني خسر المباراة قبل أن تبدأ، وساعد في حالة الرعب التي كان عليها تأثره بغياب نجمه توماس موللر القادر على عكس الهجمات بسرعة، وصاحب المهارة العالية في التهديف، لكن لا جدال في أن الألمان كسبوا في هذا المونديال منتخباً قوياً قادراً على إعادة بلاده إلى القمة الأوروبية والعالمية مرة أخرى.
* ويبقى السؤال من سيصبح البطل الجديد للمونديال.. إسبانيا أم هولندا* قد يبدو من السهل الإجابة على السؤال عن طريق المنطق المبني على فرضيات وضع مميزات وعيوب كل فريق، ثم تغليب الأفضل على الآخر، ولكننا استخدمنا هذه القاعدة أكثر من مرة خلال المراحل الماضية من النهائيات وأثبتت عدم صحتها، وفاز الفريق الأقل فرصاً ومستوى.
ووحده الأخطبوط بول الذي لا يفكر ولا يتبع قواعد المنطق نجحت توقعاته القائمة على غريزة الشم والرغبة في تناول الطعام والصدفة، لهذا إذا كان المنطق يقول إن إسبانيا هي صاحبة المعطيات التي تمنحها الأفضلية وتعتبر فرصها هي الأكبر في الفوز وحمل الكأس، إلا أن أحداث مونديال جنوب إفريقيا اتسمت بالخصوصية، وكثيراً ما شذت عن المنطق.
ومن هذا المنطلق نقول رغم التفوق الإسباني، فالفرصة متاحة أمام الفريق الهولندي للفوز بنسبة ربما لا تقل عن 50%، والأمر سوف يتوقف على مدى قدرة كل فريق على استثمار مميزاته وتطويعها لتحقيق التفوق الميداني وتحويله إلى فوز.
refaat@albayan.ae
جريدة البيان الاماراتية