هل سيقود مينيزيس البرازيل إلى المجد مجدداُ؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عندما يتألق منتخب البرازيل لكرة القدم، فاللاعبون يحصلون على الثناء والتقدير بسبب مواهبهم وتألقهم، ولكن عندما لا يرتقون إلى مستوى التوقعات، فإن كل اللوم يقع على المدرب ، فمسؤولية إدارة منتخب البرازيل هي مثل الجلوس تحت أشجار جوز الهند، لأن الكثير من الأشياء سترمى في اتجاه المدرب.
روميو روفائيل - إيلاف : ستكون مهمة المدرب الجديد للبرازيل مانو مينيزيس (48 عاماً) الذي تولى تدريب المنتخب صعبة، خصوصا انه لم يكن الاختيار الأول لهذا المنصب، لأن موريسي راماليو (54 عاماً)، الذي يتولى حالياً مسؤولية تدريب فلومينيزي ، كان المرشح المفضل لاتحاد البرازيل لكرة القدم، وقد فُهم من المقابلة الصحافية للشخص الذي قاد ساو باولو إلى ثلاثة ألقاب متتالية للدوري بين 2006 و2008، ما وصفه أن فكرة رفض العمل مع منتخب البرازيل هي "مزحة وشيء تافه".
ومع ذلك، فإنه قام بفعل ذلك بالضبط وترك أعضاء الاتحاد البرازيلي لكرة القدم يظهرون كأغبياء ويتلقون الكثير من الانتقادات الشديدة من قبل وسائل الإعلام المحلية.
ففي يوم السبت الماضي، وصفت صحيفة "لانس" اليومية الرياضية في مقالها الافتتاحي على صدر صفحتها الأولى، المهزلة مع راماليو كمثال لـ"تصرفات الهواة والارتجال للاتحاد البرازيلي ومسؤوليه مع الأمور ذات الأهمية الحقيقية لكرة القدم في البلاد. وبسبب سلوكهم ومواقفهم دفعنا ثمناً غالياً مع فقدان الألقاب وفرص لتنظيم كرة القدم في البلاد التي قادت الهيئة المشرفة على تنظيم نهائيات كأس العالم لعام 2014 لرحلة عمياء إلى جهة غير مؤكدة".
والمشكلة أن فلومينيزي كان قد قرر أنه لن يتخلى عن راماليو ولن يفسخ عقده. في الواقع، يبدو أنه كان هناك سهو غير عادي من اتحاد الكرة، لأنه لم يفحص ذلك قبل الإعلان عن أن راماليو هو أفضل مدرب إلى حد بعيد لقيادة منتخب البلاد إلى المجد.
ولكن كان يمكن لراماليو أن يترك ناديه. وكان من الممكن المطالبة بتعويض عن طريق التفاوض بين الجانبين. وسيكون من السذاجة توقع مثل هذا الولاء من الجانبين. فإذا مر فلومينيزي بسلسلة من النتائج السيئة فإنه سيقيل راماليو في لحظة ومن دون أي تفكير، حيث إنه سبق أن فعل ذلك مع مدربين آخرين.
وسبق لراماليو أن قال إنه ينبغي احترام العقود، وإنه بحاجة إلى إعطاء مثال لأولاده عن طريق الالتزام باتفاقه مع فلومينيزي. ويبدو هذا كأنه محاولة لإدعاء موقف أخلاقي عالٍ، ولكن قد يتساءل بعضهم عما إذا كان الجزء الأكبر من رفضه هي الواقعية التي كانت دائماً السمة المميزة لفريقه. ربما إنه يخشى أن من يتولى تدريب النادي الآن قد يثبت أنه سيكون كبش الفداء.
وحالما اقيل دونغا من منصبه بعد خروج البرازيل من الدور ربع النهائي في نهائيات كأس العالم 2010، تحدث ريكاردو تيكسييرا، رئيس الاتحاد، عن ضرورة التجديد، فقد ضمت تشكيلة البرازيل إلى جنوب افريقيا لاعبين كبارا في العمر والقليل منهم سيكونون في مونديال بلادهم لعام 2014، لذا ستكون هناك مهمة كبيرة لإعادة الإعمار التي يتعين القيام بها.
ومن المحتمل أن يتولى المدرب الجديد مسؤولية إدارة منتخب البرازيل تحت الـ20 عاماً. وبالتأكيد، على افتراض تأهل البرازيل، سيتولى مهمة تدريب المنتخب تحت الـ23 عاماً لدورة الألعاب الأولمبية التي ستقام في لندن في 2012.
كما أنه من المتوقع أيضاً أن يشرك المدرب الجديد الكثير من اللاعبين الشباب في التشكيلة الأساسية لمنتخب بلاده بدءاً من الشهر المقبل في مباراته الدولية الودية خارج أرضه أمام الولايات المتحدة.
والخطر الواضح هو النتائج التي سيعاني منها الفريق، حينما يحاول المنتخب القليل الخبرة إثبات وجوده. هذا ما حدث بالفعل قبل 20 عاماً عندما تولى لاعب خط الوسط العظيم فالكاو مسؤولية تدريب منتخب بلاده بعد نهائيات كأس العالم لعام 1990، مع إعادة بناء مماثلة. وقبل فوات الآوان كان قد فقد وظيفته.
وما زال ظل لويس فيليبي سكولاري يخيم على المدرب الجديد، لأنه ما زال خيار الشعب بصورة ساحقة. وحتى كابتن الفريق السابق الاسطورة سقراط فإنه يبدو أنه فتن بكاريزما المدرب الذي يرى العالم من منظور مختلف تماماً. إذ دافع في مقابلة أجريت معه أثناء وجوده في لندن مؤخراً، عن مطالبات سكولاري. ولكن الأخير أكد أنه لن يرشح نفسه لهذا المنصب، لأنه كان قد وافق على تدريب بالميراس قبل نهائيات كأس العالم، لذا فإنه لا يريد العمل مع المنتخب حالياً، إلا أنه لم يستبعد حبه لتولي هذا المنصب في غضون العامين المقبلين، أي في الفترة التي تسبق نهائيات مونديال البرازيل 2014.
ومينيزيس ليس رومانسياً، فهناك مساحة صغيرة لمثل هذه الشخصيات في عالم كرة القدم البرازيلية المعاصرة. ومثل سكولاري ودونغا، فهو أيضاً من جنوب البرازيل، وهي المنطقة التي شهدت هجرة أوروبية جماعية كبيرة التي تركت بصماتها مع تفضيل نمط صارم في اللعب. ولكن هناك مؤشرات واعدة لرعايته من لاعبي خط الوسط من كل النواحي، وهي المنطقة التي البرازيل في حاجة ماسة إلى إعادة التفكير بها. فقد تطور لوكاس جيداً تحت قيادته في غريميو، أما كريستيان والياس فقد تألقا مع كورينثيانز.
ويؤمن مينيزيس أيضاً باللعب بعدد من المهاجمين على الجناحين. فمع وجود كارلوس إدواردو مع غريميو وبرونو بونفيم وخورخي هنريكي مع كورينثيانز، فإنه من غير المرجح أن تعتمد البرازيل اعتماداً كلياً على تقدم خط الدفاع من الجناحين.
ومع قصة شعره القصيرة وبشرته الشاحبة، فإن مينيزيس يبدو كأنه أحد مشاة البحرية الأميركية، إلا أنه من الواضح أن لديه الكثير من شخصية رقيب أول. ولكن اللاعبين يحبونه كثيراً، وهذا ما تبين عندما حضر رونالدو وروبرتو كارلوس وغيرهما لفترة قصيرة مؤتمره الصحافي الذي عقده يوم السبت الماضي لتقديم التهنئة لتسنمه منصبه الجديد.
ومن المعروف عن مانو مينيزيس أن لديه سلوكاً بارداً، ومن غير المرجح أن يشاهده أحد وهو يركل تسع كرات عند مقاعد البدلاء، كما فعل دونغا خلال الهزيمة 1-2 في الربع النهائي في كأس العالم الأخيرة أمام هولندا. ولكن تسلمه مسؤولية قيادة منتخب البرازيل في وقت غير مناسب، سيدفع إلى اختبار هدوئه الباطني على مدى السنوات القليلة المقبلة.
وهنا قائمة المنتخب البرازيلي التي اعلنها المدرب الجديد مينيزيس لملاقاة الولايات المتحدة وديا الشهر المقبل:
- حراسة المرمى:
رينان (آفاي البرازيلي), جيفرسون (بوتافاغو البرازيلي), فيكتور (جيرميو البرازيلي)
- الدفاع:
رفايل (مانشستر يونايتد الأنكليزي), مارسيللو (ريال مدريد الأسباني), اندريه سانتوس (فناربخشة التركي), داني ألفيس (برشلونة الأسباني), دافيد لويس (بينيفيكا البرتغالي), هنريكي (راسينغ سانتاندير الأسباني), ريفير (اتليتيكو مينيرو البرازيلي), تياغو سيلفا (ميلان الايطالي).
- الوسط:
أديرسون (ليون الفرنسي), كارلوس ادواردو (هوفنهايم الألماني), هيرنانيس (ساو باولو البرازيلي), باولو هنريكي غانسو (سانتوس البرازيلي) لوكاس (ليفربول الأنكليزي), جوسيللي (كوريثانس البرازيلي), راميراس (بينيفيكا البرتغالي), ساندرو (انترناسيونال البرازيلي).
- الهجوم:
روبينيو, نيمار, أندريه (سانتوس البرازيلي), اليكسندر باتو (ميلان الايطالي), دييغو تراديلي (اتليتيكو مينيرو البرازيلي).